إبراهيم الملا (الشارقة)
في سياق العمل على تحقيق أهدافها الفنية وتطلعاتها الثقافية، وخلق مناخ تفاعلي لاستقطاب المواهب والطاقات الأدائية القادرة على إثراء الفضاء المسرحي بالدولة، نظمت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالتعاون مع مسرح أم القيوين الوطني، ورشة تدريبية بعنوان: «فن الإلقاء والتمثيل» بالمركز الثقافي بأم القيوين، استمرت على مدار شهر كامل، وقدمها الفنان والمخرج المسرحي المخضرم إبراهيم سالم، بمشاركة عدد من الوجوه الواعدة والباحثة عن مساحة للتعبير عن قدراتها الذاتية.
وفي لقاء مع «الاتحاد» أشار الفنان إبراهيم سالم إلى أن الورشة «هي إحدى المنافذ التوعوية والتثقيفية المهمة التي تعمل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة على التأسيس لها ضمن ورش أخرى تهدف إلى استمرارية الحراك المسرحي في الدولة، وإيجاد روافد ومسارات تعزز الوعي المجتمعي بالفن المسرحي بما يمتلكه من تأثير وحضور وامتداد للحالة الثقافية المتنامية والصاعدة في الدولة».
وأضاف سالم أن من ضمن أهداف الورشة جذب أعضاء جدد لمسرح أم القيوين الوطني وتمكين عناصره من المشاركة في الفعاليات والمهرجانات المحلية المختلفة، ونوّه سالم إلى أن التوجيهات والتدريبات الخاصة بالورشة سيتم تجسيدها من قبل المشاركين في ختام الورشة من خلال عرض مسرحي بعنوان: «كان من المفروض أن تكون هناك» للكاتب طلال المحمود، وقال إنه قام بعمل تعديلات على النص الأصلي واختصره زمنيا إلى عشرين دقيقة كي يواكب إمكانات الممثلين الهواة والمبتدئين المشاركين بالورشة.
وعن الخطوات الإجرائية التي اتبعها في الورشة، أوضح سالم أنه بدأ بالإضاءة أولا على أساسيات فن المسرح، ثم أساسيات التمثيل والإلقاء، وكل ما يتعلق بإمكانات الصوت والحركة في تفعيل الأداء الجسدي والتعبيري على الخشبة، ثم أتت الإجراءات التطبيقية من خلال الاشتغال على نموذج لعمل مسرحي تم خلاله تدريب المشاركين بشكل عملي وملموس لاكتشاف قدرات كل مشارك على حدة، وتوظيف هذه القدرات تاليا لتقمص الشخصيات والأدوار المناسبة لهم.
وعن العقبات التي تواجه المحاضرين والمشاركين في مثل هذه الورش المسرحية، أشار سالم إلى عدة إشكالات تتعلق بقلة عدد المشاركين في المراحل النهائية للورش، وذلك بسبب الانسحاب التدريجي للنسبة الأكبر من المشاركين، وتفاوت الحماس لديهم، ونفاذ الصبر والإصرار لدى البعض، والتصورات المسبقة الخاطئة لدى الآخرين في فهم طبيعة العمل المسرحي الذي يتطلب تضحيات ذاتية، وعمل متواصل، وتثقيف دائم، ومداومة على الحضور لإكمال هذا المسار الإبداعي المستقل في شكله ومضمونه مقارنة بالفنون التعبيرية الأخرى التي قد لا تحتاج للعمل الجماعي والتضحيات الكبيرة كما هو الحال مع المسرح.
وحول غياب الورش المتخصصة بالكتابة المسرحية، خصوصا مع ندرة المؤلفين المحليين وعدم ظهور أسماء جديدة وشابة في هذا الحقل الإبداعي المهم، أوضح سالم أن غياب ورش التأليف، سببها غياب المبادرة من المؤلفين المخضرمين أنفسهم، وغياب قنوات التواصل التي يجب أن تكون متبادلة بين هؤلاء الكتاب وبين الجهات والمؤسسات المنظمة لمثل هذه الورش النوعية والتخصصية.