أسماء الحسيني (القاهرة- الخرطوم)
دفعت الخلافات حول مرشحي «قوى الحرية والتغيير» لمجلس السيادة، المجلس العسكري الانتقالي بالسودان إلى إعلان إرجاء تشكيل مجلس السيادة لمدة 48 ساعة. وأعربت مصادر بقوى الحرية والتغيير لـ«الاتحاد» عن تفاؤلها بأنه سيتم تشكيل المجلس السيادي في غضون ساعات، على أقصى تقدير صباح اليوم.
إلا أن مصادر أخرى تحدثت لـ«الاتحاد» عن خلافات كبيرة دارت داخل قوى الحرية والتغيير، حول صديق تاور كافي، مرشح حزب البعث الذي رفضه حزب الأمة بناء على رفض النوبة له، وأيضاً حول مقعدي المرأة ودارفور، وبالتالي أصبح على المهنيين تسمية مرشح من دارفور، وقوى الإجماع تسمية مرشح من النوبة، وعلى المجتمع المدني أن يقدم مرشحاً لمقعد المرأة.
وكان طه عثمان الذي تم ترشيحه بعد إلغاء ترشيح محمد حسن التعايشي، قد بادر إلى إعلان انسحابه بعد الانتقادات الواسعة التي وجهت إليه من قبل كيانات تجمع المهنيين وغيرها بسبب عضويته في وفد التفاوض عن تجمع المهنيين.
وكانت كيانات قوى الحرية والتغيير قد أعلنت تعهدها باختيار مستقلين للمناصب في المجلس السيادي ومجلس الوزراء.
وانسحاب طه عثمان هو الانسحاب الثاني الذي يتم بعد انسحاب الدكتورة فدوى عبدالرحمن علي طه احتجاجاً على رفض ترشيح التعايشي في اللحظة الأخيرة بعد إبلاغه باختياره لأسباب غير مقنعة.
وطالب سياسيون وناشطون سودانيون قيادات قوى الحرية والتغيير بالارتفاع إلى مستوى تطلعات السودانيين وتضحياتهم.
وبينما ثار لغط كبير حول الخلافات داخل قوى الحرية والتغيير التي أربكت المشهد والجدول الزمني المحدد، طالب الكاتب الصحفي السوداني وائل محجوب قوى الحرية والتغيير بالالتزام بمبدأ عدم المحاصصة، والذي كان التزاماً معلناً من قبلهم، طالما أتيحت لهم الفرصة لمراجعة الأمر، وعلى صعيد العلاقة بين الجبهة الثورية وقوى الحرية والتغيير، قال ياسر عرمان القيادي في الجبهة الثورية إن في السودان اليوم قوتين وجهاً لوجه في صراع لا يقبل إلا أن تخرج إحداهما منتصرة.
وأوضح أن الحكومة القادمة وأجهزة الحكم ستواجهان الدولة العميقة والثورة المضادة، وإذا أرادت الثورة الانتصار يجب السعي لفتح أبواب العمل المشترك بين قوى الحرية والتغيير وقوى الهامش وقوى الكفاح المسلح كافة، وإلا ستكون هناك حكومة هشة، فمن دون حل قضايا الحرب كجزء من مهام الثورة والانتقال، سيكون الانتقال هشاً، ومن هنا تنبع أهمية السلام كحزمة واحدة من حزم الانتقال.
أما مني أركو مناوي، رئيس حركة تحرير السودان والأمين العام للجبهة الثورية، فقد فتح النار على حلفائه في قوى التغيير. وقال إن الخلاف بينهما خلاف جوهري، وإن التجربة أثبتت أن قوى الحرية والتغيير ليسوا شركاء مستقبليين. وقال: نحن الآن بصدد دراسة مستقبل العلاقة مع قوى الحرية والتغيير، وتوقع أن تكون الحكومة المقبلة هشة وغير متجانسة، وطالب الدكتور عبدالله حمدوك المرشح لرئاسة الوزراء بأن يضع قضية السلام ضمن أولوياته، خاصة ملفات النازحين واللاجئين الذين يقدر عددهم بـ6 ملايين.