7 أغسطس 2010 20:31
يحرص معظم مرتادي الصالات الرياضية أو الذين يمارسون الرياضة بشكل يومي على ملء قنينة كبيرة من عصير البرتقال أو فاكهة أخرى. فما مدى حاجة الجسم إلى هذه المشروبات لجري مسافة ما أو لقضاء ساعة زمن في الحركات التسخينية وحمل الأثقال أو ممارسة الآيروبيك؟
يجيب خبراء التغذية الرياضية على هذا السؤال بالقول إن ذلك يختلف من شخص لآخر. فهذه المشروبات تقي الجسم من الجفاف وتزوده بما يحتاجه من السوائل والطاقة على شكل كربوهيدرات ومحاليل أيونية حمضية وقلوية، وتساعده بذلك على الاحتفاظ بالسوائل طيلة فترة تمرنه. وتحتوي المشروبات الرياضية أو العصائر عادةً على مكونات تم توليفها بدقة لتلبية حاجات الجسم أثناء ممارسته للرياضة. وتقول ليزلي بونسي، مديرة التغذية الغذائية بالمركز الطبي في مدينة بيتسبرج الأميركية، “إن هذه المشروبات الرياضية أعدت خصيصاً للرياضيين، وليس لكي يحتسيها الموظف وهو جالس على مكتبه”. فهذه المشروبات المكونة أساساً من الماء ضرورية لكل شخص نشيط يمارس الرياضة، سواءً كان رياضياً محترفاً أو هاوياً. غير أن حاجات الرياضي من المكونات المضافة في المشروبات، خاصةً الصوديوم والبوتاسيوم والسكر والبروتين، تختلف حسب درجة الحرارة التي يتمرن فيها الشخص والفترة التي يقضيها في التمرن وشدة تحمله لهذه التمارين، كما يصرح مايكل بيرجرون من كلية سانفورد الطبية.
الماء والمشروب الرياضي
توفر المشروبات الرياضية ما بين 15 و 18 جراماً من السكر في كل 236 ميليلتر. وتقول نانسي كارتر، استشارية التغذية الغذائية في بوسطن، “إن الأشخاص الذين يتناولون ثلاثة وجبات كاملة في اليوم لا يحتاجون نفس القدر من السعرات الحرارية الإضافية التي توفرها مكونات المشروبات الرياضية من الكربوهيدرات مثل أولئك الذين يتناولون أقل من ذلك”. وتضيف “المشروبات الرياضية مهمة جداً للأشخاص الذين يمارسون الرياضة لمدة ساعة أو ساعة ونصف، أما الذين يقضون فترة تقل عن نصف ساعة، فإن الماء يكفيهم”.
تعويض الصوديوم ضروري
تساعد المحاليل الحمضية والقلوية والبوتاسيوم الجسم على المحافظة على ما لديه من سوائل وتقيه الجفاف، لكن غالبية الناس لا ينضب ما في جسمهم من أي من المعادن إذا مارسوا رياضتهم المفضلة بشكل معتدل. وتقول نانسي تعليقاً على ذلك “يوجد الصوديوم بوفرة في الأغذية التي نتناولها، كما أن البوتاسيوم يوجد أيضاً في كثير من الفواكه والخضار”. وقد لا ينطبق ذلك على جميع الرياضيين، فمعظم الرياضيين الهواة يفقدون ما بين 500 إلى 1.000 ميليجرام من الصوديوم في كل ساعة رياضة. إلا أن بعض الأفراد، يقول بيرجيرون، يفقدون أكثر من هذا، ولذلك فإنه يتعين على هذه الفئة تناول مشروبات رياضية خاصة غنية بأملاح الصوديوم لتعويض النقص الذي يحصل خلال التمارين، ويمكن اختيار تلك المشروبات التي توفر 440 ميليجراماً من الصوديوم أو أكثر.
تحتوي جل المشروبات الرياضية المتاحة في الأسواق على ما يلبي حاجات الجسم من بروتينات وكربوهيدرات ومواد حمضية وقلوية. وتجدر الإشارة إلى أن أنجع طريقة لإعادة بناء العضلات بعد الانتهاء من التمارين هي تناول ما يكفي من الكربوهيدرات والبروتينات. وبالنسبة لأولئك الأشخاص الذين يمارسون رياضة ما بشكل متواصل ودون أن يتوقفوا لتناول ما يلزمهم من وجبات أو سوائل، مثل لعب كرة القدم أو التدرب لسباق ماراثون، فإن مشروبات الطاقة الطبيعية هي الأنسب لهم.
مشروبات بنكهات
يمكن لكل شخص اختيار مشروب رياضي بالنكهة التي يفضلها، فهي تساعد بدورها على مقاومة الجفاف، وتشجع المتمرن على شرب قدر أكبر من السوائل، مما قد يشربه من يكتفي بالماء. وتشير دراسات مختلفة إلى أن الأطفال الذين يمارسون الرياضة لا يرغبون في شرب السوائل التي تحتاجها أجسامهم إلا إذا كانت هذه المشروبات بنكهاتهم المفضلة. ففي دراسة كندية نشرت في المجلة الأوربية لعلم الفيزياء التطبيقي، لوحظ أن الفتيات اللواتي حصلن على مشروبات ذات نكهة العنب شربن ما نسبته 25% إلى 40% أكثر مما شربه الفتيات اللاتي حصلن على مشروب مائي بدون نكهة.
وتقول بونسي “احتفاظ الجسم بالسوائل مسألة بالغة الأهمية، لكن الناس لا يبذلون للأسف ما يكفي من الجهود لتحقيق ذلك، كما أن ليس كل شخص يحب شرب الماء وحده”. وتقول كارتر إن المشروبات الرياضية المتوافرة في الأسواق تنفع الأشخاص الذين لا يأبهون بنكهة المشروب مع حرصهم على أن يكونوا في كامل لياقتهم خلال ممارستهم الرياضة. ويمكن لعشاق الرياضة التزود بما يحتاجونه من كربوهيدرات وأملاح وحمضيات ومواد مغذية من خلال ما يتناولونه في الوجبات اليومية. وتنصح كارتر بتناول مشروبات العصير الطرية للاستفادة من فوائدها الغذائية التي لا تتوافر جميعها في المشروبات بنكهات الفواكه.
عن “لوس أنجلوس تايمز”
المصدر: أبوظبي