أمين الدوبلي (أبوظبي)
قاد الهولندي يان فيرسلاين، (64 عاماً)، الكثير من الأندية والمنتخبات، في أوروبا وآسيا وأفريقيا، قبل العمل مع نادي الجزيرة حالياً، وسبق له قيادة منتخبات تحت 17 و20 سنة لمدة 5 سنوات، والتي أفرزت نصف لاعبي الجيل الحالي، فهو يعرف الكرة الأسترالية جيداً، بل يعتبر خبيراً فيها، ولديه معلومات دقيقة عن خصائصها، وأهم عناصر القوة والضعف فيها.
ويقول فيرسلاين: «إن (الكنجارو) منتخب يمكن الفوز عليه وتجاوزه، وأن جيل 2019 أقل خبرة وكفاءة وقوة من منتخب 2015، وأنه يحب أن يلعب ضاغطاً، ومتقارب الصفوف، ويتميز بقدرته على تطبيق أسلوب (الضغط العالي) على الكرة من المناطق المتقدمة، معتمداً على قوة لاعبيه البدنية، وبالتالي فإن المنتخب الإماراتي يجب عليه أن يغلق المباراة، وألا يترك له مساحات كافية، وفي المقابل، يستغل المساحات التي سيتركها هو بين خطي الوسط والدفاع نتيجة تطبيقه للضغط العالي».
وقال فيرسلاين: «على المنتخب الإماراتي أن يجعل صفوفه متقاربة، وأن يغلق المنافذ بشكل محكم عندما تكون الكرة في أقدام (الكنجارو)، وألا يترك له فرصة للعب الكرات الطولية أو العرضية، لأنها أهم عناصر قوة المنافس، وعلى (الأبيض) أن يلعب في المناطق العكسية لوجود لاعبي المنافس، بمعنى أن المنتخب الأسترالي يتجمع لاعبوه بالقرب من الكرة، وفي هذه اللحظة يمكن أن يتم الهجوم عليه بنقل الكرات الدقيقة والسريعة للمناطق العكسية بعيداً عن التجمعات؛ لأن ذلك سيسبب له المفاجأة، ويربك حساباته».
أما عن المحاذير التي يجب أن يتجنبها «الأبيض» في هذه المباراة، فهي أن يتجنب إرسال الكرات الطولية أو العرضية الهوائية؛ لأن معركتها محسومة لصالح الكنجارو، فمن الصعب جداً السيطرة على الكرات الرأسية معهم، لطول القامة، وأيضاً لقوتهم البدنية، ومن هنا فإن لاعبي منتخبنا لابد وأن يلعبوا الكرات الأرضية، وأن يلجأوا للفراغات والمناطق الخالية من لاعبيهم، وأن يجيدوا تنفيذ الكرات البينية، وفي هذه النقطة سوف يكون للثلاثي عامر عبد الرحمن وخلفان مبارك وإسماعيل مطر دور كبير في تطبيق هذه الكرات لعلي مبخوت وأحمد خليل، وإسماعيل الحمادي.
وعن أهم نقطة ضعف في فريق «الكنجارو»، قال فيرسلاين: «أهم نقطة ضعف هي المساحات الموجودة بين لاعبي الارتكاز والخط الخلفي، وأن هذه المساحات لو تم استغلالها في التمريرات الأرضية من وضع حركة سوف تسبب لهم مشاكل كبيرة، وسوف تكون أهم أسلحة الفوز لـ(الأبيض)؛ لأن هذه النوعية من التمريرات سوف تضع القادمين من الخلف في حالة انفراد مع الحارس».
وعن الملاحظات على أداء منتخبنا في المباريات الماضية، والتي يجب الانتباه منها وعدم تكرارها، قال فيرسلاين: «لا بد هنا أن أهنئ (الأبيض) على فوزه وتأهله، وأن أحيي المدرب الإيطالي ألبرتو زاكيروني على التأهل وقيادة المنتخب، ومن منطلق حبي للإمارات سيسمح لي أن أقول ملاحظة على المنظومة الدفاعية في (الأبيض)، وهي اتساع المساحة بين لاعبي الوسط والمدافعين، وهي التي تتيح الفرصة أمام المنافسين لامتلاكها، وبناء الهجمات الخطيرة منها، نعم منتخب أستراليا ليس هو الفريق القوي في بناء الهجمات بشكل متواصل، أو الاستحواذ الدائم على الكرة وتوجيه اللقاء كيفما يريد، لأنه يلعب على رد الفعل إذا بادر المنافس بالهجوم، ويعتمد على الكرات الطولية والعرضية بالأساس، وليس على البناء التقليدي من الخلف للأمام بالتمرير الكثير والضغط المتواصل».
ووجه فيرسلاين نصيحة لـ«الأبيض»، وقال: «أتمنى أن ينهي اللاعبون المباراة في الوقت الأصلي، وأن لا يلجأوا إلى الأوقات الإضافية، لأن القوة البدنية للمنافس تؤهله لأن يلعب 120 دقيقة بشكل متوازن، من دون أن يعاني من الإجهاد، هذا أمر ضروري للغاية، خاصة أن منتخب الإمارات لعب المباراة الأخيرة 120 دقيقة، والمخزون البدني لدى اللاعبين بالتأكيد تأثر بالجهد الكبير الذي بذلوه في هذه المباراة أمام قيرغيزستان».
وعن أهم أسلحة «الكنجارو» في منظومة اللاعبين قال فيرسلاين: «لديهم حارس مرمى ممتاز هو ريان، وأنا أعرفه جيداً، هو ليس حارساً فقط، لكنه قائد ومدرب من الخلف، ولديهم روح قتالية عالية، ولا يستسلمون أبداً حتى النهاية».