السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لا حل للأزمة السورية قريباً سواء بالتوافق أو الخيار العسكري

لا حل للأزمة السورية قريباً سواء بالتوافق أو الخيار العسكري
14 مايو 2012
بيروت (الاتحاد) - أبدى بول سالم، مدير مركز “كارنيجي للشرق الأوسط”، تخوّفاً من انزلاق سوريا إلى حرب أهلية وضعف للدولة المركزية، مرجحاً أن يطول أمد الأزمة الحالية إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. واعتبر ان السؤال الأساسي يتمحور حول تأثير ذهاب نظام الرئيس بشار الأسد على التوازنات مع إسرائيل، مشدداً على أن هذا النظام كان مصدر اطمئنان لإسرائيل في الجولان لكنه شكّل تهديداً لاستقرارها من لبنان عبر “حزب الله”. واعتبر سالم في تصريح خاص لـ”الاتحاد”، أن تشبيه الوضع في سوريا بما كانت عليه الحال في البوسنة والهرسك ليس دقيقاً، لأن المشكلة في البوسنة والهرسك كانت ناتجة عن صراع قوميات مختلفة واثنيات متعددة، أما في سوريا فالأمور مختلفة لأنها أكثر شبهاً بلبنان والعراق والمشرق العربي في منطقة مركبة من طوائف ومذاهب. وقال “قد تتواجد بعض الاثنيات ضمن سياق اجتماعي وسياسي مشترك كما في الحالة الكردية، لكن أساس الوضع الحالي في سوريا لا يمكن تشبيهه بنموذج البوسنة والهرسك”. وقال “نحن أمام مطالبات من مجموعات سياسية وربما مذهبية وطائفية تريد المشاركة في السلطة ورفع التسلّط عنها وقد تواجه سوريا المشاكل التي رأيناها في العراق ولبنان من خطر حرب أهلية وضعف الدولة المركزية وما يمكن أن ينتج عن ذلك من ضعف الاستقرار وغياب الأمن وأكلاف اقتصادية وغير ذلك”. ورداً على سؤال عن انعكاس نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر على مستقبل الوضع في سوريا، أوضح سالم أن دور إدارة الرئيس باراك أوباما أو أي إدارة اخرى ليس اساسياً في فهم مستقبل الازمة السورية وتطورها. متوقعاً استمرار الأزمة السورية خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية وربما بعدها، وبمعنى آخر استبعاد حل الأزمة السورية في المدى القريب، لا بالتوافق ولا بحل عسكري، “فلا النظام سيتمكن من القضاء على الثورة ولا العكس”. وقال سالم “إدارة أوباما لديها مقاربة سياسية دبلوماسية لكنها لا تقل قساوة عن مقاربات أخرى فظاهرها ناعم وسياسي لكنها تنطوي على قوة ضمنية وقد رأينا ذلك في الحالة الليبية حيث أدت الدبلوماسية إلى تدخل عسكري حاسم، ونحن نشهد شيئاً مماثلاً ومهماً في الحالة الإيرانية لناحية قدرة إدارة أوباما على توحيد القرار الدولي في دعم عقوبات قاسية ووضع إيران في أكبر تحد يواجهها منذ الحرب مع العراق ربما”. وأضاف قائلاً “إذا استمر أوباما في الحكم قد تتمكن واشنطن من توفير إجماع مع موسكو والصين لتصعيد الضغط على نظام الأسد وهو ما سيكون صعباً جداً على النظام السوري، أما إذا أتت إدارة أميركية أخرى بقيادة الجمهوري ميت رومني فالتأثير الأميركي في المرحلة الأولى سيكون أضعف لأننا قد نشهد انقطاعاً في العلاقات الأميركية الدولية في فترة إطلاق سياسة خارجية جديدة ومتحوّلة وبالتالي فإن فوز الجمهوريين قد يصب بطريقة أو بأخرى في مصلحة الأسد، فمع رومني الولايات المتحدة ستبدو قاسية لكن فعلها سيكون أضعف لأنها ستكون بعيدة أكثر وقدرتها على التأثير الفعلي ستكون أضعف وبالتالي هناك مصلحة للأسد في فوز الجمهوريين على رغم أن مواقفهم أكثر تشدداً”. واستبعد سالم التدخل العسكري في سوريا، ورأى أنه إذا ما حصل فسيكون على نطاق محدود على شكل منطقة آمنة في شمال سوريا أو منطقة حظر جوي. وتابع بالقول “لا اعتقد أن تدخلاً مشابهاً لما حصل في العراق أو في ليبيا وارد في المستقبل المنظور، وبالتالي فإن أي شكل من أشكال التدخل المحدود لن يغيّر كثيراً في وضع النظام السوري وتأثير التدخل العسكري على المستوى الجيوستراتيجي سيبقى محدوداً”. واعتبر أن السؤال الأساسي هو ما تأثير ذهاب نظام الأسد على التوازنات مع إسرائيل. وتابع “حتى الإسرائيليين لا يعرفون الجواب، لكنهم قلقون من التغيير لأنهم اعتادوا على هذا النظام لفترة طويلة وعلى التعامل معه ويعرفون حدود العلاقة وآفاقها، ولا شك أن هذا النظام كان مصدر اطمئنان لإسرائيل في الجولان لكنه مزعج نوعاً ما في لبنان لكن ليس بالشكل الكبير جداً.. الإسرائيليون يشعرون بنوع من المناعة على الجبهة الشمالية خاصة بعد حرب عام 2006، وربما هناك قلق لكن الإسرائيليين لا يشعرون بخطر داهم وهم يعرفون أن حزب الله ليس في وارد شن هجوم ويكتفي بالحالة الدفاعية”. وعن تداعيات بقاء النظام السوري أو انهياره على لبنان، قال سالم “إذا انتصر النظام في سوريا سيكون ذلك تثبيتاً للأمر الواقع السابق في لبنان الذي عاش لعشرات السنين تحت الوصاية المباشرة، وفي المرحلة التي سبقت الثورة السورية عاش لبنان في ظل استمرار هيمنة النظام السوري عبر حزب الله وحلفائه في لبنان، وبالتالي فإن بقاء النظام يثبّت الوضع القائم لصالح حزب الله وحلفاء سوريا في لبنان، وربما نشهد رداً انتقامياً ضد اولئك الذين وقفوا في صف الثورة السورية كما شهدنا بين عامي 2005 و2007 من اغتيالات وما إلى ذلك”. واستبعد سالم فكرة تطور الثورة السورية إلى حرب إقليمية، مرجّحاً بقاء التأثير السلبي للثورة داخل سوريا. وقال “لبنان والعراق غير مستقرين ومتواصلين مع الحالة السورية وسيتأثران سلباً لكن ليس بشكل كلي فلكل منهما موازينه الذاتية وهي لن تنقلب، أما تركيا فلديها مناعة كبيرة، والأردن يتأثر أكثر بالملف الفلسطيني، كما أن الخلاف بين الإسرائيليين والإيرانيين أكبر وأعمق من أن يخوضا حرباً بسبب سوريا”. وختم بالقول “انه إذا أدرك النظام السوري أنه وصل إلى آخر أيامه ربما يلجأ إلى إطلاق بعض الصواريخ والقذائف كما فعل صدام ضد إسرائيل، لكن هذا سيكون انتحاراً ومعناه أن النظام يلفظ الانفاس الأخيرة ولا مصلحة لأحد في محاربة نظام يعدّ أيامه الأخيرة”، وأضاف “الحرب الأهلية في لبنان لم توجد حروباً في الجوار وكذلك الأمر في العراق وهذا ما سيكون في سوريا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©