20 مايو 2011 20:22
بعد سنوات طويلة من اتهام المعجنات بأنها سبب رئيسي للوزن الزائد والسمنة وتراكم الدهون في منطقتي الأرداف والبطن، قرر أنصار المكرونة الثورة ضد هذه الاتهامات، والتصدي للدفاع عنها في مؤتمر عقد في روما عاصمة المكرونة تحت شعار «المكرونة تشن هجوماً مضاداً».
واشتملت أسلحة أنصار المكرونة على العلم والأبحاث والمحاضرات، وأيضاً على أطباق من المكرونة اللذيذة وزعت مجاناً على المجتمعين الذين هاجموا النظم الغذائية التي منعت تناول المكرونة مثل النظام الغذائي» أتكينـز» ، الذي وصفوه بالخطورة لاحتوائه على كميات كبيرة من الدهون. وكانت أكثر الكلمات طرافة التي قيلت في المؤتمر تلك التي اعتمد فيها أحد المجتمعين على مقولة النجمة الإيطالية الجميلة «صوفيا لورين» : « كل شيء ترونه جميلاً في ما يتعلق بي يرجع الفضل فيه إلى المكرونة»!
العنوان الرسمي للمؤتمر كان «وجبات المكرونة الصحية»، وجمع المؤتمر عديداً من العلماء البارزين تحت رعاية الحكومة الإيطالية، ومعها بالطبع شركات المكرونة، وأيضا الشركة المنتجة لجبنة بارميزان الشهيرة التي تضاف تقليديا إلى عديد من أطباق المكرونة الشهية.
توازن الطعام
من ضمن الحاضرين للمؤتمر كبير طهاة أحد المطاعم الكبرى في نيويورك ويدعي «مايكل رومانو» الذي يرى أن الناس يريدون أن يأكلوا ويأكلوا منذ قيامهم من النوم وحتى عودتهم اليه مرة أخرى، وخلال هذا الوقت لا يقومون بأية تمارين رياضية، فيصابون بالسمنة والوزن الزائد ثم يتهمون أنواعا معينة من الطعام مثل المكرونة والمعجنات. ويذكرهم «رومانو» بأن القضية هي توازن في تناول الطعام واستهلاك طاقته في الحركة، وأن الاعتدال في تناول أي نوع من الطعام من حيث الكمية هو الفيصل في زيادة الوزن من عدمه.
وذكر أحد المشاركين في المؤتمر أن الطعام يجب أن يكون متوازناً وغير مثقل بالدهون والبروتينات أو حتى الكربوهيدرات، وأشار إلى أن النظام الغذائي لسكان منطقة البحر المتوسط يحتوي عادة على الأسماك والفواكه والخضروات والخبز والأرز والمعجنات ومنها المكرونة، وتعتبر هذه الأغذية عالية القيمة الغذائية وغير ضارة بالصحة. والمعجنات وسيلة جيدة لإمداد الجسم بالمكونات المفيدة، حيث تصنع المواد النشوية الموجودة في المكرونة من قمح صلب يتحول ببطء إلى الجلوكوز داخل الجسم، مما يؤدي إلى مستوى مستقر من الأنسولين في الدم، مما يجعل متناولها في حالة شعور بالامتلاء لفترة طويلة.
المكرونة اتهمت خطأ
وفي ملاحظات المؤتمر الختامية قرر دكتور «جون فوريت» الأستاذ بكلية الطب في هيوستون أن الإيطاليين تمتعوا بالفوائد الصحية للمعجنات لفترة حوالي ألف عام، وأن المكرونة دخلت في النقاش الدائر حول المواد الكربوهيدراتية الجيدة والسيئة بطريق الخطأ ذلك أنها بالقطع تحتوي على مواد كربوهيدراتية جيدة ويجب أن تبرأ ساحتها من الاتهامات على الفور.
وأجمع الحاضرون على أن الأنظمة الغذائية منخفضة النشويات والعالية في المواد الدهنية يمكن أن تؤدي إلى انخفاض في الوزن في المدى القصير، ولكنها يمكن أن تصيب من يتبعها بأمراض خطيرة على المدى الطويل مثل أنواع السرطانات المختلفة وأمراض القلب. والحل لهذه المشكلة هو في تناول كثير من الفواكه والخضروات والحبوب. ولكن هذه المقولة لم تمنعهم من الاعتراف أن اتباع الأنظمة الغذائية المحتوية على اللحوم والبيض والدهون والأجبان وقليل من النشويات يمكن أن يقود إلى خفض الوزن بسرعة ودون تأثيرات صحية ضارة في المدى القصير، على أن تتبع لفترات قصيرة ومحددة يعود بعدها الشخص إلى تناول وجبات متوازنة تحتوي على البروتينات والنشويات مع الإكثار من الخضروات والفواكه والحبوب والأسماك.
فوائد القمح
وقد أكدت دراسة حديثة تم نشرها في «الجريدة الدولية لأمراض السرطان» أن الأطعمة المصنوعة من القمح وبخاصة الخبز والمعجنات، يمكن أن تساعد في الوقاية من العديد من أمراض السرطان، خاصة سرطانات المعدة والقولون والمستقيم والكبد والبنكرياس والصدر والبروستات بالإضافة لسرطانات المثانة والكلى. ولم يستطع الباحثون أن يحددوا السبب في كون القمح يساعد على تخفيض احتمالات الإصابة بالسرطان.. ويعتقدون أن زيادة نسبة الألياف الطبيعية والتي تساعد على مرور القمح سريعاً في الدورة الغذائية قد تكون هي السبب في ذلك.
ويعتبر القمح من أكثر أنواع الطعام إمداداً للجسم بالطاقة والفيتامينات اللازمة يناسب من يقوم بمجهود كبير كما أن تناوله يساعد على انتظام عمل الجهاز الهضمي ويفيد في إعادة بناء الخلايا.
القمح
القمح يعتبر من أقدم وأهم النباتات في التاريخ فعليه كانت تقوم صنعة الخبز وغذاء الحيوان، وقد ثبت أن أول البلاد زراعة له كان مصر واليونان والهند والصين وأميركا، وإن كانت سوريا والعراق تعتبران الموطن الأصلي له، ويعتبر الدقيق الأسمر الغني بالنخالة من أكثر أنواع القمح ارتفاعاً في نسبة الفيتامينات والألياف والأملاح المعدنية.
المصدر: الشارقة