شادي صلاح الدين (لندن)
بدأ حلفاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السابقون في اتخاذ خطوات فعلية نحو تشكيل حزب جديد، يصفه الخبراء بأنه البداية الحقيقية لنهاية حزب العدالة والتنمية الإخواني الحاكم في تركيا. وأبلغ رئيس وزراء تركيا السابق، أحمد داوود أوغلو، والقيادي السابق بحزب العدالة والتنمية الحاكم، حشداً من المؤيدين يوم الجمعة أن «العمل قد بدأ» لإطلاق حزب سياسي جديد.
وأدلى داوود أوغلو بتصريحات تتعلق بالحزب الجديد خلال خطاب ألقاه في مقاطعة قونيا مسقط رأسه، حسبما ذكرت صحيفة «سوزكو» اليومية اليسارية التركية.
وقال أوغلو «من خلال العمل ندعو ضمير الناس العميق.. كلنا نعرف جيداً أن ضمير أمتنا هو الذي يحملنا إلى السلطة».
ونقل موقع «أحوال» التركي عن مصدر مطلع أن فصيلاً من الساسة من حزب العدالة والتنمية تجمعوا حول داوود أوغلو وأبدوا استعداداً لإطلاق حزب جديد في 70 من 81 مقاطعة تركية. وقال المصدر إن مجموعة رئيس الوزراء السابق أقامت بالفعل مقراً لها في إسطنبول وأنقرة وتعتزم نشر بيان في سبتمبر.
وشغل داوود أوغلو منصب وزير الخارجية التركي لمدة خمس سنوات ابتداء من عام 2009، وعُين رئيساً للوزراء عندما ترك رجب طيب أردوغان المنصب في عام 2014 للانتقال إلى الرئاسة، قبل أن يحول كل الأمور في يد الرئيس ويصبح الحاكم المسيطر.
ورغم قيادته حزب العدالة والتنمية للحصول على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية نوفمبر 2015، تم تهميش داوود أوغلو مطلع 2016 بعد ظهور تقارير عن خلافات بينه وبين أردوغان حول توجهات الحزب. وقال داوود أوغلو «لمدة ثلاث سنوات، كان من المحظور أن أتذكر اسمي في هذا البلد»، في إشارة إلى الفترة التي تلت استقالته في عام 2016.
وبعد ظهور أخبار تفيد بأن رئيس الوزراء السابق وغيره من كبار الشخصيات في حزب العدالة والتنمية يخططون لإطلاق حزبين سياسيين جديدين، انتقد أردوغان بقسوة ما وصفهم بـ«الخونة» في الحزب، وحذرهم من أنهم «سيدفعون ثمناً باهظاً». وقال داوود أوغلو أمام الحشد في قونيا «يا رب، لا تدعني أخضع. لا تجعلني أخضع لمن يضغطون علينا، أو يهددوننا بأننا سوف ندفع الثمن».
وبجانب حزب داوود أوغلو، أثيرت أقاويل وتقارير أن نائب رئيس الوزراء السابق، ووزير المالية، علي باباجان، سيشكل حزباً ثانياً مع الرئيس السابق عبدالله جول. ويصف العديد من الخبراء باباجان بأنه «مهندس النهضة الاقتصادية التركية».
وفي حين أن حزب داوود أوغلو سوف يتبع خطاً إسلامياً، فإن الحزب الثاني من المقرر أن يتبع نهجاً ليبرالياً مؤيداً للغرب، وفقاً للتقارير.
وقد يكون حزب داوود أوغلو فعالاً بشكل خاص بين الكوادر الجديدة لقواعد حزب العدالة والتنمية والنساء. وفي الواقع، زاد حزب العدالة والتنمية من أصواته بهذا النموذج التنظيمي وتولى السلطة. ولكن مع الوقت، فإن المنظور القومي الذي امتد إلى الحزب فتح الطريق لنهج يهدف فقط إلى الحفاظ على الوضع الراهن.