إذا كنت من عشاق السفر والمغامرة وليس في مقدورك تحمل تكلفة التنقل، فإليك الحل، اعمل في شركة طيران، واحصل على تذاكر شبه مجانية لك ولأفراد عائلتك. وإذا رغبت في الوصول إلى مقصد لا تطير شركتك إليه فلا تتحير طويلا، ستحصل على الامتياز نفسه من الشركات المنافسة!
ويسافر الموظفون وأفراد الضيافة في معظم شركات الطيران من مدينة إلى أخرى بالمجان تقريبا باعتبارهم أطقما احتياطية تنضم إلى العمل عند الضرورة. وتنقل هذه الشركات عاملي منافسيها في السوق برسوم رمزية للغاية، وهو أمر لا نظير له في أي عمل آخر. علاوة على ذلك، تنسحب هذه الميزة السخية على أطفال العاملين، وآبائهم، وأرباب المعاشات منهم. ولا تطلق الشركات على هذا الامتياز وصف «حافز» وبالتالي لا يخضع لضريبة الدخل، وهو أمر مدهش في حد ذاته.
وكانت أكثر من 200 شركة طيران في العالم وقعت اتفاقات فيما بينها بما يسمح لجميع العاملين بتبادل التمتع بمزية السفر كأطقم احتياطية، فيجلسون في المقاعد الشاغرة بين الركاب مقابل نحو 10% فقط من قيمة التذكرة الأصلية. ولا يقتصر هذا الامتياز على الطيارين وأطقم الضيافة على سبيل المثال، بل يغطي العاملين كلهم بمن فيهم المحاسبون وأمناء المستودعات.
وساعد هذا الامتياز المهني في خلق نمط حياة مختلف ولا ينقصه الترف لجميع العاملين، بمن فيهم من يندر سفرهم. إذا يستطيع أحدهم تناول طعام الإفطار في لندن في عطلة نهاية الأسبوع، أو قد يفضل وجبة الغداء في ولاية نيو أورلينز وهو إغراء يتعذر مقاومته.
وتطلق شركات الطيران على المسافرين من عامليها في فئة الأطقم الاحتياطية توصيف «ركاب من دون عائد» بغرض ضبط الحسابات، ولكنها تعد لهم خططا متعددة للسفر من أربع درجات. من جهتهم، يلجأ العاملون الراغبون في السفر إلى تسجيل أسمائهم على 3 رحلات أو 4 في توقيت متزامن على أمل الفوز بمقعد شاغر أو أكثر في إحداها. ومن ثم، يتحاشون الحجز المسبق في الفنادق للإقامة، أو ترتيب برامج الانتقال وأماكن الزيارة قبل الوصول. فقد يصل راكب حقيقي فتكون له الأولوية المطلقة نظرا لسداده ثمن التذكرة بالكامل، فينتزع المقعد الشاغر في آخر لحظة. ولعل هذا ما يفسر شغل المقعد الشاغر المجاور لك قبل إغلاق باب الطائرة بلحظات، إيذانا بالإقلاع.
محلل النظم الطائر
وانضم جاسبريت سنج (25 عاما) إلى شركة يونايتد أيرلاينز للعمل كمحلل نظم لبرامج الترفيه السمعية البصرية على الطائرات. وخلال العام الأول له في الشركة، أمضى سنج 3 عطلات أسبوعية فقط من بين 52 في منزله. أما بقية العطلات فاستقل خلالها 500 رحلة طيران، وبلغت المسافات التقديرية التي قطعها مسافرا أكثر من 700 ألف ميل! فقد استغل الشاب مزية المقعد الشاغر المجاني كما ينبغي تماما.
وهكذا، اعتاد سنج السفر إلى كانساس سيتي خصيصا لقص العشب في حديقة منزل والدته. ولجأ إلى تمضية عطلة نهاية الأسبوع في لندن، أو بروكسل، أو أي مدينة ألمانية يختارها. وفي أوج فصل الشتاء، فضل السفر إلى الساحل الغربي للهروب من برودة الجو في شرق الولايات المتحدة. وعندما يضيق بهذا كله، يسافر إلى لوس أنجلوس لتناول ساندويتش من الهامبرجر المميز بمطارها الدولي.
أرقام ومزايا
وتعكس الأرقام الداخلية الصادرة عن شركة ساوثوست للطيران حجم مزايا السفر المجاني للعاملين فيها وفي الشركات الصديقة، والمنافسة، خلال عام واحد وأبرزها أن طائرات الشركة نقلت 1.5 مليون راكب من العاملين وذويهم، إضافة إلى 487 ألف راكب آخرين من عاملي شركات الطيران الأخرى. ولا ترتبط الشركة باتفاقات تسمح بتبادل الركاب العاديين مع الشركات الأخرى عند الضرورة، ولكنها ترتبط باتفاقات مع أكثر من 140 شركة طيران لتوفير مزايا المقعد الشاغر المجاني لجميع العاملين وأسرهم.
ولا يعرف توقيت بدء تقديم هذه المزايا للعاملين في قطاع الطيران المدني على وجه التحديد. لكن ثمة حقيقة لا يمكن أن ينكرها أحد وهي أن الطائرات تقلع بمتوسط إشغال 75% في الأغلب الأعم، فلماذا لا يستغل الربع المتبقي لراحة العاملين؟ فإذا كنت من هواة السفر، لا تضيع الفرصة وبادر بالعمل لدى أقرب شركة للطيران.
بقلم: سكوت مكارتني