18 مايو 2011 23:44
انتقدت أوكتافيا نصر المشرفة العامة على قسم الأخبار في قناة LBC اللبنانية والإعلامية السابقة في قناة CNN عدم قدرة الإعلامين التقليدي والتلفزيوني على المزاوجة بين شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد.
انتقادات نصر جاءت نتيجة “تجاهل” طالب كنعان مدير الجلسة الثانية في الدورة العاشرة بمنتدى الإعلام العربي بدبي التي عقدت صباح أمس بعنوان “العرب بين تحديات التغيير السياسي والتغيير الإعلامي” بالتعاون مع قناة العربية، للأسئلة الموجهة إلى ضيوف الندوة عبر موقع “تويتر” والتي كانت تُبث مباشرة على شاشة منفردة فوق المنصة.
وأعلن كنعان بداية الندوة التي جاءت في قسمين عن تماهي الندوة مع عناوين الإعلام الجديد التي يطرحها المنتدى من خلال موقع خاص لها على شبكة “تويتر”، حيث يمكن للحضور بث الأسئلة والتعليقات مباشرة عبرها، إلا أنه فاته أخذ عينة من سيل الأسئلة التي فاضت بها الشاشة إلا في الجزء الثاني من الندوة بعد مداخلة نصر.
واستضافت الجلسة إلى جانب نصر كلا من قينان الغامدي رئيس تحرير صحيفة الشرق بالمملكة العربية السعودية، ونبيل الخطيب رئيس التحرير في قناة العربية، وعبير الناصر أستاذة الإعلام في الجامعة الأميركية بالشارقة، والإعلامي المصري أحمد المسلماني.
ولفتت نصر إلى أن الإعلام الجديد أو قنوات التواصل الاجتماعي لم تظهر خلال الأشهر الأربعة الماضية، بل نشأت منذ سنوات طويلة وظهرت بشكل واضح في 2009. وأشارت إلى أنه عندما تغيب المعلومة ويمنع الإعلام الأجنبي من العمل فإن الشعب يقوم بحمل كاميراته وهواتفه ويضع الأخبار على شبكة الإنترنت وهو ما يحتم وجود آليات للتأكد من صحة الأخبار التي يتم تداولها ووفقاً لآليات وطرق متنوعة.
وقالت نصر إن الفارق بين الإعلام التقليدي والجديد هو أن الأول يقدّم المعلومة كما هي ويفرضها على المتلقي، أما الثاني فهناك مجال فيه للأخذ والرد، والاستماع والإجابة.
وأكدت أن الإعلام الجديد ليس إلا وسيلة جديدة لإيصال المعلومة، ولا يمكن لأهم الوكالات الإخبارية أن تغطي كل نقطة في كل مكان في العالم. فعند وقوع حدث في مكان بعيد غير متاح للوكالة، فإن هاتفا واحدا بيد مواطن سيوصل الحدث إلى اليوتيوب، ولن تتمكن القنوات الفضائية حينها من اهماله، مؤكدة ان القنوات الفضائية لن تتخلى عن الطريقة التقليدية في نقل الخبر.
وتحدث نبيل الخطيب عن الواقعية الإعلامية في العربية وغيرها التي تقول إن الصحافي لا يمكن ان يتحدث بما يريد وعن الدولة التي يريد، لافتاً إلى أن القناة يجب أن تتبع المنهج الآمن أي الاقتراب من المشاهد قدر الإمكان دون تدمير القناة قدر الإمكان.
وقال الخطيب إن الإعلام التقليدي ما يزال يحظى بنسب مشاهدة عالية تتراوح بين 5 - 6 مقارنة مع الإعلام الجديد، من دون إغفال أن هناك إقبالاً كبيراً وسريعاً على شبكات التواصل الاجتماعي، موضحاً أنه كلما أدى التغيير السياسي والاجتماعي إلى تغيير في البيئة التي تعمل فيها وسائل الإعلام تصبح هذه الأخيرة حديثة ومتطورة وتعمل وفق معايير حرية أكبر ويكون هذا على حساب وسائط التواصل الاجتماعي.
في كلمته، قال قينان الغامدي إن هناك عدداً كبيراً من أصحاب الشعارات في الوطن العربي يخلطون بين واقع الأنظمة السياسية وبين ما هو مطلوب من الإعلام، مشيراً إلى أن الإعلام الجديد يدفع الإعلام الحكومي إلى القبر. وقالت عبير الناصر إن وسائل الإعلام التقليدي ومن أهمها التلفزيون لعبت دوراً كبيراً في إيصال الرسائل إلى الجماهير في ظل ارتفاع نسب الأمية في الدول العربية، مع النسب التي ما تزال منخفضة لمستخدمي الإنترنت، مؤكدة أنه ليس هناك إعلام ليس له أجندة خاصة.
وفي الجلسة الأخيرة من المنتدى التي أدارها الإعلامي محمد كريشان من قناة الجزيرة تحدث الإعلامي حمدي قنديل، والإعلامية منى الشاذلي من قناة دريم الفضائية، ومجدي الجلاد رئيس تحرير جريدة المصري اليوم، ووائل قنديل مدير تحرير صحيفة الشروق عن كواليس الإعلام المصري خلال أحداث 25 يناير.
وقال الجلاد إن الجسم الصحفي قد علم لحظة نزول المتظاهرين إلى الشارع، أن هذا التحرك سيكون مختلفاً هذه المرة وليس كالتحركات السابقة بوجوهها المعروفة والمتكررة والتي تحاول منذ سنوات التعبير عن رأيها. وقال إن عاملين اثنين رصدهما الإعلاميون في 25 يناير هي النوعيات والوجوه الجديدة التي كانت حاضرة، وتصميم المتظاهرين على كسر الأمن المصري.
وأكد قنديل أن الشباب المصري استطاع كسر كل تلك القيود وقفز من فوق كل أسوار الحظر التي فرضتها الحكومة وذلك عبر اللجوء الى مواقع التواصل الاجتماعي.
وتناول مجدي الجلاد في حديثه سلبيات الغياب الكامل للرقابة الإعلامية في ظل صناعة إعلام ارتبط بالحكومة على مدار عقود سابقة رسخت معها ثقافة الإعلام الحكومي في عقول العاملين في هذا الحقل. وأشار إلى أن الإعلامي المصري تعود على أن يتم توجيهه وأن يتلقى الأوامر فإذا غاب هذا الدور ومع غياب الوعي سنجد تطرفاً في الخطاب. وأكد الجلاد أن مستقبل الإعلام في مصر مرتبط بتطورها ونضجها السياسي.
وتطرق كريشان إلى ظاهرة ما سمي بـ”المتحولون” وهم الإعلاميون الذين تحول موقفهم من تأييد النظام السابق قبل 25 يناير إلى أشد المناوئين له بعد هذا التاريخ. وحين وجه كريشان سؤالاً لحمدي قنديل حول ما إذا كانت المؤسسة العسكرية الحاكمة لمصر حالياً تفرض نفس معايير الحظر السابقة، أجاب قنديل بأن السلطة ستظل هي السلطة في كل مكان وزمان، تضع القيود وترفع الحواجز ويبقى الإعلامي هو من يستطيع اجتياز تلك العوائق بضميره الوطني واستقلاليته المهنية.
المصدر: دبي