أعراض حرب الخليج مرض حقيقي

خلص تقرير صحي أميركي تم إعداده بتكليف من الكونجرس ونُشِر في واشنطن أمس الأول، إلى أن ''أعراض حرب الخليج'' هي مرض حقيقي يعانيه نحو 190 ألف جندي أميركي سابق شاركوا في حرب تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام ·1991 ويمكن أن يساعد ذلك قدامى المحاربين في معركة مع الحكومة الأميركية للحصول على العلاج من أمرض عصبية كثيرة مجهولة الأسباب منها سرطان الدماغ وتصلب الأنسجة المتعدد· وأوضح تقرير ''لجنة البحوث الاستشارية بشأن أمراض قدامى المحاربين في حرب الخليج''، العاكفة على دراسة المشكلة منذ عام ،2002 أن مرض حرب الخليج جسدي مختلف عن حالة النفسية المعروفة باسم ''صدمة القذيفة'' والتي يعانيها محاربون قدامى في حروب أخرى، بعدما خلصت دراسات سابقة إلى أنه ليس مرضاً مختلفاً· وقال ''إن الادلة العلمية لا تدع مجالاً للشك في أن مرض حرب الخليج هو حالة حقيقية لها مسببات حقيقية وعواقب خطيرة على قدامى المحاربين المصابين به''· وذكر أنه أصاب ما بين 175 ألفاً و210 آلاف على الأقل من مجموع 700 ألف جندي أميركي خاضوا تلك الحرب، وشهد القليل منهم تحسناً في الأعــــــراض على طوال الأعوام السبعة عشر الماضية· وتشمل الأعراض صداعاً مزمناً وألماً منتشراً في الجسم وصعوبات في الإدراك وإرهاقاً من دون سبب وطفحاً جلدياً وإسهالاً مزمناً ومشاكل في الهضم والتنفس· وأورد التقرير سببين محتملين للمرض أولهما عقار لتحصين الجنود من غاز الأعصاب باسم ''بيريدوستيجمين البروميد'' والثاني مبيدات حشرية استخدمت بكثافة أثناء الحرب، غير أنه لم يستبـــعد أسباباً اخرى منها التعرض الشامل لدخان حرائق آبار النفط والتعرض منخفض المستوى لغاز السارين عند تدمير مخزونات الأسلحة الكيماوية العراقية· وطالبت اللجنة، المؤلفة من علماء ومحاربين قدامى مستقلين، الكونجرس بزيادة التمويل للأبحاث بشأن صحة قدامى محاربي حرب الخليج إلى 60 مليون دولار سنوياً على الأقل· وقالت ''إن هذا الالتزام وطني أصبح ملحاً على نحو خاص بسبب المحاربين السابقين للحصول على أجوبة ومساعدة''· وذكرت أن الحكومة الأميركية أنفقت نحو 440 مليون دولار أميركي على الأبحاث الصحية بشأن حرب الخليج منذ عام ،1994 لكن الانفاق تراجع في السنوات القليلة الماضية وغالباً لا يركز على تحسين صحة قدامى المحاربين· ويشكو الكثير من المصابين من أنهم قوبلوا بالتشكيك عندما سعوا إلى الحصول على علاج· وقال محارب سابق يٌدعى انتوني هاردي ويعاني أمراضاً مزمنة منها مشاكل في التنفس وإرهاق وألم منتشر ''إن هذا التقرير ينهي أحد أحلك فصول حرب الخليج عام 1991 وهو شرعية مرض حرب الخليج وهو شامل وحاسم لهؤلاء الذين شكُّوا في أن قدامى المحاربين في حرب الخليج مرضى بالفعل''· وقال مساعد المدير التشريعي لجماعة ''قدامى المحاربين الأميركيين المعاقين'' المؤلفة من 4,1 مليون عضو، أدريان اتيزادو ''الحقيقة ستنتصر''· وأضاف ''يستطيع المرء أن يجادل عن حق بأن الحكومة الاتحادية أعاقت التقدم في السماح للمحاربين السابقين في حرب الخليج بالحصول على رعاية صحية ومزايا مالية· نأمل الآن أن يكون هناك تركيز أكبر على العثور على علاجات ناجعة''