عدن (الاتحاد)
احتشد مئات الآلاف في المحافظات الجنوبية بتظاهرات حاشدة حملت شعار «مليونية الوفاء» وذلك تلبية للدعوة التي أطلقتها القوات الجنوبية لتقديم الشكر والعرفان للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على جهودهما في دعم اليمن منذ انطلاق «عاصفة الحزم» في مارس 2015.
وشهد شارع «مدرم» في عدن و«ساحة القرار قرارنا» في المكلا توافد آلاف المواطنين حاملين أعلام وصور قادة السعودية والإمارات تقديراً ووفاءً لكل ما بذلوه ويبذلونه في سبيل دعم المحافظات الجنوبية في تحريرها من ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران ومن الميليشيات «الإصلاحية» وذراعيها المتمثلتين بـ«داعش» و«القاعدة».
وأكد المتظاهرون أن جهود التحالف العربي أسهمت بشكل كبير في إعادة الأمن والاستقرار إلى المحافظات المحررة في ظل الدعم السخي واللامحدود المقدم في مختلف المجالات والنواحي. وأضافوا أن السعودية والإمارات تعدان شريكاً فاعلاً وبارزاً في التحالف العربي للتصدي للمشروع الإيراني في اليمن، ومحاربة الإرهاب والتطرف ودحر خطرهما من المحافظات الجنوبية.
وأمام آلاف المتظاهرين في ساحة شارع «مدرم» في عدن، أكد رئيس الجمعية العمومية في القوات الجنوبية اللواء أحمد سعيد بن بريك، أن أبناء الجنوب يبادلون الوفاء لأشقائهم في دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات لما قدموه من جهود في تحرير المحافظات الجنوبية من سيطرة الميليشيات الحوثية والتصدي للميليشيات الإرهابية المنتمية لتنظيمي «داعش» و«القاعدة». وأضاف أن المواقف المشرفة للأشقاء في السعودية والإمارات دفعت الآلاف من أبناء الجنوب للخروج في مليونية الوفاء لإيصال رسالتهم ومبادلتهم الوفاء بالوفاء على مواقفهم الحازمة والحاسمة في الجوانب العسكرية والأمنية والتنموية والإنسانية والإغاثية، مطالباً التحالف العربي باستمرار جهوده الأخوية والوقوف مع القوات الجنوبية في التصدي لغطرسة ميليشيات «الإصلاح» وتعزيز العملية التنموية في كافة المحافظات الجنوبية.
وأشار ابن بريك إلى أن مئات الآلاف الذين خرجوا في عدن والمكلا وسقطرى تلبية لدعوة القوات الجنوبية رسموا صورة حية ووجهوا رسالة تعبير للعالم عن علاقتهم القوية بأشقائهم في السعودية والإمارات في مواجهة كل التحديات والصعاب وبما يعيد الأمن والاستقرار للمنطقة.
وتابع «نحيي من هنا أهل الوفاء الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً وشعباً الذين قدموا تضحيات جسيمة إلى جانب شعبنا واختلطت دماؤنا بدمائهم في كافة الجبهات منذ انطلاق عاصفة الحزم والأمل»، مشيراً إلى أن تضحيات جليلة قدمتها كافة دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقدمت دعماً سخياً في كافة المجالات، مشيراً إلى أن الجنوب والتحالف العربي ماضيان في خندق واحد لمواجهة المشروع الفارسي وتنفيذ المشروع العربي بعيداً عن أمراء الحرب الفاسدين وتحقيق الأهداف التي من أجلها جاء التحالف.
ووجه عضو هيئة رئاسة القوات الجنوبية عدنان الكاف الشكر لدولة الإمارات وقيادتها على ما قدمته للجنوب من دعم وتضحيات، مضيفاً أن شعب الجنوب خرج في عدن وحضرموت وسقطرى للتعبير عن وفائه لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً وشعباً على كل ما قدموه للجنوب من تضحيات ودعم تكلل بالنصر الذي امتزج فيه الدم الإماراتي بالدم الجنوبي في ميادين الشرف والعزة دفاعاً عن المشروع العربي.
بدوره، وصف عضو هيئة رئاسة القوات الجنوبية، لطفي شطارة مليونية الوفاء للإمارات، بأنها تعتبر أقوى رد لكل الأصوات التي حاولت تضليل الرأي العام الخارجي بأن الوضع في عدن منهار أمنياً. وأوضح: «عرس الوفاء للتحالف والإمارات في عدن، أقوى رد على كل الأصوات الناعقة في الخارج والتي حاولت تضليل الرأي العام الخارجي بأن الوضع في عدن منهار أمنياً». وتابع: «يعتبر هذا الرد القوي لتلاحم الجنوبيين مع السعودية والإمارات والمجتمع الدولي في محاربة الإرهاب.. جنوبيون ضد الإرهاب وشرعنته».
وفي حضرموت، تجمع الآلاف من أبناء المحافظة ومحافظتي المهرة وشبوة في شارع «خور المكلا» تلبيةً لدعوة المجلس الانتقالي والمشاركة في «مليونيه الوفاء» رافعين الشعارات المعبرة عن تقدير أبناء حضرموت والجنوب للجهود المبذولة من قبل التحالف في ترسيخ الأمن والاستقرار.
وأكد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت الدكتور محمد جعفر بن الشيخ أن «مليونية الوفاء مثلت رسالة لأعداء التحالف والأشقاء في السعودية والإمارات بفشل مخططاتهم في استهداف العلاقة الوطيدة بين الأشقاء وعلاقتهم في دعم ومساندة عملية الاستقرار والبناء في المحافظات الجنوبية».
وأضاف «إن الفعالية تأتي تقديراً ووفاء للأشقاء على وقفتهم التاريخية مع شعبنا في مواجهة الغزو الثالث للجنوب الذي تداعت له عناصر الإرهاب من كل حدب وصوب»، مشيراً إلى أن أبناء الجنوب عبروا عن اعتزازهم بالانتصارات التي حققتها القوات الجنوبية بدعم ومساندة التحالف العربي في مواجهة قوى الإرهاب المتدثرة بـ«الشرعية» المختطفة من حزب «الإصلاح الإخواني».
وأكد ابن الشيخ أن الجموع المحتشدة في عدن وحضرموت وسقطرى في مليونية الوفاء هي بمثابة تفويض شعبي لاستمرارية عمليات التحالف العربي لتعزيز الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه وضرب معاقله، موضحاً أن دعم التحالف ومساندته للمحافظات الجنوبية أسهم بشكل كبير في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار.
وأشار أحد المتظاهرين في المكلا إلى أن التظاهرات الحاشدة جاءت رداً على المرجفين والمأجورين من الدوحة وإسطنبول، الذين يحاولون النيل من العلاقة الوطيدة بين شعب الجنوب وأشقائهم في التحالف العربي.
وأكد في الوقت ذاته أن هذه المليونية ستعطي المشروعية الشعبية لاستمرار عمليات الإمارات العسكرية والتنموية والإغاثية في كل المحافظات الجنوبية.
كما شهد أرخبيل سقطرى مسيرات شعبية حاشدة جابت عدداً من الشوارع الرئيسية في الجزيرة، ورفع المتظاهرون أعلام دولة الإمارات للتعبير عن وفائهم وشكرهم للجهود التي تبذلها الدولة في مختلف الجوانب منذ سنوات والتي أسهمت في إنعاش الخدمات وتطبيع الأوضاع وترسيخ الأمن والاستقرار.