«ذاكرة بيروت» نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، هو عنوان المعرض الذي يحتضنه قصر الأونيسكو في بيروت من ضمن فعاليات بيروت عاصمة عالمية للكتاب.
والمعرض الذي يحتوي على أكثر من مائة صورة معظمها من أرشيفي المهندس اللبناني الراحل فؤاد دباس والسلطان عبد الحميد الثاني، ينقل زائريه إلى تلك الحقبة الماضية التي شهد خلالها لبنان نهضة عمرانية كبيرة، وكان لبيروت نصيب كبير منها، وتحديداً في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، الأمر الذي جعلها «درة الشرق» وعاصمة العواصم، كما يحلو للكثيرين وصفها.
وضم المعرض صورا كثيرة تحكي الماضي البعيد الذي ما زالت بصماته تلقي بروائعها على واقع بيروت الحديث.
ويكفي النظر إلى السراي الكبير وحديقة الصنائع ومبنى كلية الحقوق وحرش الصنوبر والعديد من المساجد والثكنات العسكرية، للدلالة على أهمية تلك الأماكن التي شهدت تحولات في تاريخ الدولة اللبنانية.
ويحرص المؤرخ عمر تدمري، الذي يشرف على المعرض، على اصطحاب الرواد وإعطائهم فكرة أولية عن تلك المرحلة التي أرشفها السلطان عبدالحميد بنفسه، ضمن مجموعة صور فوتوغرافية حفظها في قصر يلدز مع مجموعة من الوثائق العثمانية النادرة التابعة لأرشيف رئاسة الوزراء التركية في اسطنبول، وحصل عليها دباس بإذن خاص.
وينبش المعرض في التاريخ، ويمكن القول انه شكل مدماكا على طريق انتقال بيروت من البناء البسيط إلى روائع فن العمارة والانطلاق في ركب الحضارة العالمية على مختلف الصعد.
ويأتي معرض ذاكرة بيروت ومضة ضوء من بعيد لينير أمام جيل بيروت الجديد، بعضاً من إبداعات من سبق وأسس لما تتمتع به العاصمة اللبنانية من تنوع عمراني وثقافي يحاكي أعرق العواصم في العالم. ولم تستطع الأنواء الأمنية والطبيعية ولا حتى مرور الزمن من التأثير على بريق تراثها الأخاذ