أبوظبي (الاتحاد)
اطلع وفد من مملكة تايلند على تجربة الدولة في مجال مكافحة جرائم الاتجار بالبشر خلال زيارته للإمارات التي استمرت يومين واختتمت أمس الأول، وقام الوفد بزيارة مراكز إيواء ضحايا الاتجار بالبشر بإمارة أبوظبي، واطلع على تجربة مراكز إيواء ضحايا الاتجار بالبشر في مجال إعادة تأهيل الضحايا اجتماعيا ونفسياً وتعريفهم بحقوقهم القانونية وكيفية إعداد برامج إعادة التأهيل التقنية والحرفية والتعليمية وبرامج التدريب التي تؤهل الضحايا لبدء حياة جديدة في أوطانهم أو في الأوطان البديلة التي ربما يلتحقون بها حال تعذر رجوعهم لأوطانهم لأسباب قد تعود للكوارث الطبيعية أو للحروب أو خوفاً من الأسرة والمجتمع في حالة الجرائم الماسة بالشرف أو لاستحالة تسليمهم لأسرهم إن كانت الأسرة هي المتهمة بالاتجار بهم.
ورحبت سارة شهيل، مدير عام مراكز إيواء ضحايا الاتجار بالبشر، ومديرات المراكز بالوفد الزائر وأبدت استعداد المراكز التام لعرض تجربتها وخبرتها في هذا المجال آملة أن يفيد الوفد الزائر منها، وأشارت بداية إلى الجهات التي يتم استلام الضحايا منها وإلى الخط الساخن للمراكز (800Save) والذي اعتمدته اللجنة الوطنية لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر خطاً ساخناً لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وشرحت شهيل الإجراءات التي تتبعها المراكز منذ استلامها للضحية والتي تسرع بعرضها على الجهة الطبية المختصة خوفاً من أية أمراض معدية قد تكون الضحية حاملة لها بحكم طبيعة الجريمة، أو لمعاناة من أمراض مزمنة تتطلب التدخل الطبي السريع أو قد تكون حاملا أو تعاني نفسياً مما تعرضت له.
وأشارت إلى أن الاختصاصيات الاجتماعيات والنفسيات بالمراكز يبدأ عملهن بفحص الحالة الاجتماعية والنفسية للضحية، وذلك حتى يتم وضع البرامج المناسبة التي تساعد في إعادة التوازن النفسي للضحية، ثم يتم إلحاق الضحايا ببرامج إعادة التأهيل التي تناسب حالة كل منهن فهناك التدريب الحرفي والمهني الذي يتم بالمراكز أو يتم في فنادق 5 نجوم، أبرمت مراكز إيواء مذكرات تفاهم معها تمنح في نهاية التدريب شهادات موثقة للضحايا تساعدهم في إيجاد وظائف في أوطانهم عند عودتهم إليها، آمنين أو في الأوطان البديلة التي يستقرون فيها.
وأوضحت شهيل أن من ضمن برامج إعادة التأهيل التي تنظمها المراكز للضحايا مرافقتهم في مراكز التسوق لشراء حاجياتهم والرحلات إلى الحدائق وغيرها التي تلعب دوراً كبيراً في تقاربهم ومشاركة كل زميلاتها بالتحدث عن التجربة القاسية التي مرت بها، لافتة إلى أن برامج إعادة التأهيل والدراسات النفسية والاجتماعية تختلف بحكم جنس الضحية « أنثى أو ذكر» أو«بحكم سن الضحية» «بالغة، بالغ، طفل».
وأضافت بأن مراكز إيواء تعمل مع شركائها الاستراتيجيين ومن خلال اللجنة الوطنية لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر على نشر الوعي في المجتمع لأهميته مما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار ومما يدعم صورة دولة الإمارات العربية المتحدة في المجتمع الدولي.
وتحدثت سارة شهيل عن المساعدات المالية التي تقدمها المراكز للضحايا عند عودتهم لأوطانهم أو لأوطان بديلة كذلك الدعم المادي الذي يقدمه صندوق دعم الضحايا لهذه الشريحة، وذلك لتوظيفها في مشاريع صغيرة تدر عليهم دخلاً يحسن من ظروفهم المعيشية.
أبدى الوفد إعجابه بتجربة مراكز إيواء، وأكد أعضاء الوفد ضرورة تبادل هذه الخبرات في مكافحة هذه الجريمة التي تمس بالكرامة الإنسانية.