شادي صلاح الدين (لندن)
تواصل وسائل الإعلام الأوروبية كشف علاقات «تنظيم الحمدين» وأدواته المختلفة بتمويل ودعم المنظمات الإرهابية والمتطرفة المختلفة في أوروبا تحت ستار العمل الإنساني الذي يتركز معظمه حول نشاط تنظيم الإخوان الإرهابي. ويكشف فيلم وثائقي مشترك تستعد شبكة «أر تي بي أف» البلجيكية لبثه في الخامس من سبتمبر المقبل تحت عنوان «قطر: حرب نفوذ الإسلام السياسي في أوروبا»، الدور المشبوه المزدوج الذي تلعبه مؤسسة «قطر الخيرية»، التي تتخفى خلف العمل الخيري والإنساني بينما تلعب دوراً خطيراً في دعم جماعات الإرهاب في العالم.
وأوضحت القناة أن الفيلم الوثائقي الفرنسي البلجيكي الذي يقدمه الصحفي، فرانسوا مازور، يلقي الضوء على عمل «قطر الخيرية»، لافتاً إلى أنها مثل العديد من المؤسسات القطرية تعيش حياة مزدوجة. وفي 2017، كشف أحد المبلغين عن المخالفات عن قدر كبير من المعلومات السرية حول المنظمة غير الحكومية، حيث عرض بالتفصيل برنامج تمويل المؤسسة لما يسمى «بالإسلام السياسي» في جميع أنحاء أوروبا المتعلق بدعم جماعة الإخوان الإرهابية. ويأتي التحقيق بعد أن حصل الصحفيان الفرنسيان جورج مالبرونو، وكريستيان شينو، على وثائق سرية على جهاز تخزين متنقل من قبل شخص مجهول الهوية. ويحتوي هذا الجهاز على آلاف الوثائق السرية «لمؤسسة قطر الخيرية»، وقوائم الجهات المانحة ، وتبادل البريد الإلكتروني، والتحويلات المصرفية، وغيرها من الفضائح التي جاءت في فضيحة ما يسمى بـ«أوراق قطر».
وفي تسريب غير مسبوق يورد تفاصيل برنامج تمويل قطر للجماعات الإرهابية والمتطرفة في جميع أنحاء أوروبا وتشمل نحو 140 مشروعا كلها مرتبطة بجماعة الإخوان الإرهابية، على الرغم من إنكار الدوحة أي تورط في الغرب، رغم كل الوثائق التي تم عرضها. ومن بين الحقائق التي يستعرضها الفيلم الوثائقي إنفاق الدوحة أكثر من 70 مليون يورو منذ عام 2014 دعما لكيانات الإرهاب في أوروبا. ويكشف الفيلم عن دعم قطر لمشروع متطرف يتسلل في ست دول أوروبية، يتضمن إنشاء أكثر من 100 مشروع تم زرعها في أوروبا بهدف خلق ثقافة مضادة بين المسلمين في هذه الدول.
واستغرق الفيلم من الفريق الصحفي، عامين من البحث والتقصي، من أجل تتبع المسارات المالية والهياكل التمويلية للمؤسسات التي دعمتها قطر في عدد من الدول الأوروبية.
وقام الصحفيان والمخرج جيروم سيسكان بالتحقيق في برنامج التأثير المشبوه الذي تمارسه قطر في القارة العجوز. ومن أكبر موقع مشروع لمركز ثقافي أوروبي في ميلوز بفرنسا، إلى متحف الحضارات الإسلامية، الذي افتتح قبل عامين في لا شو دو فون بسويسرا، ومن خلال برنامج ترحيبي للمهاجرين في صقلية، يتبع التحقيق الأثر المالي لهذه الشبكة لكشف أيديولوجيتها بشكل أفضل.
وفي بداية الفيلم الوثائقي، يظهر ذراع يد لشخص مجهول يسلم معلومات على أداة تخزين المعلومات «يو.إس.بي» للصحفيين الفرنسيين جورج مالبرونو وكريستيان شينو حول الأنشطة القطرية في أوروبا عبر «قطر الخيرية». ويعتمد الفيلم المنتظر على تقديم أدلة لا يمكن دحضها وتحليل من خبراء، ومواجهة دعاة التطرف والكراهية بلغتهم المزدوجة.
وتساءلت الشبكة: هل كل مبادرة ممولة جزء من مشروع أكبر؟ وإذا كان هذا البرنامج هو امتداد أوروبي لاستراتيجية قطر للتركيز على جماعة الإخوان منذ ما يسمى «الربيع العربي»؟ مشددا على أن الفيلم يدور حول رحلة المنظمة القطرية والتي لا يعلم عن أنشطتها أحد مرتبطة بقمة الدولة القطرية وعائلة آل ثاني.