أرى أن المنتخب البحريني قد دفع ثمن التراجع وغياب التمركز الجيد في الشوط الإضافي الأول أمام المنتخب الكوري الجنوبي ليخسر 1-2 رغم أن التوقعات كانت تشير إلى احتمال واقع مختلف بعد العودة القوية في الشوط الثاني بالأفضلية، التي عكست قدرات اللاعبين، ولا أود إلقاء اللوم على الحارس البديل عبدالكريم فردان بالتصدي للكرة التي جاء منها الهدف الثاني من المدافع الكوري كيم سو، لكن خروج الحارس الأساسي سيد شوبر كان غير جيد ولا نعرف السبب في استبداله، وهل هو بداعي الإصابة أم بسبب الثقة في الحارس البديل بالتصدي لركلات الترجيح رغم أنه لم يشارك مع المنتخب لفترة من الوقت.
وعلى المستوى الفني كان يجب على المدرب سكوب تأمين الخطوط الدفاعية قبل التفكير بالهدف الثاني، لأن المباراة وصلت إلى الوقت الإضافي، ما يستدعي تغيير «التكتيك» أمام مثل هذه المنتخبات التي تعتمد على التفاصيل البسيطة على نحو ما حدث بالاعتماد على الكرات العرضية وهذا الجانب يمثل الثغرة التي تعاني منها معظم المنتخبات العربية.
وكنا نعتقد أن المنتخب البحريني يمكن أن يحدث المفاجأة في هذه المرحلة بوجود مجموعة من العناصر الشابة التي كانت تسعى لكتابة تاريخ جديد، والمشكلة التي واجهها هذا المنتخب في بداية المباراة على صلة بغياب بالجرأة والشجاعة لوضع الكوريين تحت وطأة المحاولات الهجومية المكثفة التي تساعده على تحقيق تطلعاته، ولاحظنا في الشوط الثاني ارتفاع عدد التمريرات العرضية من البحرين إلى 16 بعدما كانت 2 فقط في الشوط الأول بمعدل 14 تمريرة، إلى جانب 6 ركلات ركنية بزيادة 5 بعدما كانت واحدة فقط مقابل 6 للكوريين، وزيادة لمس الكرة من 131 إلى 365، الأمر الذي يعكس الصحوة الواضحة على المستوى الهجومي، لأن الواقع على مستوى النتيجة كان يتطلب هذا المنحى التصاعدي في المؤشر الفني حتى يتمكن المنتخب البحريني من استغلال الأداء الفني المتطور بالعودة إلى نقطة البداية رغم الكثافة العددية الكبيرة للاعبي الخصم في المنطقة الدفاعية وأمام المرمى للمحافظة على نتيجة التقدم بهدف نظيف في الشوط الأول وعدم اللجوء إلى الوقت الإضافي.
ومقارنة مع الوضع الميداني في الملعب خلال الشوطين، فإن المنتخب البحريني كان الأفضل في الشوط الثاني بفرض الأمر الوقع بالروح العالية وحتى هدف التعادل عن طريق اللاعب محمد سعد الرميحي جاء في الوقت المناسب في الجزء الأخير من المباراة إثر محاولة منسقة أمام المرمى وقد منح الثقة للاعبين في الوقت المتبقي للمباراة قبل اللجوء إلى الشوطين الإضافيين رغم المحاولات الجريئة التي قام بها معظم لاعبي كوريا.
والواقع الذي حدث في الشوط الأول كان يشير إلى الاستحواذ اللافت للكوريين مع فرض أسلوب الدفاع الصارم لمنع «الأحمر» من تهديد المرمى في ظل المحاولات المكثفة من جانبهم لحسم الأمور منذ وقت مبكر في هذه المرحلة من المنافسة التي تعتمد على ترجيح الكفة بهز الشباك عن طريق نظام «الهدف الواحد» الذي يؤدي لاحقاً إلى تحويل الجوانب التكتيكية إلى المسار الذي يرجوه المنتخب الكوري بالخبرة الكبيرة للاعبيه التي ساعدتهم في نهاية الأمر على الوصول إلى المرمى في الدقائق الأخيرة قبل صافرة نهاية الشوط، وهذا ما كان يسعى إليه، والحقيقة أن المنتخب الكوري الجنوبي لم يكن بتلك القوة التي تستعصي على المنتخب البحريني بعناصره الشابة التي كنا نتوقع أن يكون مردودها في الملعب بطريقة أفضل خلال الشوط الأول.
سكوب: مهمتي انتهت مع «الأحمر»
كشف التشيكي ميروسلاف سكوب، المدير الفني للبحرين، عن أن عقده مع اتحاد الكرة ينتهي بعد أيام، لخروج «الأحمر» من كأس آسيا «الإمارات 2019»، وهو ما يعني نهاية مسيرته مع الفريق، إلا إذا حدث اتصال معه.
ويرى سكوب أن الخسارة أمام كوريا الجنوبية في دور الـ16، شيء منطقي، ومتوقع، في ظل الفوارق الكبيرة بين المنتخبين، خاصة أن منافسه يضم لاعبين محترفين في أوروبا، ويملكون كل مقومات كرة القدم الحديثة، من سرعة ولياقة ومهارة وذكاء، والحديث عن نقاط ضعفه إذا وجدت أمر صعب للغاية.
وشدد سكوب على أن لاعبي «الأحمر» بذلوا أقصى جهدهم خلال البطولة، وهو ما يستحقون عليه الشكر، مشيراً إلى أن 80% من لاعبيه خلال فترة الإعداد للبطولة يخوضون التدريبات سريعاً من أجل الاستعداد للذهاب إلى عملهم في صباح اليوم التالي، والعودة من جديد إلى المران، وهو شيء مرهق وشاق على لاعبي كرة القدم.
واعتبر سكوب أن نهاية الـ90 دقيقة زمن المباراة الأصلي بالتعادل الإيجابي 1-1 يعتبر أمراً رائعاً للاعبي البحرين، الذين استكملوا الـ120 دقيقة على أمل اللجوء إلى ركلات الترجيح نتيجة شعورهم بالتعب.
ووجّه مدرب البحرين شكره إلى جميع اللاعبين، مؤكداً أنهم إذا استمروا على الدرجة نفسها من العطاء، خاصة اللاعبين الشباب منهم، سيكون لهم مستقبل باهر، وبعدما اكتسبوا خبرات كبيرة، يمكن أن تفيدهم إذا حافظوا على النظام نفسه والأسلوب الذي اتبعوه خلال الفترة الماضية، ووفق ما هو متاح لهم.
بينتو: «القارة العجوز» أجهدت «النمور»!
اعترف البرتغالي باولو بينتو، المدير الفني لكوريا الجنوبية، بأن معظم لاعبيه يعانون إجهاداً وتعباً واضحاً، نتيجة كثرة المباريات التي يخوضونها، سواء مع المنتخب الأول أو مع أنديتهم المحترفين فيها معظمهم بالدوريات الأوروبية، وهو ما تسبب في خسارة بعض لاعبيهم، أو إجهادهم خلال مشاركتهم في كأس آسيا.
وأشار بينتو إلى أن التقدم على منتخب متماسك مثل البحرين بهدف فقط، أربك العديد من حساباته، خاصة أن المنافس لم يلجأ إلى التمريرات القصيرة، التي يمكن أن يستحوذ عليه فريقه، من خلال الضغط المبكر، وبالتالي لجأ إلى الاستحواذ على الكرة، لأطول فترة ممكنة، ومحاولة التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم.
وقال: عندما نحرز هدفاً وحيداً في مباراة فاصلة، يساورك بعض القلق، لأنها نتيجة غير مطمئنة، ولابد من الاهتمام بالنواحي الدفاعية، إضافة إلى المهام الهجومية، من أجل إحراز هدف ثان، ولكن هذا لم يحدث، ونجح منتخب البحرين في إدراك التعادل، وهو ما تسبب في عدم إظهار كل قدراتنا. وأبدى بينتو اعتراضه على محاولات تعطيل اللعب واستهلال الوقت، مؤكداً أنه لم يكن يملك الحل لهذه المسألة، كما أن الجماهير التي تحضر المباريات من حقها الاستمتاع بكرة جميلة.
وأكد مدرب كوريا الجنوبية أنه يحاول إيجاد الطريقة الملائمة لكل منافس يواجهه في البطولة، بغض النظر عن أسلوبه، مشيراً إلى أن طريقة المنتخب الكوري ثابتة في معظم المباريات، باستثناء لقاء أستراليا.