على خلفية حرائق الغابات المروعة في منطقة "الأمازون"، ألمح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى عواقب محتملة بالنسبة لاتفاقية تحرير التجارة بين الاتحاد الأوروبي وتكتل دول أميركا الجنوبية "ميركوسور".
وقال ماس في تصريحات لصحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية تنشرها في عددها غداً الأحد: "خلال زيارتي للبرازيل أوضحت للغاية أن سياسة البيئة وحماية المناخ لها أهمية محورية في تقييم اتفاقية الاتحاد الأوروبي - ميركوسور".
وأضاف ماس في تصريحاته التي أدلى بها قبيل انطلاق قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى المقررة مساء اليوم السبت، أن "الاستدامة عنصر جوهري في هذه الاتفاقية. البرازيل ألزمت نفسها بمكافحة إزالة الغابات. الحرائق تبين بطريقة مأساوية مدى الضرورة الملحة لذلك".
اقرأ أيضاً: بعد مفاوضات استمرت 20 عاماً.. اتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي و"ميركوسور"
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ذكرت في وقت سابق اليوم، أنها تنتظر إشارة واضحة من قمة مجموعة السبع الصناعية الكبرى لوقف حرائق غابات الأمازون المروعة بأميركا الجنوبية، إلا أنها لم تشر في هذا الإطار إلى اتفاقية تحرير التجارة بين الاتحاد الأوروبي وتكتل "ميركوسور"، الذي يضم البرازيل والأرجنتين وباراجواي وأوروجواي.
اقرأ أيضاً: حرائق الأمازون تتحول إلى مواجهة سياسية بين الاتحاد الأوروبي والبرازيل
وتشتعل في البرازيل حالياً حرائق في غابات "الأمازون"، وهي الأشد منذ سنوات. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً، بصفته مضيف قمة الدول السبع، وضع هذا الأمر على جدول أعمال القمة.
وتهدد فرنسا وإيرلندا بالتصويت ضد اتفاقية تحرير التجارة بين الاتحاد الأوروبي وتكتل "ميركوسور"، حال عدم بذل البرازيل المزيد من الجهود لحماية الغابات المطيرة.
ولا يوجد حتى الآن سوى اتفاق مبدئي غير رسمي بشأن إبرام الاتفاقية. ولم يصدر حتى الآن قرار رسمي للاتحاد الأوروبي، إذ يتعين أن توافق الدول الأعضاء بالإجماع على الاتفاقية. ومن الضروري أيضاً أن يوافق عليها البرلمان الأوروبي وبرلمانات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، قبل أن تدخل حيز التنفيذ.
وفي رد فعل مشابه للموقف الألماني، أعلنت الرئاسة الفرنسية، الجمعة، أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون يعتقد أن نظيره البرازيلي جاير بولسونارو "كذب" بشأن موقف بلاده من التغير المناخي، ما من شأنه جعل فرنسا تمانع في هذه الظروف اتفاق التجارة بين الاتحاد الأوروبي ودول أميركا الجنوبية.
وقالت الإليزيه "في ضوء موقف البرازيل في الأسابيع الأخيرة، فليس بمقدور رئيس الجمهورية، إلا أن يعتبر أنّ الرئيس بولسونارو كذب عليه خلال قمة (مجموعة العشرين الأخيرة) في أوساكا".
وأضافت أنّ "الرئيس بولسونارو قرر عدم احترام التزاماته المناخية"، مشيرة إلى أنّه "في هذه الظروف، فإنّ فرنسا تعارض اتفاق مركوسور بصيغته الحالية".