سعيد ياسين (القاهرة)
تجددت مؤخراً المطالبات للنقابة الفنية، ممثلة في نقابة السينمائيين والممثلين والموسيقيين، واتحاد النقابات الفنية، بضرورة الاتجاه إلى الإنتاج لإنقاذ العشرات من المبدعين سواء كفنانين أو فنيين ومخرجين ومؤلفين ومهندسي ديكور وصوت وإضاءة، من البطالة التي يواجهونها نتيجة عملية الاحتكار التي تسيطر على الساحة السينمائية، وابتعاد الجهات عن الإنتاج، وأن لا يقتصر دور هذه النقابات على تسديد الرسوم واستخراج العضوية للأعضاء، والعلاج والمعاشات وغيرها، وجاء ذلك عقب وفاة المخرج أسامة فوزي في 8 يناير الماضي عن 58 عاماً، ورصيده أربعة أفلام فقط، تعد من علامات السينما المصرية، وهي «عفاريت الأسفلت» لمحمود حميدة وسلوى خطاب وعبدالله محمود 1995، و«جنة الشياطين» لمحمود حميدة ولبلبة 1999، و«بحب السيما» لليلى علوي ومحمود حميدة ومنة شلبي 2004، و«بالألوان الطبيعية» لكريم قاسم ويسرا اللوزي وفرح يوسف وفريال يوسف 2009.
وابتعد بعد ذلك برغم وجود العديد من المشاريع السينمائية لديه، والتي عجز عن تحقيقها بسبب الصعوبات الإنتاجية والتسويقية، وأعلنت نقابة المهن السينمائية مؤخراً عن إقامتها حفل تأبين، على أن يعرض بهذه الأمسية فيلمه «جنة الشياطين».
وقال المؤلف حسام موسى: «إن عمل حفل تأبين للمخرج المتميز أسامة فوزي يعد قراراً جيداً، لكن هناك قرارات أهم لابد وأن تتخذ مجتمعة، وهي السعي إلى الوصول إلى اتفاق لدعم صناعة السينما التي تمثل كنزاً غير مستغل، وخصوصاً أن لدينا ثروة من المبدعين البعيدين عن السينما منذ سنوات، وهذه خسارة كبيرة، ولا يجب أن تنتظر النقابات حتى نقيم لهؤلاء المبدعين حفلات تأبين ونحن نتحسر عليهم، إضافة إلى أجيال جديدة مبشرة وتحتاج إلى الفرصة»، وأكد أنه يجب التحرك بإيجابية وتوصيل رسالة مفادها بأن دعم السينما أمر مهم.
وطالب المخرج محمد علي بضرورة دعم السينمائيين بكل الوسائل للدفع بهم إلى سوق العمل، وقال: «المؤلم في فراق الزملاء والأصدقاء من السينمائيين، ليس ألم الفراق ووجع البعاد، ولكن الإحساس بأن من يرحل كان لديه أحلام فنية ومشاريع سينمائية كانت ستضيف إلى تاريخنا الفني والسينمائي الكثير، والمؤلم أن تشعر أن هؤلاء السينمائيين يرحلون وأحلامهم وأعمارهم مسروقة».
وقال المخرج علي بدرخان: «أن من الممكن رعاية إنتاج مشاريع تعاونية بين شركات الإنتاج وصناع السينما من ممثلين وعمال وفنيين، بحيث يعمل الممثلون وبقية طاقم العمل بالفيلم من دون أجور، أو بأجر رمزي حتى يتم تسويق الفيلم والبيع، وتكون النقابة في هذه الحالة الضامن للطرفين»، ويعتقد بدرخان أن هذا الحل يمكن أن يمثل مخرجاً من الأزمة الحالية، ويشجع شركات الإنتاج الصغيرة للدخول في تجارب إنتاجية، قد تكون حافزاً لتدور عجلة الإنتاج من جديد، ويكون الهدف الأساسي إيجاد فرص عمل لتشغيل أعضاء النقابات الفنية قبل التفكير في الحصول على أرباح. يذكر أنه يوجد العديد من كبار المبدعين البعيدين عن السينما منذ سنوات، ومنهم داوود عبدالسيد، وكان آخر أفلامه «قدرات غير عادية» 2015، وخيري بشارة «ليلة في القمر» 2009، وعلي بدرخان «الرغبة» 2002، وهاني لاشين «الفرح» 1999، وعمر عبد العزيز «فرحان ملازم آدم» 2005، ومحمد النجار «صباحو كدب» 2006، وساندرا نشأت «المصلحة» 2012، وكاملة أبوذكري «يوم للستات» 2016.