رضا سليم (الشارقة)
تواصل خروج المنتخبات العربية من البطولة، بعدما انضم الأخضر السعودي إلى قائمة المودعين، عقب خسارته أمام اليابان بهدف في الدور الستة عشر، حيث كان الأخضر السعودي هو المنتخب العربي السابع الذي يودع الحدث القاري، بعد سوريا وفلسطين ولبنان واليمن والأردن وعمان.
وجاء خروج الأخضر مصحوباً بالكثير من علامات الاستفهام حول الوداع المبكر، وكان الصمت هو سمة اللاعبين بعد مغادرة البطولة، في الوقت الذي ساد الحزن والصمت غرفة ملابس الملابس قبل المغادرة إلى الفندق.
ومثل الخروج صدمة كبيرة للشارع الرياضي السعودي، خاصة أنها المرة الأولى التي يتأهل فيها الأخضر من دور المجموعات، ولا يصعد للمباراة النهائية، فقد شارك في 9 بطولات سابقة وخرج من الدور الأول في 3 مرات، ووصل للمباراة النهائية 6 مرات، وتوج 3 مرات.
وينتظر الأرجنتيني بيتزي مدرب المنتخب تحديد مصيره، من قبل للاتحاد السعودي لكرة القدم، حيث كان الاتحاد تعاقد مع المدرب في نوفمبر 2017، لقيادة الأخضر في مونديال روسيا 2018، بدلاً من مواطنه ادجار باوسا، وتم التجديد له لقيادة الأخضر في كأس آسيا على أن ينتهي العقد مع نهاية البطولة.
وقاد بيتزي الأخضر على مدار 13 شهراً، وخاض المنتخب تحت قيادته 22 مباراة، فاز في 7 مباريات، وخسر في 10 مباريات، وتعادل في 5 مواجهات، وسجل 24 هدفاً، ودخل مرماه 32 هدفاً، وضم بيتزي 50 لاعباً خلال المعسكرات السابقة لاختيار 23 لاعباً للبطولة.
وأكد قصي الفواز، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، أن الاتحاد سيحدد مصير بيتزي بالاستمرار في منصبه، من عدمه خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد اجتماع مجلس إدارة الاتحاد لتحليل أداء بيتزي مع الأخضر، واتخاذ القرار النهائي، سواء بتجديد عقده، أو التعاقد مع مدرب آخر، ولن نتخذ القرار حتى نرى ما تقوله اللجنة الفنية التي لديها ملف كامل ومتابعة لكل التفاصيل.
وأعلن الفواز تحمله مسؤولية الخروج من البطولة رغم أنه تولى المسؤولية منذ فترة قليلة، وقال:«المنتخب قدم مباراة كبيرة أمام اليابان وودع البطولة أمام أقوى فرق القارة، ولم يقصر اللاعبون في الملعب، وكانت مباراة أشبه بنهائي مبكر، وقد كانت السيطرة مطلقة للمنتخب على مدار الشوطين، وخلق العديد من الفرص ولم يحالفه التوفيق، ولم نخرج أمام فريق ضعيف، وبشكل عام أنا راض عما قدموه في المباراة».
وقدم الفواز اعتذاره للجماهير السعودية، وقال: المستقبل سيكون أفضل للمنتخب وسنبذل أقصى الجهد من أجل وضع المنتخبات الوطنية السعودية في المكانة التي تليق بها.
الجماهير تطالب بمحاسبة اللاعبين
تقدم لاعبو السعودية بالاعتذار للجماهير على الخروج من البطولة، إلا أن الجماهير رفضت الاعتذار على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وانتقدوا أداء المنتخب بشدة، حيث طالب البعض بأن يتم إسناد المهمة إلى مدرب وطني، خاصة أن المدرب لم يتعلم الدرس مما حدث للمنتخب في مونديال روسيا 2018، وحدد البعض مواطن الخلل في أن المنتخب يواجه أزمة في الدفاع، الذي لا يجيد الكرات الهوائية، ولا يوجد صانع لعب، ولا يوجد مهاجم صريح، ويفتقد البديل الناجح على الدكة.
ونشر عدد من الجماهير صور لاعبي المنتخب السعودي أثناء تجولهم في مول دبي، واعتبرت الجماهير ذلك نوعاً من عدم الاهتمام والتركيز، في وطالب البعض بمعاقبة اللاعبين والخصم من رواتبهم، لأنهم شوهوا سمعة الكرة السعودية.
وقدم فهد المولد مهاجم المنتخب اعتذاره للجماهير السعودية، وقال: «الأخضر» كان الأفضل خلال المباراة، ولكن التوفيق لم يكن حليفنا على أرض الميدان، حاولنا قدر المستطاع أن نحقق نتيجة ترضي جماهيرنا، قدمنا مباراة جيدة أمام اليابان، ولكن تبقى هذه هي كرة القدم، تفوز في مرة، وتخسر في أخرى، نقدم اعتذارنا للجماهير.
وأبدى المدافع ياسر الشهراني أسفه على مغادرة البطولة وقال: «اجتهدنا وسعينا لتقديم كل ما نملك من أجل الفوز، إلا أن ذلك لم يكتب لنا».
وشدد سالم الدوسري لاعب الوسط على أن الفوز يحسب للجميع، والخسارة تعد مسؤولية كل العناصر، وقال: «سيطرنا على مجريات اللقاء، كنا الأفضل، ولكن اليابان نجح في تحقيق الفوز باستثماره فرصة واحدة فقط، عملنا جاهدين ولعبنا بكل قوتنا ولم يحالفنا التوفيق».
الداوود: السيطرة لا تكفي في مباريات خروج المغلوب
أكد صالح الداوود، نجم الكرة السعودية السابق أن منتخب بلاده خرج بعدد من الإيجابيات رغم الوادع المرير للبطولة، في مقدمتها مجموعة اللاعبين الذي كتبوا شهادة ميلادهم في البطولة من خلال المشاركة لأول مرة، وقال:«نحتاج للحفاظ على اللاعبين وعلى الاستقرار الفني والإداري، المنتخب لم يحصل على كأس آسيا منذ 23 سنة، فلماذا لا نجرب الحفاظ على بيتزي وجهازه المعاون لـ3 سنوات مقبلة، ونترك له الفرصة لوضع مشروع صناعة منتخب قادر على الفوز بالبطولات، مثلما فعلت الإمارات من قبل مع مهدي علي، وأتمنى أن يعيش المنتخب السعودي حالة الاستقرار الفني لأنه من الصعب أن بعد كل بطولة أن يتم إقالة المدرب التعاقد مع آخر».
وأضاف: الأخضر واجه منتخب اليابان الذي يلعب بالطريقة الأوروبية لأنه يضم عدداً من اللاعبين المحترفين في دوريات أوروبية معروفة، ويملك ثقافة التعامل مع البطولات وليس الفوز فقط، وأعتقد أن الخسارة في ختام دور المجموعات أمام قطر، وراؤها ردة فعل إيجابية من لاعبي الأخضر في مباراة اليابان، والدليل على ذلك أن المنتخب كان يلعب في وسط ملعب اليابان وحصل على 7 أخطاء في الدقائق الأولى، وهو دليل على الضغط المستمر من اللاعبين.
وتابع: لست مع من قال إن اليابان يلعب بأقل مجهود في مباراة خروج المغلوب، وهذا التبرير غير منطقي، بل وجدنا اليابان في موقف صعب، لأول مرة منذ أكثر من 15 عاما، وليس لديه خطة، وكل ما يقوم به هو تشتيت الكرة، وهو ما يعطي مؤشراً أن وضعية اليابان كانت سيئة للغاية، واستثمر فرصة واحدة سجل منها هدف المباراة، وكرة القدم لا تعترف إلا بالأهداف ومباريات خروج المغلوب تكون فرصة التعويض فيها قليلة جداً.
العودة للأندية
أسدل الستار سريعاً على خروج المنتخب السعودي من البطولة بعد عودة البعثة أمس إلى المملكة، وانضمام اللاعبين الدوليين إلى أنديتهم للمشاركة في المسابقات المحلية وطي صفحة الخروج من الحدث القاري، حيث سافرت البعثة على فوجين، الأول اتجه إلى الرياض، والثاني إلى جدة.
76.2% استحواذاً من دون فوز
دخل المنتخب السعودي قائمة الإحصائيات الفنية، باعتباره صاحب ثاني أكبر نسبة استحواذ لفريق خاسر بكأس آسيا بنسبة 76.2%، منذ 2011، وذلك بعد أستراليا أمام الأردن في دور المجموعات بنسبة استحواذ 77 %، كما سدد الأخضر 3 كرات فقط على المرمى، في آخر مباراتين لعبهما في كأس آسيا منها تسديدة واحدة أمام اليابان، فيما تصدر السعودي جميع المنتخبات في التسديدات خارج المرمى، كما لم يسجل أي هدف في آخر مباراتين من أصل 4 مباريات، بعد الخسارة من نظيره القطري بهدفين دون رد، ثم الخسارة من اليابان بهدف نظيف.