شادي صلاح الدين (لندن)
شهدت الإجراءات الجنائية ضد شقيق أمير قطر، خالد بن حمد آل ثاني، المتهم بالتحريض على القتل والابتزاز وتهديد مواطنين أميركيين، تطورات خطيرة في الساعات القليلة الماضية، بعد أن أصدرت محكمة فلوريدا أوامر استدعاء قضائية بحقه للمثول أمامها. وقد أصدر القاضي أمراً تنفيذياً بحضور المتهم ومتابعة هذه القضية «الخطيرة» بإشرافه بالمحكمة الفيدرالية.
وكشف الناشط الأميركي، محمد سمان، في عدد من التغريدات له عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن محكمة فلوريدا أصدرت ثلاثة أوامر استدعاء قضائية رسمية ضد خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني، وهو أخ غير شقيق لأمير قطر تميم بن حمد. ويواجه خالد بن حمد اتهامات بمحاولة إجبار حارسه الأميركي على قتل شخصين، كما احتجز طبيباً من كاليفورنيا، مشيراً إلى أن خالد متهم بالتحريض على القتل والاختطاف وتهديد وابتزاز مواطنين أميركيين كانوا يعملون معه.
وأوضح الناشط الأميركي أن المدعيين في هذه القضية هما الطبيب الأميركي «ماثيو أليندي» من ولاية كاليفورنيا، والحارس الشخصي الأميركي ماثيو بيتارد من ولاية فلوريدا. وكان أليندي يعمل طبيباً لديه بدوام كامل ويقوم على متابعة مؤشراته الحيوية ومشاكله الصحية. وعمل أليندي لديه من أكتوبر 2017 وحتى فبراير 2018 في لوس أنجلوس وفي الدوحة.
وتكشف وثائق القضية التي أبرزتها وسائل الإعلام الأميركية المختلفة أنه خلال فترة عمل حارس خالد بن حمد الشخصي، ماثيو بيتارد، طلب منه المُدعى عليه «خالد» قتل شخصين. ففي نحو نهاية سبتمبر 2017 ونوفمبر من نفس السنة في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، طلب المدعى عليه من بيتارد أن يقتل رجلاً وامرأة رأى أنهما يهددان سمعته الاجتماعية وأمنه الشخصي، إلا أن بيتارد رفض تنفيذ هذه الطلبات غير القانونية. ويؤكد بيتارد أنه تعرض للتهديد بالسلاح في سبتمبر 2017 بعد رفضه تنفيذ أوامر «الشيخ خالد».
وفي العام التالي، وفقاً للدعوى القضائية، قام خالد بسجن مواطن أميركي في قصره في قطر. وتم اعتقال الأسير الذي لم يكشف عن اسمه بناء على أوامر شقيق أمير قطر واحتُجز لفترة من الوقت في مركز شرطة عنيزة في الدوحة، وكذلك في مقر إقامته. وعندما اكتشف بيتارد ذلك ساعد الأسير على الهرب، وتوعّده خالد وقتها بأنه «سيقتله ويدفن جثته في الصحراء ويقتل عائلة بيتارد.. وأمره بالكشف عن مكان وجود الأميركي أو دفع الثمن»، وتم فصله لاحقاً من عمله.
وأشار الناشط الأميركي إلى «السيرة الذاتية» للمتهم خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني «وهو عضو مجلس إدارة بنك قطر الوطني، ومسؤول لجنة السياسات والحوكمة والتطوير والمكافآت».
وأضاف أن هذا البنك تم اختراقه عام 2014 لفبركة قضية كيدية ضد الناشط الأميركي بوثائق مزورة للانتقام منه بسبب كشفه تمويلهم لعصابات إرهابية. كما أن المتهم المطلوب للعدالة في محكمة فلوريدا هو عضو مجلس إدارة شركة «كيو إل إم» لتأمينات الحياة والتأمين الصحي، وهو ابن الزوجة الثالثة للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ووالدته هي الشيخة نورا بنت خالد آل ثاني التي كان والدها وزير داخلية قطر خلال الفترة 1972-1989، وابنه عبدالله بن خالد آل ثاني كان وزيراً للداخلية خلال الفترة 1996-2013. وبناء عليه، فإن عبدالله بن خالد آل ثاني وزير الداخلية السابق في قطر (المذكور اسمه بقضايا تتعلق بالإرهاب في المحاكم الأميركية) هو خال المتهم خالد بن حمد آل ثاني المتورط بالقضية الجنائية في محكمة فلوريدا، وهو ما يكشف التاريخ المشين للأسرة الحاكمة في الدوحة، رغم الادعاءات الكاذبة باحترام القانون والدفاع عن حقوق الإنسان، وإصرارهم على ارتكاب شتى أنواع الجرائم في الولايات المتحدة.