سعيد ياسين (القاهرة)
اعتبر نقاد ومخرجون ومؤلفون ظاهرة نقل المسلسلات الأجنبية، وتحويلها إلى مصرية أو «تمصيرها»، سرقة تحت مسمى اقتباس، وفي الوقت نفسه إفلاساً واستسهالاً.. وما زالت الظاهرة، مستمرة رغم الانتقادات التي وجهت لها طوال السنوات الماضية.. وبدأ مؤخراً تصوير مسلسل «شبر مية» بطولة أحمد السعدني ونجلاء بدر، المأخوذ عن عمل أجنبي، ويتألف من 45 حلقة، ويدور في إطار اجتماعي كوميدي خفيف، ومن المقرر عرضه خلال الموسم الشتوي في يناير المقبل.
وعرض مسلسل «زي الشمس»، وهو مأخوذ عن المسلسل الإيطالي «sisters»، ويتم التحضير لمسلسل «جميلة وابن السلطان» لهند صبري، المأخوذ عن سيناريو إسباني، و«جراند أوتيل» لعمرو يوسف. واعتبر النقاد الرافضون أن الظاهرة استسهال وإفلاس، ولعب على المضمون، وخطر على المجتمعات، قال المخرج تامر محسن لـ «الاتحاد» إن «الفورمات الأجنبي» أحد الحلول لأزمة عدم الثقة في منتجنا.
وترى المخرجة والمنتجة هالة جلال أن تمصير المسلسلات الأجنبية، من أفشل القرارات، وتقضي على الأمل الأخير في تنمية مواهب التأليف والخيال عند الكتاب، وخلقت نوعاً من المؤلفين هم بالأساس مترجمون.
ووصف الناقد محمد الروبي ما يسمونه «اقتباس» أنه سرقة وباتت كأنها أمر طبيعي، وأن مسلسلات رمضان الماضي تؤثر سلباً على قيمنا الاجتماعية بما تضمنته من انتصار للقبح.
وفي المقابل، دافع آخرون عن تمصير المسلسلات، ومنهم المؤلف طارق بركات الذي قال إنه مع من يعترف بالاقتباس أو التمصير، ولكن يجب أن يذكر اسم العمل الأصلي، ويرفض الذين يقومون بالسرقة عمداً، ويستهينون بعقول الجمهور، وأكد أن هذا الأمر يمكن قبوله في مسلسل أو اثنين، وأن لا يكون منهجاً ثابتاً في غالبية المسلسلات، وكشف بركات أن بعض المسلسلات التركية التي تقدم حالياً مأخوذة من مسلسلات مصرية قديمة.
أما المؤلف وأستاذ الأدب الإنجليزي لكلية الآداب بجامعة القاهرة حسين مصطفى محرم، فتوقف عند مسلسل «جراند أوتيل» لعمرو يوسف، وقال إنه يعتبره أشهر مسلسل تم تمصيره، وإنه شاهد النسخة الأجنبية من العمل، فوجد أن النسخة المصرية مصنوعة بحرفية ومهارة أفضل.
ومن المسلسلات المأخوذة من سيناريو أجنبي، «ولد الغلابة» لأحمد السقا، و«طلعت روحي» لإنجي وجدان، و«كأنه امبارح» لرانيا يوسف، و«حلاوة الدنيا» لهند صبري، و«هبة رجل الغراب»، و«سر علني»، و«الباب في الباب».