علاء المشهراوي (غزة)
صب الفلسطينيون جام غضبهم على محمد العمادي، رئيس ما يسمى «اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة»، بعد تصريحات زعم من خلالها أن: «مشكلة قطاع غزة تحل بالمال إذا ما توفر» (في إشارة إلى الأموال القطرية، التي تهدف، حسب زعم العمادي، إلى عدم اندلاع حرب في المنطقة لا ترغب بها إسرائيل ولا حماس).
وتلهث قطر خلف محاولات فرض الهدوء في قطاع غزة، تلبيةً لتفاهمات مع إسرائيل، من خلال دفع أموال لتثبيت اتفاقات التهدئة بين حماس وإسرائيل، فيما تتواصل الانتقادات الفلسطينية للتعامل مع قطاع غزة كقضية إنسانية، دون التنسيق مع السلطة، في ظل غياب أي أفق سياسي وحلول جذرية لمشكلات القطاع.
ورأى وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية سابقاً، طلال عوكل، أن اختصار مشكلة غزة وحصرها بالمال من بعض الدول، وخاصة قطر، ينساق في إطار ما تروج له إسرائيل بأن مشكلة القطاع إنسانية، وأن هناك شعباً يبحث عن الطعام فقط. وأضاف لـ«الاتحاد»: «قضية غزة هي قضية سياسية بامتياز، وما تقوم به قطر في غزة هو تنفيذ فعلي للسياسات التي تتعلق بأمن إسرائيل، وما يؤكد ذلك أن أي مشروع أو دعم قطري لقطاع غزة لا يأتي إلا بالتنسيق مع إسرائيل». وتابع قائلاً: «قطر تستغل احتجاجات سكان قطاع غزة الإنسانية، بهدف تمرير مخططات أميركية وإسرائيلية في المنطقة، وهو ما يفسر ويدلل عليه اختصار الأموال التي تدخل للفلسطينيين في غزة في الوقت الحالي».
بدوره، أكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح عبدالله عبدالله، أن الأموال القطرية تهدف إلى إنقاذ حركة حماس، التي ترفض تطبيق اتفاق المصالحة وفق اتفاقية القاهرة 2017. وقال لـ«الاتحاد»: إن تدفق الأموال القطرية للحركة، ورغبتها بالاستمرار بجمع الضرائب من سكان قطاع غزة، ساهم بشكل جوهري برفض الحركة العودة لتنفيذ المصالحة التي لم تعد قائمة على أجندة حماس في الوقت الحالي حسب المعطيات المتوفرة لديهم.
واعتبر عصام أبو دقة، القيادي في الجبهة الديمقراطية، في تصريح لـ«الاتحاد» أن: الأموال القطرية تحولت لأداة للاحتلال، في عدوانه ضد أبناء الشعب الفلسطيني وحقوقه. وأضاف: «نرفض سياسة الابتزاز التي تصاحب دخول الأموال القطرية، والتي توضح أن الاحتلال للأسف الشديد يحاول استغلالها بكل الأشكال للنيل من صمود الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يمثل أكبر امتهان للعزة والكرامة، والاستهانة بحجم التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني في النضال ضد الظلم والاحتلال والحصار والانقسام». وأوضح أبو دقة، أن هناك إجماعاً شعبياً وفصائلياً يرفض التعامل مع هذه الأموال القطرية بهذه الطريقة، لأن الاحتلال يقوم باستغلال هذا المال بطريقة سياسية تبتز الشعب الفلسطيني وتحاول كسر صموده والتخلي عن مسيراته النضالية. وأضاف: «الكل يعلم أن العمادي يأتي من إسرائيل، وبتنسيق تام معها في كل ما يفعله في قطاع غزة، وبالتالي بات واضحاً أن إسرائيل تدعم مشاريع العمادي، والتي هدفها الوصول لصفقة القرن وفصل غزة عن الوطن».