محمد حامد (دبي)
أمضى 35 عاماً في عالم التدريب، وجلس على مقعد الإدارة الفنية لأكبر أندية إيطاليا الميلان والإنتر واليوفي، وغيرها من الأندية الكبيرة، وحصل على لقب الدوري الإيطالي، وتم تتويجه رسمياً بلقب أفضل مدرب في إيطاليا عام 1999، ومن المعروف أن إيطاليا وطن التكتيك، ومملكة العقول الكروية، مما يعني أن ألبرتو زاكيروني وبجميع المقاييس تجاوز مرحلة التقييم من زاوية يعينها تتعلق بقيمته، وهل هو مدرب كبير أم لا.
زاكيروني يثير الجدل بسبب ما يحيط به من انطباعات تتعلق بالكرة الدفاعية التي يفضلها، وليس بالضرورة أن يكون الانطباع السائد حقيقياً، ولكنه في أغلب الأحيان يترسخ في العقول، ويصرفنا عن النظر إلى الواقع، وحقيقة الأمر أن المدرب الإيطالي هو أحد رجال الواقعية في عالم كرة القدم، حيث يؤكد دائماً أن مهمته الأساسية تتعلق بالحصول على أفضل ما لدى اللاعبين وفق قدراتهم، من دون أن يحاول التدخل في جيناتهم وموروثاتهم الكروية، فلا مجال لتغيير الفكر الكروي للاعب تجاوز 25 عاماً.
هذا ما صرح به زاكيروني في تجربته مع اليابان، والتي أسفرت عن الحصول على كأس آسيا، وهذا ما يقوله دائماً، ويحقق به ومن خلاله نتائج جيدة، وعلى المستوى التكتيكي يؤمن زاكيروني بأن عناصر وسط الملعب على وجه التحديد هم الأكثر أهمية في أداء الفريق، ولكنه يريدهم في أعلى درجات اللياقة من أجل الجمع بين المسؤوليات الدفاعية والمهام الهجومية، فهم من يصنعون الهجوم الخاطف بتمريراتهم الدقيقة المباغتة لعناصر الهجوم، وهم من يقومون بالحصول على الكرة من المنافس، وهم خط الدفاع الأول والأهم.
المدرب الإيطالي يتمتع بالهدوء، ويتحلى بأعلى درجات الواقعية في التعامل مع المواقف الصعبة، ولا يعترف إلا بالجماعية في الأداء، فهو ليس من مدرسة المدربين الذين يدللون النجم الأوحد الذي يصنع الفارق، ويحظى زاكيروني بمكانة جيدة في إيطاليا «وطن التكتيك»، وهو ما يتجلى حالياً في متابعة الإعلام الإيطالي لأدق تفاصيل مشواره مع «الأبيض» في كأس آسيا، وسط إشادات كبيرة بمشواره الناجح على مستوى النتائج في البطولة القارية، حيث لا حديث سوى عن حلمه وحلم الإمارات في الوصول لأبعد نقطة ممكنة في التحدي القاري، ويكفي أن صحيفة «لاجازيتا ديللو سبورت» قالت في تقريرها عن بلوغ الأبيض دور الـ8: «حلم الإمارات وزاكيروني مازال قائماً».