أحمد النجار (دبي)
تحولت منصات «السوشيال ميديا» في السنوات الأخيرة إلى «بيئة متوحشة»، أدى بعضها إلى الرفض والعداوة مع الذات، ودفع الكثيرين لعدم الاهتمام بالجوهر على حساب المظهر، بسبب عدوى الغرور وحمى التباهي بالشكل والقشور، ما ساهم في احتدام التنافس للظهور وارتداء الأقنعة عبر استعراض الجمال «الافتراضي» بإطلالات مزيفة وبملامح خادعة تخضع لعمليات مونتاج بـ «الفوتوشوب» وبرامج «الفلاتر» المحسّنة، لتبث لقطات «سيلفي» وتحديثات قصص يومية، من أجل حصد «لايكات» و«تعليقات» تشحن معنويات، وتضخ سيلاً من مجاملات، تؤدي بالنتيجة إلى حالة من الإدمان على تصفح الحساب أو الصفحة، وتفقد الحالة بين الدقيقة والأخرى.
وأكد خبراء السلوك وأمراض الإنترنت، أن الغرور الفطري الكامن وسلوك الاستعلاء والتباهي يتضخم أكثر مع اتساع دائرة الأصدقاء والمتابعين في المحيط الجغرافي، معتبرين أن تلك «الظاهرة» مؤشر خطير للانجراف وراء إعلانات التجميل وطرق أبواب عيادات الجمال وأطباء التجميل لمحاكاة ثورة «الجمال» الافتراضي تمرداً على الجسد، بإجراء عمليات ترميم وشطب ونفخ وتنحيف وتقطيع وتصغير وتكبير الملامح وأجزاء من الوجه والجسم، حالات بالآلاف تلجأ إلى التجميل كنوع من الترف والموضة، بينما يصنفها اختصاصيون بأنها «حمى مرضية»، تفرز نسبة كبيرة من مشكلات واضطرابات مزمنة واختلالات سلوكية، مثل الاكتئاب والانطوائية قد تتطور إلى مقاطعة الأسرة والمجتمع بسبب فقدان التقدير والثقة بالنفس، حيث تؤكد دراسات أنه من بين 10 حالات تجري عمليات تجميل متعددة في فترات متباعدة، هناك 4 حالات تبحث عن العلاج لدى العيادات النفسية.
«لايك»
وانطلاقاً من تقرير حول موضوع «تقنين اللايكات» على الصور الشخصية والتي أثبتت تقارير نفسية أن عددها له علاقة في اختلال التوازن النفسي وازدياد موسوعة الأمراض النفسية حول العالم، كونها أدت إلى اضطرابات سلوكية، تماماً كما وصفها الدكتور نادر ياغي اختصاصي نفسي وخبير في أمراض «السوشيال ميديا»، مشيراً إلى أن العالم الافتراضي الذي نسميه «عالما لا واقعيا» أصبح واقعياً أكثر من الواقع الذي نتعايش فيه، ونطالب المواقع بضرورة التوعية بأن الشخص والشكل والمكياج كلها مجرد عناصر فاعلة في عالم افتراضي، ولفت إلى أن بعض المواقع العالمية تدرس حالياً إلغاء الإعجابات على الصور، حفاظاً على الصحة النفسية لمجتمعات «السوشيال ميديا».
استشارة نفسية
هوس الكثيرين، سواء من النساء أو الرجال نحو مراكز التجميل لتغيير الشكل والملامح، لا بد أن يسبقه استشارة نفسية، وفق نادر ياغي، مشيراً إلى ضرورة مراجعة الدوافع وتقييم الحاجة للتجميل، حيث أكد أن بيئات «السوشيال ميديا» جرفت الكثيرين إلى فخ عمليات التجميل، وأن تطورات السلوك البشري، فيما يخص مراحل الصورة، كانت قبل نحو عقدين توثق الذكريات واللحظات الجميلة في البومات وبراويز حائطية كأرشيف للعائلة، وكانت الصور الشخصية يتم تصغيرها وتحميضها بطريقة تقليدية، وبعضها عبارة عن صور مهزوزة، بينما حققت الصورة اليوم قفزات مذهلة بفضل برامج الـ «فوتوشوب» و«الفلاتر» المدعمة في السوشيال ميديا، وساهمت في تجميل الأشخاص وخلقت حمى الغيرة وسباق التنافس على الاستعراض، خاصة بين الصديقات والنساء، هذا على مستوى الناس العاديين، أما المشاهير، فلديهم فريق يشرف على إنتاج صورهم بطريقة احترافية.
وأشار إلى أن هنالك أطباء تجميل يستشيرون أطباء نفسيين عند القيام بعملية التجميل لمرضاهم، وأحياناً يقومون بدور الطبيب النفسي، سعياً إلى إقناع الحالة بضرورة إجرائها، ونوه إلى أن الوقوع في فخ التجميل، يبدأ بعملية واحدة لتجميل منطقة معينة في الوجه، ثم يكتشف الشخص مع العملية أنه بحاجة لتغيير ملامح أخرى لتحقيق التناسق والتناغم مع الوجه، والبعض يستجيب إلى إغراءات طبيب التجميل بإجراء عدة عمليات في وقت واحد، أو في فترات متباعدة لضمان تحقيق نتائج رائعة، يعتقد بأنها ستكون «باهرة».
المشاهير
وقال الدكتور علي الحرجان الاختصاصي في الطب النفسي، إن التجميل وجد لمعالجة خلل أو عاهة نتيجة إصابة في الحوادث والحروق والحروب، ما يسبب تشوهات وإعاقات في مظهره الخارجي، لذلك هناك ضرورات محددة للجوء إلى عمليات التجميل، ولكن في العشر سنوات الأخيرة، استعرض الكثيرون من المشاهير على «السوشيال ميديا» التغييرات اللافتة في شكلهم وملامحهم بعد إجراء عمليات تجميل ناجحة، ما ساهم في الترويج لتلك العمليات، من دون أن ينفي د. الحرجان أن طبيعة الإنسان تواقة دائماً للجمال، مشيراً إلى أن سلوكيات ويوميات الأصدقاء والمقربين ممن ينشرون صورهم «بالفلاتر والفوتوشوب» وغيرها تغري البعض في اللجوء إلى أطباء التجميل من باب التغيير ومحاكاة محيطهم الذي ينجذب إلى التجميل والمظهر، ما دفع الكثيرين لتقليد هؤلاء الفنانين والتأثر بإطلالات وهمية جميلة لبعض المشاهير، وبالنتيجة انجراف الأشخاص العاديين ممن أشكالهم مقبولة وجيدة.
ولكن الغاية بحسب الدكتور الحرجان ترجع إلى تنامي غريزة الغرور والتباهي الاجتماعي، التي وصفها بـ «أنانية مفرطة» يبتغي من ورائها جلب انتباه الآخرين واستعراض الذات، بينما يجب على المرء أن يقتنع بشكله ومظهره، وهناك الكثير ممن أجروا عمليات تجميل لم يكتفوا بعملية واحدة، ما سبب لهم تشوهات وأحياناً تسببت كثرة التغييرات في مصادرة ملامحهم عن وعيهم، وبالتالي الشعور بعدم احترام الذات بسبب الغرابة واستهجان ملامحهم في المرآة، لهذا السبب يعيشون حالة عدم الرضا عن مظهرهم أو جزء من ملامحهم، ويضطرون إلى مراجعة عيادات نفسية، تخفيفاً لوقع الصدمة واستعادة ثقتهم.
هاجس وترف
وقالت سارة الحوشي، إعلامية سورية، 31 عاماً، إنه على الرغم من احتكاكها بالوسط الفني ومجتمع المناسبات التي تزدهر فيها المظاهر وارتباطها بالكثيرين من مشاهير «السوشيال ميديا»، إلا أنها لا تتعامل مع التجميل كهاجس أو ترف، بل تعتبره حاجة تتعاطى معه لإضفاء بعض الرتوش التي تحسن مظهرها وتبرز جمالها، وقالت سارة إ مننها تستخدم حقن «البوتكس» من حين لآخر للمحافظة على رونق وحيوية البشرة، وقد لجأت له لإخفاء بعض الخطوط في الجبهة بسبب ظروف الجو والجفاف وحرارة الشمس. من دون أن تخفي نيتها في تنحيف أنفها قليلاً، لكنها لا تزال مترددة بسبب الآثار المترتبة في حال لم تحقق لها العملية الشكل الرائع، مشيرة إلى ضرورة استشارة طبيب نفسي قبل التفكير بإجراء عمليات التجميل.
ولفتت سارة بحكم عملها الإعلامي إلى ظاهرة بعض «الفاشينستات» ودورهن السلبي عبر صفحاتهن على «السوشيال ميديا» في الترويج الخاطئ لعيادات التجميل مقابل إجراء عمليات تجميل يتناولن تفاصيلها عبر قصصهن ويومياتهم، الأمر الذي جرف الكثيرات إلى التجميل دون دوعي أو تخطيط أو استشارة اختصاصيين، مما يتسبب في وقوعهن في فخ «عدم الرضا» بالشكل، وحدوث أخطاء طبية أفسدت جمالهن الطبيعي، ما اضطرهن إلى إجراء مزيد من العمليات والانتقال من طبيب إلى آخر، دون تحقيق أي نتائج مرضية تعيد إليهن ثقتهن أو تقديرهن لذاتهن.
إدمان الجمال
لدى رصد انطباعات أشخاص من الجنسين لديهم صفحات على «السوشيال ميديا»، قال عمر الرومي، لبناني 37 عاماً مهندس تقنية معلومات، إن فلاتر «السناب شات» وبرامج تحسين الصورة في بعض المواقع، مثل «فيس بوك» و«انستجرام» يتم مونتاجها قبل بثها أو نشرها لإضفاء إطلالة فائقة الجمال وخالية من العيوب، وهو الأمر الذي يجعل صاحبها يفكر بتحقيق هذا البريق عبر التجميل، خاصة عندما يتفاعل مع صور وقصص آخرين لها تجارب تجميلية ناجحة، مشيراً إلى أن فكرة التجميل أشبه بفخ الإدمان فبمجرد تعاطي أول عملية، فإن الحلقة تستمر والشغف يمتد لتحقيق أعلى درجات الكمال، ما يفضي إلى الوقوع في فخ الأخطاء الطبية والاضطرابات السلوكية والنفسية التي يترتب عليها آثار سلبية على الفرد والمجتمع.
استنساخ الملامح
عبير أبو ربيعة أردنية، 27 عاماً موظفة خدمة عملاء بأحد البنوك، قالت إنها دائماً تتلقى سيلاً من إعلانات التجميل وتجارب المشاهير في التجميل، فضلاً عن التقنيات الحديثة في التجميل وإغراءات عروض الأطباء في صفحاتهم على «السوشيال ميديا»، لكنها سرعان ما تلغي الفكرة في كل مرة، بسبب خشيتها من إفساد ملامحها وتشويه جمالها، مشيرة إلى أن الكثير من النساء يستنسخن نفس الملامح ونفس الطبيب، وبالتالي أصبحن مدعاة للسخرية، وهذا أثر كثيراً على نفسياتهن، وأضافت: «هناك قناعة لدى البعض بأن التجميل شأنه شأن الموضة، كلما ظهرت تقنية جديدة ألغت التي قبلها مما أدى إلى تردد الكثيرات عن خوض هذه العمليات التي وصفتها بـ «مغامرة غير محسوبة النتائج»، ولفتت إلى أن للمحيطين والأصدقاء على «السوشيال ميديا» تأثيراً في سلوك متابعيهم، وجعلهم يقعون في فخ التقليد والمحاكاة كمحاولة منهم لأن يكونوا جزءاً من عالمهم وإثبات أنهم قادرون على أن يكونوا نداً يماثلهم بل ينافس جمالهم أيضاً.
فشل النتائج
الجميع يدرك خطورة عمليات التجميل فنسبة الخطأ فيها تسبب كارثة على الشخص قد تدمر ملامحه ونفسيته وأحياناً تتسبب في وفاته، وفق د. عبدالله العلي أخصائي علم الاجتماع والسلوك، واستشهد العلي بالأخطاء التجميلية التي طالت فنانات ومشاهير، وهناك فنانات معروفات توفين بسبب التجميل، وأخريات نادمات لإجراء عمليات كنّ في غنى عنها، والقائمة تطول في نماذج التجميل الفاشلة وتعج المواقع على الإنترنت بقوائم كثيرة لفنانات فشلن في الحصول على نتائج رائعة، ويعشن أزمات نفسية محزنة، ويستطيع المتابع ملاحظة حجم التشوه والقبح الذي طمس جمالهن بسبب سوء استخدام حقن «البوتكس»، أو أخطاء طبية غير متوقعة في عملية تصغير للأنف أو نفخ للشفاه.
وجه جديد
حالة لها تجربة فاشلة في التجميل، حيث رفضت أم محمد نشر اسمها، مكتفية بسرد قصتها مع التجميل، فقالت كنت دائماً أتابع قصص ويوميات فنانات ومذيعات مشهورات اعتبرهن قدوة، وأغبطهن في جمالهن وأتأثر كلما أجرين عملية ناجحة لجزء معين في ملامحهن، حتى قررت أن أبيع مجوهراتي مقابل إجراء عملية لأنفي، ولكن الطبيب أخبرني أن العملية يجب أن يرافقها تغيير في الذقن والشفاه ومنطقة الخد، وأقنعني بالنتيجة، وبالفعل أجريت تلك العمليات في أوقات متفرقة لمست معها تغييرات رائعة في البداية، ولكني مع إجراء أربع عمليات في مناطق مختلفة من الوجه، شعرت أنني لم أعد أعرف نفسي في المرآة، وحتى زوجي استهجن شكلي، ولم ينسجم مع مظهري الجديد، ودائماً يمازحني بأنه يشعر بأنني «زوجة ثانية»، وهذا الأمر كان يزعجني، فضلاً عن أنني لم أتصالح مع شكلي الجديد على الرغم من أن الكثيرات يحسدنني لما وصلت إليه، من دون أن تخفي ندمها على تلك العمليات، حيث تعيش أحياناً حالة من الإحباط وعدم الرضا الداخلي، وتنصح أم محمد النساء بعدم اللجوء إلى طبيب إلا قبل استشارة نفسية بجدوى وضرورة تلك العملية وعدم إجراء عمليات أخرى لمجرد ترف تجميلي أو استنساخ وجوه وتقليدها، فذلك له عواقب نفسية كبيرة، ولم تنكر أم محمد أن هناك بعض العيوب التي ترتبت على عملياتها، لكنها رفضت الإشارة إليها.
دوامة العمليات الترميمية
عن الأخطاء الطبية التجميلية، قالت: الدكتورة جيهان عبد القادر، الرئيس التنفيذي لمستشفى الأكاديمية الأميركية للجراحة التجميلية في دبي: احتمالية أخطاء عمليات التجميل غير مقبولة والأخطاء الطبية والمشاكل الناتجة بصورة عامة تترك إصابات نفسية شديدة للإنسان ولأهله ولمستقبله وفي جراحات التجميل الاختيارية نحن نتعامل مع نموذج آخر من المجتمع، نموذج يبحث عن الرفاهية في أسلوب حياته وتفاصيل مظهره، ويلجأ إلى عمليات اختيارية وليست عمليات إجبارية لأسباب مرضية، لذلك لا بد من الجودة بكامل أصولها لتحقيق الهدف الأساسي، وهو السلامة أولاً، وعدم وجود خسائر أو تشوهات، ومن ثم روعة النتائج.
وأضافت: «لا يمكن حصر الأخطاء الطبية في عمود واحد، بل تحتاج إلى تعمق أهمها الأخلاق المهنية والضمير الرباني، واعتبرت د. جيهان أن الخطأ الطبي الأول برأيها هو الإجراء الجراحي دون الحاجة إليه، مستشهدة بحالات لشابات خضعن لإجراءات جراحية، وهنّ لسن بحاجة لها بسبب جشع بعض الأطباء دون اللجوء إلى تقديم النصيحة اللازمة وعدم الموافقة على إجراء جراحي لبنات لسن فعلاً بحاجة لهذا الإجراء ودون علم أهاليهن.
وقالت: من أهم المعايير العالمية التي تجرد الخدمات التجميلية من أي أخطاء هو توفير طاقم طبي للتخدير واختيار نوعية التخدير الملائمة لكل حالة، والتأكد من عدم وجود أمراض قد تؤدي إلى مضاعفات أثناء وما بعد العملية، وأكثر ما يزعجني من ناحية وجود أخطاء طبية هو اختيار البعض لأماكن ومواد حقن أقل ثمناً معتقدين أن في ذلك «شطارة» في الحصول على الأقل ثمناً دون أن يعرفوا أن الأرخص يؤدي إلى الخسارة الأكبر فيما بعد.
وتابعت: أنا ضد أن تقوم شابة في أوائل العشرينيات بعمل عمليات الشفط والشد بسبب أنها متعلقة بشكل المطربة الفلانية أو منبهرة بتسويق «الفاشينيستا» للتقنية الفلانية أو للجراح الفلاني، إلا في حالة واحدة أنها نزلت كيلو جرامات كثيرة، ما نتج عنه ترهلات عضلية بشعة، وهنا تدخل الشابة في دوامة العمليات الترميمية التي قد تكون بحاجة لها فعلاً، وطالما لا يوجد مشكلة خاصة في الأعمار الشبابية إذن لا حاجة لهذه الإجراءات التجميلية، معتبرة أن المسؤولية الاجتماعية تحتم على كل طبيب في هذا الاختصاص تقديم النصيحة والثقافة للجيل الجديد المهتم اهتماما كبيرا بهذه الأمور.
اصطياد الزبائن
تنصح المحامية الإماراتية إيمان الرفاعي، الأشخاص الذي يخططون للذهاب إلى عيادات تجميل بضرورة التأكد من حصول الطبيب على رخصة معتمدة لمزاولة المهنة لتجنب الوقوع في فخ العيادات المشبوهة التي تقدم عروض أسعار مغرية لاصطياد الزبائن، مشيرة إلى أن الدولة سنّت عقوبات تأديبية على الأطباء الذي يثبت تورطهم في أخطاء طبية من طرف واحد حال أثبتت المسؤولية الجنائية عليهم إلى إلغاء الترخيص وحرمانهم من مزاولة المهنة، إلى جانب تعويضات مالية للمريض، بحسب العقوبة التي تقرها المحكمة.
وأشارت إلى أن الخطأ الطبي قد يكون مشتركاً بين الطرفين الطبيب والمريض، حيث يتحمل الأخير أيضاً المسؤولية بسبب تقصيره وعدم التزامه بتعليمات الطبيب، فعلى سبيل المثال في عمليات التخسيس وقص المعدة قد ينصح الطبيب بعدم إجراء العملية أمام إصرار المريض على إجرائها وتحمله للنتائج والمسؤولية، أو في عمليات الأنف التي يصعب معها الاستجابة للعملية، وقد تسفر تلك العمليات أحياناً إلى عاهات مستديمة، وأحياناً تؤدي إلى الوفاة.
وذكرت أن «الخطأ في التشخيص» تثبته المحكمة عبر لجنة طبية متخصصة تقوم بتحديد مصدر الخطأ، فإذا كان الشخص المريض لديه ضرر جسيم أو بسيط، يمكنه أن يطالب بالتعويض من المحكمة المدنية على حسب تقييمه لحالة الضرر، ولن يقاضي الطرف الآخر «الطبيب» بأكثر من «تعويض مادي».
أهمية التخصص
هُناك اعتبارات وتوصيات يجب أن تؤخذ قبل إجراء العملية الجراحية وفق الدكتور جيسون دايموند، جراح تجميل المشاهير، أبرزها اختيار من سيقوم بهذا العمل الجراحي، حيث يجب على المريض أن يبحث، عن المتخصص بالمنطقة التي يريد علاجها.
جيسون المعتمد من مجلس جراحات تجميل الوجه، أضاف: «أنا على سبيل المثال، طبيب متخصص في الجراحة التجميلية للوجه، فخبرتي إذاً هي في إجراء عمليات تجميل الوجه، وأنا دائماً مع الرأي القائل إنه ولكي تتقن أي عمل يجب عليك أن تتخصص فيه، وهذا هو السبب في اقتصار عملي الجراحي على الوجه فقط، ثم يجب أن يكون الراغب بإجراء عملية التجميل في كامل صحته قبل إجراء العملية، إذ ينبغي أن تكون التقنية والموهبة والسمعة والنتائج هي العوامل الرئيسة في هذا الموضوع، حيث يكون جسمك وصحتك الشخصية على المحك، لذا يجب أن يؤخذ هذا الأمر على محمل الجد».