السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«إيرباص» تقلع إلى القمة في الصين

«إيرباص» تقلع إلى القمة في الصين
31 يوليو 2010 21:52
“التغيرات في الصين شديدة السرعة”، هكذا يرى لورانس بارون الوضع في الصين الذي كثيراً ما يسعى جاهداً الى مسايرة التطورات، فمنذ وصوله الى الصين عام 2004 كمدير “إيرباص تشاينا” شهد أعاصير ثلجية وزلازل وقلاقل اجتماعية وجائحة انفلونزا الخنازير القاتلة، ولكنه شهد أيضاً نمواً اقتصادياً مبهراً. شهد بارون تعاظم تواجد “إيرباص” حيث بلغ أسطول طائرات إيرباص المحلي في الصين أكثر من 580 طائرة، وكان في نهاية 2003 أقل من 150 طائرة، كما أسست الشركة ثلاث شركات ائتلاف لأداء أعمال تصاميم للأجزاء، والتصنيع، والتجميع النهائي، ولم يكن نمو الشركة سهلاً دائماً إذ كان على الشركة التعامل مع الحكومة الصينية المستخدمة نفوذها بطرق عدة منها تملك حصص في شركاء إيرباص الصينيين وإدارة شركات الخطوط الجوية والمصادقة النهائية على كافة عمليات شراء الطائرات. في ذلك يقول بارون: “يجب أن توافق السلطات الصينية على شراء الطائرات، ولذا علينا أن نبيع الطائرات مرتين - لشركات الخطوط الجوية وللسلطات الحكومية، إن كنت تريد مزاولة أعمال هنا لابد لك من التعامل مع الدولة، وعلينا التلاؤم مع الأحوال نظراً لأن هذه سوق بالغة الأهمية لنا”. والشركات الأوروبية مثل “إيرباص” مضطرة لأن تتفهم مسائل مثل تدخل الحكومة في الأعمال نظراً لأن القوة الاقتصادية تنتقل تجاه الشرق حسب تقرير نشره مؤخراً “إتش إس بي سي هولدينجز”، إن الدراسة التي تحمل عنوان “التوجه شرقاً: الوجه المتغير للأعمال العالمية” تدرس تداعيات نهوض آسيا على الشركات الأوروبية الباحثة عن فرص في منطقة زاخرة باضطرابات سياسية وبتغيرات فجائية، ولكن أيضاً بنمو سريع. وحسب الدراسة التي أجرتها فيوتشير كومباني لاستشارات البحوث بالإنابة عن “إتش إس بي سي” في الهند وحدها تمتلك الحكومة المركزية 246 شركة في صناعات متنوعة، منها الطاقة النووية والمواد الكيماوية، هذه الشركات يعمل بها إجمالاً 1.6 مليون نسمة وتشمل 8.3 في المئة من الناتج الإجمالي المحلي. والتقرير المرتكز على 34 مقابلة مع أصحاب أعمال أوروبيين ينبه الشركات الى ضرورة “قياس المخاطر والفوائد بدقة” في مناخ أعمال شديد التعقيد، وقال آلن كير مدير عام المجموعة والرئيس المساعد لبنك إتش إس بي سي التجاري: “تنشأ حالياً نماذج جديدة من الرأسمالية تهتم فيها اقتصادات شرقية بالنمو مع حماية بعض القطاعات”. ويقول التقرير: “إن مبادئ السوق الحرة الليبرالية التي بنى عليها الغرب كثيراً ما تتضارب مع الأساليب والقوانين في الشرق، وتنشأ نماذج اقتصادية جديدة من أجل تعارض قواعد الأعمال العتيقة وينبغي على الشركات الأوروبية الانتباه الى أن حقل اللعب التنافسي ليس بالضرورة مستوياً”. غير أن بارون يقول إن لكل منطقة من المناطق ثقافة أعمالها وطابعها الخاص بها. وإن آسيا بالتالي لها مناخها الخاص. والعديد من شركات الخطوط الجوية والقطاعات الصناعية تملكها وتتحكم فيها الدولة، وإنه ينبغي التعامل مع هذه الأوضاع. غير أن بارون يشير إلى أن هناك فرصاً أيضاً. وعلى عكس شركات أوروبية أخرى درجت على تعيين عمال فنيين لأداء أعمال التصنيع، استفادت “إيرباص” من ارتفاع المستوى التعليمي في الصين فعينت مهندسين من أفضل الجامعات في المنطقة، ويقول إنه من غير المنطقي تعيين أجانب لأنهم أغلى، مضيفاً أن الموظفين الصينيين قد اكتسبوا فعلاً خبرات جيدة في مجال الأعمال العالمية على الرغم من أن قطاع الطيران المدني الصيني لا يزال في مراحله الأولى، وبحسب “إتش إس بي سي” شهدت المستويات التعليمية في مناطق مثل الهند والصين تطورات كبرى بفضل توسعات عملاقة في فرص التعليم. يذكر أن الجامعات الأجنبية مسموح لها حالياً بأن تفتح أفرعا لها في الهند، في الوقت الذي تتواجد فيه بعض أفضل مراكز التعليم على مستوى العالم في آسيا. ويورد التقرير القائمة التي أصدرتها تايمز بأفضل 200 جامعة في العالم عام 2009 التي تشمل ست جامعات في الصين وأربع جامعات في كوريا وجامعتين في الهند، والصين تفرز 75 ألفاً من الخريجين الحاصلين على شهادات عليا في الهندسة وعلوم الكمبيوتر كل عام والهند تفرز 60 ألف خريج حسب التقرير، ويقول إتش إس بي سي إن نمو المهارات الجديدة في المنطقة إنما يعود الى زيادة ضخمة في الاستثمار في البحث والتطوير، ويذهب التقرير الى أن الابتكار سوف يأتي على نحو مطرد من آسيا وأن القاعدة القديمة التي كان الغرب يمتلك فيها الاسم التجاري والتصميم والملكية الفكرية ثم يتم تمهيد التصنيع والإنتاج الى الشرق بدأت تتحول. عن« وول ستريت جورنال»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©