جاسوس «التيار الوطني الحر» يعترف بلقاءاته مع الإسرائيليين

شكل اعتقال القيادي في التيار الوطني الحر، فايز كرم، العميد المتقاعد في الجيش اللبناني وأحد أبرز المقربين من الجنرال ميشال عون بتهمة التعامل مع إسرائيل صدمة في لبنان عموماً ولدى أوساط التيار العوني بشكل خاص، خصوصاً أن كرم كان بعيداً عن مثل هذه الشبهة، لا بل إنه كان يزايد في الفترة الأخيرة على خصومه في مسألة العداء لإسرائيل. وأفادت مصادر مطلعة على التحقيقات الأولية مع كرم أن عملية التوقيف تمت بعد الحصول على معطيات تم تجميعها منذ فترة وتشير إلى تورطه في التعامل مع إسرائيل، لافتة إلى أنه تم تفتيش منزله بشكل دقيق وصودرت منه مضبوطات مختلفة وجهاز كمبيوتر والهواتف التي كان يستخدمها وأُحيلت جميعها إلى الفحص والتدقيق. وأوضحت المصادر أن كرم اعترف بالاتهامات المنسوبة إليه بسرعة، كاشفاً أنه كان يلتقي مع مشغليه من الإسرائيليين في بعض الدول الأوروبية وتحديداً في باريس، حيث أمضى أكثر من عشر سنوات بعد مغادرته لبنان في مطلع الثمانينات، وأن بداية اتصاله مع إسرائيل كانت في مطلع الثمانينات وأن هناك تواصلاً أكيداً وواضحاً تم في عام 2009. وعلق العماد عون على اعتقال كرم بالقول: “السقوط حالة إنسانية ومن لا يتوقعها يكون ساذجاً وما يصدمنا هو الشخص”. ودعا عون وفي كلمة له خلال خلوة لهيئة الانتشار في “التيار الوطني الحر” دعا إلى الاستمرار في العمل دون أن تؤثر هذه الحادثة على التيار لافتاً إلى أنه “بعد الحادثة نحن أقوى والحادثة لن تؤثر على ثقتنا ببعضنا”. ورداً على أسئلة أوضح عون أن هدف إسرائيل وحلفائها هو توطين الفلسطينيين في لبنان، مشدداً على أن اللبنانيين ليسوا إرهابيين بل مدافعون عن أرضهم، لافتاً إلى أن الاستراتيجية الدفاعية لا تعني قرار الحرب والسلم لأن قرار الحرب والسلم بيد إسرائيل.