تحرير الأمير (دبي)
أكد مسؤولون في حكومة دبي أهمية التوطين باعتباره رقم1 في أجندة خططهم السنوية مؤكدين أن رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «رعاه الله»، مع بداية موسم جديد للعمل والإنجاز في الإمارات، ستكون خريطة طريق وسيتم تنفيذها بكل دقة وحرفية.
وأجمع المسؤولون على ضرورة توفير وظائف للشباب المواطنين ورفع نسبة رضا الجميع عن هذا الملف الذي يصنف من الأولويات في الأجندة الوطنية.
وقال سلطان بطي بن مجرن مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي: في ظل التغيرات المتسارعة التي تشهدها مختلف القطاعات، وتحديات المنافسة، بات لزاماً علينا كمؤسسات التناغم التام مع المحاور التي تقوم عليها «الاستراتيجية الوطنية للتشغيل 2031»، كي نتمكن من ترجمة مختلف الاستراتيجيات والخطط الوطنية، والرؤى الحكيمة لقيادتنا الرشيدة.
وقال: إن السبيل الوحيد لبلوغ تلك الغايات هو الاعتماد على كوادرنا المواطنة، الأمر الذي يحتم علينا كمؤسسات توفير البيئات المثلى لاستقطاب وتأهيل القدرات والطاقات البشرية المواطنة، والعمل على تمكينها، وإفساح المجال لها للمشاركة في برامج التطوير المستمر للدوائر والهيئات. وأضاف ابن مجرن: لقد اعتمدنا في دائرة الأراضي والأملاك في دبي هذا النهج، واليوم نفخر بوصول نسبة المواطنين من إجمالي كوادرنا إلى 91%، ويشكل مواطنو الدولة ما نسبته 100% من وظائف الإدارة العليا، وجاء ذلك ثمرة عقود طويلة من برامج التدريب والتطوير التي ساعدتنا في اكتشاف قدرات شبابنا لما يتمتعون به من كفاءات علمية عالية، وفتح المجال أمامهم للإسهام في صياغة رؤية الدائرة وأهدافها لخدمة القطاع العقاري على النحو الأمثل.
وقال القاضي الدكتور جمال حسين السميطي المدير العام لمعهد دبي القضائي: إن حكومة الإمارات تعمل على تحديث برامج التوطين بالتوازي مع تطلعاتها الطموحة واستراتيجياتها المختلفة، كما تضع في الحسبان التغيرات الاقتصادية التي تطرأ على المنطقة والعالم، فضلاً عما نشهده من ثورات صناعية وتقنيات متلاحقة، قد يصعب معها على الكثيرين التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور في مراحل لاحقة.
وقال السميطي: تدرك القيادة الرشيدة أهمية الاستعانة بالشباب وأفكارهم الخلاقة، وقدراتهم الفذة على التعامل مع تكنولوجيا العصر وانفتاحهم عليها. وهنا تبرز الحاجة إلى مساعدتهم على تسجيل حضور فاعل لهم في سوق العمل، والإسهام بجدارة في بناء اقتصاد قائم على مختلف صنوف المعرفة والتقنيات المتطورة. ومن شأن هذه الفئة على وجه التحديد رفع إنتاجية القطاعات المختلفة، ومساعدتها على تحقيق ريادة الأعمال.
وأكد أن تعزيز مكانة الدولة والارتقاء بمكانتها التنافسية على مختلف مؤشرات أداء الأعمال العالمية يتطابق مع أهداف «الاستراتيجية الوطنية للتشغيل 2031»، وهو الأمر الذي دفعنا في معهد دبي القضائي إلى فتح الأبواب أمام الشباب المواطن لسد الشواغر في كوادره، لتصل نسبتهم الآن إلى 70%. وليس هذا فحسب، بل عمدنا إلى استحداث الكثير من الدورات التدريبية، منها «برنامج تأهيل المدرب المواطن»، التي تساعدهم على تطوير مؤهلاتهم ومهاراتهم للدخول إلى مجالات القضاء والقانون والمحاماة في القطاعين العام والخاص وهذا هو الاستثمار الحقيقي للمعهد وللوطن.
ومن جهته، أوضح العقيد فيصل عيسى القاسم مدير إدارة الإعلام الأمني في شرطة دبي أن: استراتيجية شرطة دبي بشأن التوطين تنطلق من استراتيجية حكومة دبي والتي تعمل على تمكين الشباب المواطن وإطلاق إمكانياتهم لقيادة عجلة التطوير والنمو الاقتصادي عبر تشجيع المشروعات الخلاقة، منوهاً بأن نسبة التوطين في شرطة دبي مرتفعة جداً.
وأضاف أن حكومة دبي تكرس سياسات توطين الوظائف في جميع القطاعات وتعمل على رفع نسبة حصة الشباب المواطن من الجنسين في قطاعات العمل مقروناً بتقديم حوافز بغية رفع معدلات التوطين، موضحاً أن الحكومة الاتحادية أطلقت مبادرة التوطين من أجل مضاعفة أعداد المواطنين الإماراتيين في سوق العمل وبالأخص القطاع الخاص، حيث وضعت خططاً ذكية لصنع آلاف الفرص الوظيفية للشباب الإماراتي.
وأشار إلى أن شرطة دبي قطاع أمني بالدرجة الأولى وعليه فإن التوطين مطلب ملح وضروري، مؤكداً أن القيادة العامة تضع في قمة أولوياتها ملف التوطين لتوظيف الشباب الإماراتي من الجنسين.
في المقابل، أكد عدد من الشباب المواطن الباحثين عن العمل أن هذه الرسالة تعبر عما يدور في خلدهم، حيث إنهم يأملون بوظائف مناسبة لتخصصاتهم، ويأملون أن يكون لهم دور في التعيينات الجديدة، مطالبين بفتح هذا الملف مجدداً حتى تعيين آخر باحث عن العمل ووضع خطة لمواصلة التعيين للخريجين الجدد.
وقال الشاب فيصل راشد، خريج يبحث عن عمل، لقد أصدرت الدولة حزمة قرارات وقوانين إلزامية للقطاع المصرفي وقطاع التأمين، بتوظيف الكوادر المواطنة، بنسبة تقدر بـ4% سنوياً وعليه نأمل أن نكون ضمن هذه المجموعة كي نتمكن من خدمة الوطن، مؤكداً أن رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أعادت الأمل في النفوس كي يعود ملف التوطين إلى الواجهة.