فتاح المحرمي (عدن)
أكد قادة وخبراء عسكريون يمنيون أن دولة الإمارات العربية المتحدة، لعبت دوراً ريادياً في عمليات تحرير الساحل الغربي، معتبرين دورها في تأمين الملاحة البحرية في خليج عدن جزءاً لا يتجزأ من دورها المحوري في «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، وتحقيق هدف التحالف العربي بتأمين ممر الملاحة الدولية بباب المندب كما خطط له، مثمنين في الوقت ذاته جهودها وتضحياتها في هذا الجانب الذي كسر مشروع إيران المستهدف لليمن وعروبته.
وقال القادة والخبراء العسكريون في تصريحات لـ«الاتحاد»: «لعبت الإمارات دوراً ريادياً بارزاً إلى جانب عمليات تحرير الساحل الغربي، والمتمثل ببناء قوات عسكرية متدربة على امتداد الساحل الغربي وتسليحها بسلاح نوعي، جعل منها قوة ضاربة حررت مناطق الساحل ووصلت إلى مدينة الحديدة ومينائها، كما أن هذه القوات التي توحدت تحت اسم القوات المشتركة، أصبحت قادرة على تأمين شريط الساحل الغربي باليمن وصد أي تهديدات ومخاطر داخلية أو خارجية.
واعتبر الخبير العسكري العميد ركن متقاعد ثابت حسين صالح: دور الإمارات في تأمين الملاحة البحرية في خليج عدن جزءاً لا يتجزأ من دورها المحوري في عاصفتي الحزم والأمل في اليمن. وأضاف في تصريح خاص لـ«الاتحاد»: «عدى أن القوات الإماراتية كانت إلى جانب القوات اليمنية في تحرير الساحل الغربي وتأمين منطقة باب المندب ودعم عمليات التحالف باتجاه الحديدة، فقد خصصت البحرية الإماراتية مجهوداً كبيراً لتأمين الملاحة البحرية في كل من باب المندب من خلال السيطرة على جزيرة الميون بعد طرد ميليشيات الحوثي منها وتأمين سير الملاحة في هذه المنطقة الحيوية الاستراتيجية للمنطقة وللعالم». وأكد «كما اضطلعت القوات الإماراتية بدور فعال ومحوري في التصدي لهجمات القرصنة والإرهاب الحوثي، والدعم اللوجستي الذي قدمته للقوات المدافعة بدءاً من عدن وحتى المهرة وسقطرى جنوباً وحتى الحديدة غرباً وشمالاً، باختصار لا يمكن الحديث عن النجاحات المحققة في الحرب ضد الحوثيين وإيران دون أن يكون للإمارات دور فاعل وحاسم».
دور ريادي
وقال الناطق باسم عمليات تحرير الساحل الغربي وضاح الدبيش «تجلى الدور البارز لدولة الإمارات العربية وقواتها المسلحة من خلال الجهد الرئيس في العمليات العسكرية لتحرير باب المندب، والساحل الغربي بشكل عام والرامية لتأمين السواحل اليمنية على البحر الأحمر، ومنع أي تهديد لأمن المنطقة واقتصادها ورفاه أبنائها، وإنهاء أي تهديدات لمضيق باب المندب الشريان التجاري الدولي». وأكد الدبيش في تصريح لـ«الاتحاد»: «القوات الإماراتية والمقاومة الجنوبية التي تشكلت منها ألوية العمالقة استطاعت إنجاز هدف تحرير الساحل الغربي وتصدت للمتمردين الحوثيين واستعادة مواقع استراتيجية تشكل حجر أساس في الحفاظ على الأمن العربي المشترك مثل باب المندب وغيره من الموانئ اليمنية التي تستخدمها إيران في تهريب الأسلحة والصواريخ الباليستية للحوثيين، وبدورها كانت المليشيات تستخدمها لاستهداف المدنيين في اليمن والسعودية». ولفت الدبيش إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة وقواتها المسلحة العاملة في إطار التحالف العربي أبعدت ومن خلال دورها الريادي في تحرير وتأمين الساحل الغربي، تهديدات المخطط الإيراني المحرك والداعم الأول والرئيسي للإرهاب ومليشيات الحوثي الانقلابية، والذي كان يستهدف اليمن وعروبته وأسهمت في قطع الحبل السري لإيران بعد إجهاض مشروعه الفارسي الصفوي.
إعداد وتدريب 25 ألف جندي
وقال وضاح الدبيش: «إنه منذ الوهلة الأولى لإطلاق عمليات تحرير الساحل ساهمت القوات الإماراتية بشكل فعال وبجهد منقطع النظير لدعم الشرعية في كافة المجالات ولاسيما مجال التدريب والتأهيل والإعداد العسكري»، مضيفاً: «وفي إطار سعيها لذلك تكفلت القوات الإماراتية بإعادة تأهيل وتدريب القوات المشتركة، من المقاومة الشعبية التي تشكلت منها ألوية العمالقة والمقاومة التهامية والمقاومة الوطنية المشتركة على أمهر المدربين في مختلف مناطق الساحل الغربي لليمن». وأضاف: «استطاعت القوات الإماراتية وخلال فترة وجيزة تقدر بسنتين ونصف وفي ظل ظروف استثنائية على إعداد وصقل وتخريج أكثر من 25 ألف مقاتل يتمتعون بمهارات عالية واحترافية وتخصصات نوعية».
وقال الدبيش: «إن هذه القوات التي توحدت تحت اسم القوات المشتركة أصبحت اليوم قوات ضاربة، متمكنة ومتطورة قادرة على التعامل مع كل الظروف والمتغيرات، وحماية الملاحة الدولية في باب المندب والشريط الساحلي وردع أي تهديد لأمن واستقرار السواحل اليمنية من الداخل أو الخارج». ولفتك: «نحن اليوم نتفاخر ونتباهى بما لدينا من جيش مدرب باحترافية عالية جداً على امتداد الساحل الغربي لليمن، وقادر على التعامل مع كافة الظروف الصعبة في السهول والوديان والصحاري والجبال والبحار وفي كافة الأجواء التي تطرأ على اليمن، وقادرة على دك معاقل العدو بدقة عالية متناهية». وأكد أن دور الإمارات في بناء القوات المشتركة أثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن دولة الإمارات العربية المتحدة تسير في الطريق المدروس والسليم من حيث الإعداد والخطط الاستراتيجية التي تهدف لإعادة اليمن إلى زخمه وموقعه، وذلك عبر بناء مؤسسة عسكرية وأمنية على أعلى المستويات.
التقدم إلى مشارف الحديدة
واعتبر الدبيش بناء القوات المشتركة في الساحل الغربي، إنجازاً لا يقل أهمية عن الإنجازات العسكرية الذي حققته وسطرته القوات المسلحة الإماراتية في تحرير الساحل الغربي. وقال في سياق تصريحه لـ«الاتحاد»: «المعارك التي خاضتها القوات المشتركة، والتي دربتها القوات الإمارات من باب المندب حتى تخوم الحديدة تمكنت من دك أوكار مليشيات الحوثي وتضيق الخناق أكثر فأكثر عليها». وأضاف «نحن اليوم نرى نتائج العطاء المبذول من دولة الإمارات في بناء القوات المشتركة التي استطاعت تحقيق سلسلة من الإنجازات الميدانية الكبيرة وبدأت بتأمين مناطق وسواحل وموانئ الساحل الغربي، لتقترب من هدفها النهائي في استرداد مدينة الحديدة ومينائها من قبضة المليشيات الغاصبة، وأصبحت قاب قوسين وأدنى من ذلك». وأضاف «قواتنا اليوم وصلت على مشارف الحديدة، الميناء اليمني الأهم على البحر الأحمر، مهددةً بقطع يد الحوثي في المنطقة».
تأمين باب المندب
وفي مداخلة خاصة لـ«الاتحاد»: أكد الباحث في الشؤون السياسية أنيس الشرفي على نجاح التحالف في تأمين الملاحة الدولية في باب المندب حسب ما خطط له وبدور ريادي للإمارات، وقال: «نظراً للأهمية التي يكتسبها الساحل اليمني بدءاً من البحر الأحمر ومروراً بمضيق باب المندب، بالنسبة لأمن واستقرار المنطقة، والذي يعد حزام أمن دول الخليج العربي والجزيرة العربية، فقد تركز اهتمام التحالف العربي على تأمين الملاحة البحرية في ممر باب المندب، لكونه أحد أهم خطوط الملاحة البحرية الدولية».