لمياء الهرمودي (الشارقة)
كشف سالم محمد العويس، رئيس مجلس إدارة شركة «بيئة» التابعة لحكومة الشارقة أن مركز بيئة لإدارة النفايات شهد نمواً ملحوظاً على مدى السنوات الثلاث الماضية مع إدخال مرافق فرعية رئيسية مثل «محطة معالجة مياه النفايات الصناعية» الذي تم إطلاقه مؤخراً، والذي يؤكد التزام بيئة بدعم «استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036» من حيث زيادة نسبة إعادة استخدام المياه المعالجة إلى 95%.
وأكد أهمية هذه المحطة التي تتولى معالجة المياه الملوثة بالنفايات الصناعية والكيميائية والسائلة والزيوت السامة من خلال استخدام عملية متطورة وفريدة ومبتكرة لمعالجة النفايات وجعلها صالحة لإعادة استخدامها لأغراض الري، وتبلغ استطاعة المحطة 300 متر مكعب من مياه النفايات يومياً.
وأشار العويس في حوار لـ«الاتحاد» إلى أن الشركة تخطط لبناء مرافق جديدة منها مرافق معالجة وإعادة تدوير النفايات الخشبية، ومرافق معالجة الزيوت المستعملة، ومرافق إعادة تدوير الورق والكرتون، ومرافق إعادة تدوير الأفلام البلاستيكية، وإعادة تدوير العبوات البلاستيكية.
وأوضح أن «بيئة» باعتبارها داعما نشطا لتحقيق أهداف «استراتيجية الإمارات للطاقة 2050»، نفخر بالدور الحيوي الذي تلعبه «بيئة» في دعم أحد الأهداف الرئيسية والاستراتيجية والمتمثلة في رفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40% في العقود الثلاثة المقبلة، واستثمار 600 مليار درهم حتى عام 2050، لضمان تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، وضمان استدامة النمو في اقتصاد الدولة، ويقترن ذلك مع هدف رفع مساهمة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة الكلي من 25% إلى 50% بحلول عام 2050 وخفض الانبعاثات الكربونية من عملية إنتاج الكهرباء بنسبة 70%، وبما يسهم في توفير ما يعادل 700 مليار درهم حتى عام 2050.
ولفت إلى سعى «بيئة» منذ إنشائها عام 2007، إلى توسيع وتنويع نطاق خدماتها وحلولها الأساسية بشكل فعال وبما يواكب الاحتياجات المتنامية للأفراد والمجتمعات لتصبح شريك المدن المستدامة الأفضل والموثوق للحكومات المحلية والإقليمية والجهات الخاصة، كما تمكنت من لعب دور محوري في دفع جهود دولة الإمارات في رحلة انتقالها من نموذج الاستهلاك الخطي، إلى الاقتصاد الدائري الذي يسهم في تعظيم استخدام مواردها.
الإدارة المتكاملة للنفايات
وقال العويس: هناك مشاريع لعدة قطاعات تتراوح بين الإدارة المتكاملة للنفايات، والاستشارات البيئية، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والنقل المستدام، والتدريب والتطوير، وأن وحدة «تنظيف» توفر حلولاً مستدامة لمجموعة متنوعة من احتياجات المجتمعات والمؤسسات التجارية، وتلبي الوحدة متطلبات ملايين السكان من خلال خدمات البلدية إضافة إلى عدد كبير من المؤسسات التجارية من خلال عقود إدارة النفايات. وأوضح أن «تنظيف» تمكنت من إنشاء حلول ذكية في الإدارة المتكاملة للنفايات وتسخير التقنيات المتطورة مثل الإشعارات الذكية المرتبطة جغرافياً بحاويات النفايات وتحديد الطرق، فضلاً عن أسطول متطور يتألف من مركبات صديقة للبيئة لتحقيق الأداء الأمثل، ومع توسيع عقود إدارة النفايات إلى أكثر من 2000 عقد، وترسيخ حضورها القوي لتغطي أكثر من 200 منطقة في مختلف أنحاء الدولة، تتولى «تنظيف» جمع أكثر من 3 ملايين طن من النفايات سنوياً، فيما تتمكن كل عام من زيادة النفايات المجمعة بشكل كبير وتقليل إرسال النفايات إلى المكبات.
تقنيات استعادة المواد
وأكد على أهمية الدور الذي يقوم به مرفق استعادة المواد التابع لشركة «بيئة» مسؤولية معالجة النفايات المنزلية التي تم جمعها من قبل «تنظيف» من المناطق السكنية في الشارقة ومن مواقع مختارة في أنحاء دولة الإمارات (بما في ذلك أبوظبي ودبي). ويعمل مركز إدارة النفايات في تحويل أكثر من 76% من النفايات، بما في ذلك النفايات المنزلية، مما يسهم في إبعادها عن المكبات، ويدعم الأولويات الوطنية من خلال أحدث تقنيات استعادة المواد، ويعمل مرفق استعادة المواد، والذي يعتبر ثالث أكبر مرفق من نوعه في العالم والأكبر في منطقة الشرق الأوسط، على فرز وفصل المواد القابلة لإعادة التدوير من النفايات الصلبة العامة، من خلال عمليات يدوية وآلية، فيما تبلغ القدرة السنوية لمرفق استعادة المواد 600 ألف طن، يتم إرسال الورق، والبلاستيك، والألمنيوم والعلب الفولاذية إلى مرافق متخصصة حيث تتم معالجتها لإعادة استخدامها في الاقتصاد بينما ترسل النفايات العضوية إلى مصنع الأسمدة، ويتم إرسال المواد غير القابلة للتدوير إلى المكبات.
وأكد العويس على أن مرفق تدوير مخلفات البناء والهدم التابع لشركة «بيئة» يستطيع معالجة 500 ألف طن من نفايات البناء سنوياً، ويصل معدل استعادة المواد المختلطة 97% وفق معدلات تحويل عالية ليواكب بشكل فعال اعتماد مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، معيار البناء الرئيسي للمشاريع في دولة الإمارات.
ولفت إلى أن «بيئة» تتميز بمرفق تمزيق وإعادة تدوير السيارات والمعادن المبتكر، حيث يستقبل المرفق وباستخدام واحدة من أقوى آلات تقطيع هياكل السيارات في العالم، هياكل السيارات القديمة من جميع أنحاء البلاد وإعادة تدويرها، وتتم عملية إعادة تدوير سيارة واحدة بالكامل في غضون 60 ثانية، فيما يتم فرز العناصر المعدنية والزجاجية والبلاستيكية من أجل إعادة التدوير، ما تزيد من كفاءة عمليات المرفق ومخرجاته.
تحويل النفايات إلى طاقة
وتناول العويس جهودهم في دعم خريطة الطريق الوطني للاقتصاد الكلي، وضمان تحقيق أهداف الشركة الخاصة في التخلص من النفايات بشكل كامل في الشارقة، موضحا بان «بيئة» تعمل بالتعاون مع مصدر لتطوير مشروع «تحويل النفايات إلى طاقة» في الشارقة، والذي يعد الأول من نوعه في دولة الإمارات ومنطقة الخليج بشكل عام، بهدف معالجة ما يصل إلى 300 ألف طن سنوياً من النفايات الصلبة (المنزلية والصناعية) بدلا من وضعها في مكب النفايات، حيث ستصل سعة الإحراق في المحطة إلى نحو 37.5 طن من النفايات البلدية الصلبة في الساعة.
وقال: يبلغ صافي الطاقة الكهربائية المولّدة لمحطة «تحويل النفايات إلى طاقة» 30 ميجاواط، الأمر الذي سيسهم في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 450000 طن، ويوفر نحو 45 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً. ويقع المشروع بالقرب من منشأة استعادة المواد التابعة لشركة «بيئة» في إمارة الشارقة، ويقام على مساحة 80000 متر مربع، ومن المقرر أن يستكمل المشروع بحلول عام 2021.
إعادة التدوير السكني
وفي جانب برنامج إعادة التدوير السكني، قال رئيس مجلس إدارة بيئة: نحن نركز أيضاً على الناحية التثقيفية من خلال مجموعة من التوعية المتخصصة والتي يتم توزيعها على المنازل كل عامين. وتضم هذه المجموعة كتيب معلومات باللغات الرئيسية التي يشيع استخدامها في دولة الإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى معلومات عن استخدام سلة النفايات وتقنيات وتوصيات مبسطة لعملية الفرز.
أما على مستوى المشاركة الفردية، وانطلاقاً من إدراكنا أهمية وتأثير أنشطة القاعدة الشعبية، أطلقنا «مدرسة بيئة للتثقيف البيئي» في العام 2010، من أجل استهداف شريحة الشباب بشكل فعال وبناء «جيل مثقف بيئياً».
وأكد العويس على أن البرنامج تمكن إلى الآن من الوصول إلى أكثر من 200 ألف من التلاميذ وأولياء أمورهم وأكثر من 5000 عضو بالهيئة التدريسية في جميع أنحاء الدولة، حيث تقود مدرسة بيئة للتثقيف البيئي حملات التوعية البيئية باستخدام المنصات الرقمية مثل المواقع الإلكترونية والدورات التدريبية عبر الإنترنت، بالإضافة إلى الأنشطة الميدانية مثل ورش العمل والمسابقات السنوية المصممة لتحفيز الطلاب وعائلاتهم للعب دور نشط في الحفاظ على البيئة الطبيعية.
كما يتم حاليا تجهيز المقر الرئيسي الجديد لـ«بيئة» بمجموعة واسعة من حلول المباني الذكية وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تدعمها «مايكروسوفت». مما سيجسد علامة فارقة أخرى في رحلة التحول الرقمي التي تبنتها بيئة وتوسعت فيها بشكل كبير على مدى السنوات القليلة الماضية. ويأتي ذلك تماشياً مع رؤيتها التي تتمحور حول التركيز على كل جوانب الاستدامة والتكنولوجيا كركائز للاقتصاد الحديث. حيث من المتوقع الافتتاح في الربع الأخير من 2019.