«الإمارات للتصوير».. حاضنة عشاق الرسم بالضوء

في مكان غير بعيد من سوق العرصة، الذي يعبق بالماضي في تفاصيله وعناصره الدقيقة، تأخذنا أقدامنا لاقتحام أحد المنازل القديمة المتاخمة لها، الذي تحتضن جدرانه النقلة الحقيقية إلى عالم التكنولوجيا، وهو الفن الذي حفظ لنا الماضي بشخوصه وترانيمه الساحرة، ورسم لنا الصورة بالضوء، فكانت خير نافذة نطل من خلالها على ما يتمتع به هذا العالم من جمال، فتأسرنا تلك المشاهد الرائعة التي دونتها آلة التصوير بحرفية عالية، وقد عُلقت على جدران هذا البيت التراثي القديم ليصبح مقرا لجمعية الإمارات للتصوير الضوئي، فاستظل تحت ظلاله كل محترف وهاو لهذا الفن، راغبا في التعرف على أسسه ونظامه من خلال الورش المتعددة التي تدار عبر حجرات هذا البيت، فهو المكان الذي يبدأ كل فرد فيه تحسس مفردات فن التصوير، وكيفية إتقانه. هذا العالم الضوئي الذي أسر كل من وقف على أعتابه، ليجد نفسه مرغماً على سبر أغواره، والخوض في لجة متاهاته، فكان لجمعية الإمارات للتصوير الضوئي الدور المهم في الأخذ بيد الهواة، واحتضان المبدعين في مجال التصوير الضوئي، لتسهم في الارتقاء بمواهبهم وصقلها، والعمل على إبرازها ودعمها، إضافة إلى نشر ثقافة التصوير من خلال المشاركة في المعارض المحلية، وإقامة علاقات ومعارض مشتركة مع مؤسسات على المستوى المحلي والعربي والإقليمي والدولي. وتسعى الجمعية إلى تعريف أفراد المجتمع بثقافة وفن وتاريخ التصوير وتطوراته المستقبلية، ودعم ورعاية المصورين المحترفين، واستخدام التصوير العلمي والفني والتقني لخدمة المجتمع. يتحقق كل ذلك من خلال عمل أنشطة وورش ودروس، وعبر الإشراف المباشر على معارض التصوير الضوئي لدعم الجمعية مادياً، والحفاظ على حقوق المصورين المنتسبين للجمعية، وتمثيل الدولة رسمياً في المحافل العالمية، وتأسيس مكتبة وطنية لحفظ أرشيف مصور لتاريخ الإمارات المعاصر، بالإضافة إلى العمل على تأسيس مكتبة ومتحف للتصوير في الدولة. كما وتهدف الجمعية إلى تبادل الخبرات في مجال التصوير، وإقامة علاقات ومعارض مشتركة مع المؤسسات ذات العلاقة المشتركة على المستوى المحلي والعربي والإقليمي والدولي. وانطلاقا من الثقة الغالية التي منحها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم إمارة الشارقة، للجمعية ودعمه المستمر لأنشطتها، جاءت مسيرة العطاء الضوئي زاخرة بمشاركاتها ومساهماتها المتنوعة من خلال الورش والمعارض والدورات التدريبية التي فاقت التوقعات من حيث الإقبال عليها وأعداد المشاركين فيها. ونجد أن 90% من أعضاء الجمعية ومرتاديها هم من الشباب، وهم نواة المجتمع و اللبنة الرئيسية التي ترتكز عليها جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، وهم من سيخدمون هذا الفن مستقبلاً، حيث ستتوالى الأجيال وتتعاقب لنشر هذا الفن الذي يعتبر خير وسيلة لتوثيق الماضي. وقد جاءت الموافقة من وزارة الشؤون الاجتماعية بالدولة على إشهار جمعية الإمارات للتصوير الضوئي بتاريخ 13/مارس /2008، تأكيداً على أهمية رفد الساحة المحلية بأعمال تخصصية في مجال التصوير الضوئي لمبدعين من الإمارات.