أيد الناشطون في حركة "خمس نجوم" في إيطاليا بغالبية "كبيرة جداً"، تشكيل ائتلاف حكومي بين الحركة والحزب الديموقراطي (يسار)، كما أعلن الثلاثاء زعيم الحركة لويجي دي مايو، وهو ما يمهد لوضع حد للأزمة السياسية الناجمة عن تفكك الائتلاف الحاكم.
وقال دي مايو إن "80 % صوتوا بنعم لتشكيل حكومة بقيادة (رئيس الوزراء المعين) جوزيبي كونتي".
وقد ترقبت إيطاليا هذا التصويت لعشرات الآلاف من ناشطي حركة "خمس نجوم" المناهضة للمؤسسات حول التحالف مع الحزب الديموقراطي لأن نتيجة سلبية كانت ستضع حداً لعملية تشكيل حكومة جديدة.
وقال دي مايو، خلال مؤتمر صحافي، "أود التذكير أننا في أقل من شهر تمكنا من حل أزمة الحكومة التي اندلعت في أغسطس".
وتقدم بالشكر "من 80 ألف مواطن إيطالي أدلوا بأصواتهم عبر منصة رقمية فريدة من نوعها في العالم".
وتابع "أعتقد أننا يجب أن نفخر بهذه المنصة الرقمية (...) لأنها قدمت لنا طريقة مختلفة لتشكيل حكومة".
وأضاف دي مايو أن "البرنامج انتهى. الآن، سننتقل إلى الفريق الحكومي، سنقوم بالترويج لجميع أفكار البرنامج الحكومي، وسنوافق على جميع القوانين التي ستساعد الشباب".
وتخلى دي مايو، الذي تعرض لانتقادات في الأيام الأخيرة من الإعلام ومؤسس الحركة بيبي غريللو لمماطلته في المفاوضات، الإثنين عن المطالبة بتعيينه نائباً لرئيس الوزراء في الحكومة الجديدة تزامناً مع تنازل الحزب الديموقراطي عن المطلب نفسه.
كان رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا كلف رئيس الحكومة المنتهية ولايته كونتي الخميس تشكيل حكومة جديدة.
اقرأ أيضاً... اتفاق لتشكيل ائتلاف حكومي يمهد لإنهاء الأزمة السياسية في إيطاليا
بعد بعض المشاداة العلنية بين الحزبين، الأعداء سابقاً، قرر الحزبان أن يحكما معاً تجنباً لانتخابات مبكرة.
ونشرت حركة خمس نجوم على الإنترنت، الثلاثاء، وثيقة تضم 26 نقطة أقرها قادة الطرفين وتم تقديمها لكونتي لينظر فيها.
وتتضمن هذه الوثيقة "القضاء على أي شكل من أشكال عدم المساواة الاجتماعية أو المناطقية أو بين الجنسين" وتخفيض الضرائب على العمل، ووضع "سلسلة من القوانين ضد تضارب المصالح" أو "استجابة قوية" لمشاكل تدفق الهجرة.
وقال رئيس الحزب الديموقراطي نيكولا زينغاريتي، بعد الإعلان عن نتائج تصويت حركة خمس نجوم، "نحن الآن بصدد تغيير إيطاليا".
وذكرت وسائل الإعلام الإيطالية أنه من المتوقع أن يقدم كونتي فريقه الحكومي صباح الأربعاء إلى رئيس الجمهورية، قبل أداء اليمين.
وسيبقى على كونتي أن يكسب ثقة مجلسي البرلمان ربما بحلول نهاية الأسبوع.
بدأت هذه الأزمة السياسية بعد أن انهارت الحكومة في 8 أغسطس الماضي مع انسحاب زعيم حزب الرابطة وزير الداخلية ماتيو سالفيني من التحالف الذي شكله قبل 14 شهراً مع حركة "خمس نجوم".
وبذل الحزب الديموقراطي، الذي رأى في الأزمة السياسية مدخلاً لعودته إلى الحكم، جهوداً مضاعفة لمحاولة التوصل إلى تشكيل ائتلاف حاكم جديد.