خاض «الأبيض» مباراة مساء أمس أمام قيرغيزستان بتشكيل وطريقة وخطة مختلفتين عن مبارياته السابقة، تكفل له الفوز المريح، وإنهاء المباراة في وقتها الرسمي، إلا أن تعليمات وتبديلات الإيطالي ألبيرتو زاكيروني في منتصف الشوط الثاني، بإخراج صانع الألعاب عامر عبدالرحمن، ونزول محمد أحمد والعودة إلى الدفاع، والاعتماد علي الهجمات المرتدة، فضلاً عن عدم التفاهم والانسجام التام بين قلبي الدفاع خليفة مبارك وإسماعيل أحمد وكذلك بينهما وبين الحارس خالد عيسى، أظهر «الأبيض» بمستوى أقل من المتوقع، وجعل الفوز يبدو صعباً رغم تواضع مستوى قيرغيزستان.
استهل «الأبيض» المباراة بمشاركة عامر عبدالرحمن صانع ألعاب، ومن خلفه محورا الارتكاز علي سالمين وخميس إسماعيل ورأس حربة الصريح علي مبخوت، ومن خلفه المهاجمان إسماعيل مطر وخلفان مبارك، وفي الخلف بندر الأحبابي والحسين صالح الظهيران مع قلبي دفاع إسماعيل أحمد وخليفة مبارك والحارس خالد عيسى، وبطريقة 4-2-1-2-1 تعتمد على النهج الهجومي، من خلال انطلاقات الأحبابي من اليمين، والحسن صالح من اليسار، مع قيام عامر عبدالرحمن بدور صانع الألعاب.
الفرصة الأولى لـ «الأبيض» جاءت من صناعة الحسن صالح في الدقيقة 12 بتمريرة طويلة خلف الدفاع إلى علي مبخوت المنفرد، ولكنه لم ينجح في ترويضها، وأبعدها دفاع قيرغيزستان إلى ركنية، وأعقبها الهدف الأول لـ «الأبيض» في الدقيقة 15 من ركلة ركنية، نفذها إسماعيل مطر، حولها خليفة مبارك برأسه في اتجاه المرمى، وسدها خميس إسماعيل برأسه داخل الشباك. ورغم الأفضلية لـ «الأبيض»، إلا أن قيرغيزستان نجح في إدراك التعادل من هجمة توغل فيهامورزاييف هداف قيرغيزستان خلف إسماعيل أحمد وخليفة مبارك، وتلقي تمريرة، انفرد على أثرها بخالد عيسى، ووضع الكرة في المرمى مسجلاً هدف التعادل، وكان واضحاً تأثير الهدف على معنويات «الأبيض»، وهو ما تمثل في فقدان السيطرة، وانقطاع العديد من التمريرات، ورغم ذلك كاد إسماعيل مطر أن يتقدم من جديد لـ «الأبيض»، إلا أن تسديدته ذهبت بعيدة عن المرمى.
ويمكن تلخيص أحداث الشوط الأول، في أن هبوط أداء لاعبي «الأبيض» بعد تسجيل الهدف الأول، منح قيرغيزستان الفرصة لاستعادة توازنه، والعودة من جديد إلى اللقاء، علاوة على أن قلة نشاط الجبهة اليمنى التي شغلها بندر الأحبابي وإسماعيل مطر أسهمت في تقليص جبهات الخطورة على مرمى المنافس، واقتصارها على الجهة اليسرى فقط.
ويحسب لزاكيروني تغييره بإخراج خلفان مبارك، ومشاركة إسماعيل الحمادي لأداء الدور نفسه تحت المهاجم علي مبخوت وعلى الطرف الأيسر، وهو ما منح إسماعيل مطر حرية التوغل في العمق.
ويعد الهدف الثاني الذي أحرزه مبخوت نموذجاً في سرعة التمرير وكشف التسلل الخاطئ عبر تمريرة ذهبية من عامر عبدالرحمن إلى مبخوت الذي استغل تأخر الظهير العكسي، وهيأ الكره وسدد بأريحية وبقوة في الزاوية اليمنى للحارس، ولكن في المقابل، فإن خروج إسماعيل مطر ونزول محمد أحمد ظهيراً أيمن، وما تبعه من تغيير في مراكز اللاعبين بتقدم الأحبابي إلى وسط اليمين، بغرض إحكام السيطرة على منطقة المناورات للدفاع والمحافظة على النتيجة، بمثابة دعوة لقيرغيزستان للتقدم.
ورغم التقدم إلا أن العودة إلى الدفاع الصريح في الدقائق الأخيرة، وراء نجاح قيرغيزستان في إدراك هدف التعادل للمرة الثانية، بالإضافة إلى عدم التجانس الواضح بين مدافعي «الأبيض» في الوقت الذي كان بإمكان لاعبي المنتخب تأكيد الفوز بهدف ثالث لو استمر في الأداء الهجومي، قبل اللجوء إلى الأشواط الإضافية.
ووضح تأثير الإرهاق على لاعبي المنتخبين، إلا أن هدف الفوز من ركلة جزاء عن طريق أحمد خليل، منح «الأبيض» الأفضلية مجدداً، وإن استمرت كثرة الأخطاء الفردية، ورغم قلة الخطورة على المرميين، إلا أن قيرغيزستان كاد أن يتعادل للمرة الثالث من تسديدة رأسية ارتدت من قائم خالد عيسى، وكاد علي مبخوت أن يحرز مجدداً لكن ضاعت الفرصة، ليطلق الحكم صافرته معلنة فوز وتأهل «الأبيض» إلى دور الثمانية.
زاكيروني: العودة مرتين بعد التعادل تثبت قوة الشخصية
عبر الإيطالي زاكيروني، المدير الفني لمنتخبنا عن سعادته بالفوز والتأهل إلى ربع نهائي كأس آسيا، مشيراً إلى أن المباراة جاءت صعبة للغاية، خاصة أن قيرغيزستان دافع جيداً، ولم يترك مساحات لـ «الأبيض» للتحرك فيها، والفوز والنتيجة في الأدوار الإقصائية أهم من الأداء، وأن عودة الفريق مرتين بعد التعادل تدل على قوة الشخصية.
وقال: كنا ندرك تماماً أن المباراة صعبة، وحضرت اللاعبين من قبل المباراة، والمنافس ردة فعله قوية، كان نداً قوياً، كنا نتوقع ردة فعله، وهو منتخب شرس، وخطوطه متواصله، وأشكر اللاعبين على العطاء والأداء، واستطاعوا العودة في الوقت المناسب، تقدمنا وتعادل الفريق المنافس، وسجلنا هدف السبق، وتعادل المنافس، قبل أن نحسم اللقاء بالهدف الثالث، ويستحق اللاعبون الشكر على تماسكهم وتميزهم في الشوطين الإضافيين.
وقال: صحيح أتيحت لنا فرص عدة لإنهاء المباراة بنتيجة كبيرة، إلا أن الحظ لم يحالفنا، وكان من المفروض أن ننهي اللقاء بفوز أكبر، ولكن التوفيق تخلى عنا، وتفوق علينا المنافس بالكرات العرضية، واستغل البعض منها في تسجيل الأهداف علينا. وعن الأخطاء المتكررة للمنتخب قال: دفاع المنتخب كان جيداً، لكنهم تفوقوا علينا في الكرات العرضية لأنهم أطول من لاعبينا، ونعمل على تصحيح السلبيات في الكرات العرضية، ومن قبل لم يتفوق علينا أحد من قبل في ذلك.
وأضاف: الحضور الجماهيري جيد، وهو داعم كبير لنا في كل المباريات، من الممكن أن الطقس البارد سبب في عدم الحضور المكثف، وأن بعض الجماهير فضلوا مشاهدتها في التلفزيون، معسكرنا الأول بعد أن توليت المهمة لم يكن هناك حضور جماهيري كبير أيضاً، لكن في كأس الخليج وما بعده فإن الحضور كبير، وأقدر الجمهور، وأشكر حضوره.
المباراة 100 للحمادي
لم تكن المباراة عادية بالنسبة لإسماعيل الحمادي الذي ارتدى شارة القيادة، بعد خروج إسماعيل مطر، لأنها تحمل أيضاً الرقم 100 للاعب مع «الأبيض»، لتكتمل فرحة الحمادي، لأنها واكبت تأهل منتخبنا إلى ربع نهائي كأس آسيا.
«سمعة» أساسياً للمرة الأولى
للمرة الأولى في نهائيات كأس آسيا «الإمارات 2019» يظهر القائد المخضرم إسماعيل مطر في التشكيلة الأساسية للمنتخب، بعدما دفع به المدير الفني زاكيروني في وسط الملعب لإضفاء المزيد من القوة الفنية والمعنوية لهجوم «الأبيض». وطرأ تعديل واحد على التشكيلة الأساسية، بعدم وجود إسماعيل الحمادي الذي شارك أساسياً في المواجهات الثلاث الماضية بدور المجموعات.
خميس إسماعيل يغيب أمام أستراليا
أحرز خميس إسماعيل، أمس أول أهدافه الدولية برأسية متقنة افتتح بها التسجيل في شباك قيرغيزستان، وجاء هدف خميس إسماعيل في مباراته الدولية رقم 73 في مشواره مع «الأبيض»، فيما انتظر اللاعب البالغ 29 عاماً، 7 أعوام منذ ظهوره الدولي الأول في سبتمبر 2012، ليحرز الهدف.
ويغيب خميس إسماعيل عن المنتخب أمام أستراليا في ربع النهائي لحصوله على الإنذار الثاني.