خولة علي (دبي)
الفوالة عنوان ضيافة لا تخلو المجالس منها، وكانت تمثل أهمية كبيرة في كل بيت، فالضيافة قيمة، تبهج النفس وتتجلى أثارها على وجوه الضيوف، حيث تقول موزة الشحي رئيسة جمعية النخيل للتراث: الفوالة من التقاليد الأصيلة، حيث تميزت الشعوب العربية بكرم الضيافة فلا يخرج الضيف دون أن ينال قدرا من الكرم، الذي يتفاوت مستوياته ويختلف وفقا للمستوى المعيشي للأفراد آنذاك، إلا أن الأهالي قديما كانوا حريصين على تقدم ما لديهم للزائر حتى لو كانت بضع تمرات وفنجانا من القهوة.
وأشارت إلى الفوالة تتصدر المجالس وعادة ما تكون في انتظار كل زائر وضيف، ولا تكتمل فرحة العيد من غير مائدة الضيافة، فالمجالس تكون متأهبة ومستعدة لاستقبال المهنئين، بالأطباق المتعارف عليها قديما، خاصة الحلوى والهريس والأزر باللحم، وتقدمها البيوت الميسورة، كما تقدم الخبيص والعصيدة والبلاليط، والعرسية والمضروبة، بالإضافة إلى الأطباق التي توزع بين الجيران، ثم دخلت الفواكه المعلبة «كالعنص» أي الأناناس والخوخ حيث يتم تقديمها بجانب الأطباق الشعبية.
أما الباحثة في التراث موزة عبدالله فقالت: دائما ما تتشبع المجالس برائحة العود والدخون التي تملأ أرجاءه، وتختلط مع رائحة الفوالة، لتعطي مزيجا عطريا مميزا، ما زال عالقا في أذهاننا، فيعطينا إحساسا بالنشاط والتجديد وبأن هذا اليوم مختلف ليس كباقي الأيام، فتدفق المهنئين على المجلس يجعلنا نحرص وبشكل مستمر على تجديد الأطباق لزيارة أخرى من مهنئين آخرين، فالمكان لا يكاد يخلو من الضيوف من الصباح الباكر حتى المساء، فتترك الفوالة في انتظار الضيوف، فلا عيد من غير الفوالة، التي تدخل الفرح والسرور على القلوب.
وأوضحت أن الفوالة بتنوعها إلا أن الأطباق الشعبية ما زالت تحتل الصدارة في تشكيلة السفرة، كالهريس والخبيص والعصيدة والحلوى وبعض الفواكه الموسمية، ونظرا لتوافد ثقافات أخرى ساهمت في تنوع الفوالة ودخول أطباق أخرى، ومنها ما هي أيضا مبتكرة في صناعتها، وهذا ما جعل الفوالة نقطة وصل بين المستضيف والضيف، مشيرة إلى أن تجهيزات الفوالة تتم قبل العيد بأيام من حيث شراء أواني ضيافة جديدة، و«صينية» كبيرة بحيث يجتمع حولها عدد كبير من الضيوف.