السبت 26 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 35 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اقرأ أول كلمة في القرآن ودعوة مستمرة للتعلم

اقرأ أول كلمة في القرآن ودعوة مستمرة للتعلم
14 نوفمبر 2008 00:24
اهتم الإسلام بالقراءة والمعرفة باعتبارهما مظهرا حضاريا، ومعيارا صادقا لتقدم الشعوب ورقي الأمم ، فكلمة ''اقرأ'' أول كلمة تلقاها الرسول (صلى الله عليه وسلم) من ربه، وفي الوقت نفسه هي دعوة مستمرة للتعلم لقوله تعالى:''اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم'' سورة القلم· وقد دعا الإسلام إلى غرس حب القراءة في الإنسان المسلم منذ الصغر· وتقول الدكتورة زينب عبد العزيز، أستاذ الحضارة بجامعة الأزهر: ''القراءة من أهم العوامل التي تساهم في تنمية قدرات الإنسان فهي توسع دائرة خبراته وتفتح أمامه أبواب الثقافة وتحقق له التسلية والمتعة، وتهذب مقاييس التذوق وتساعده على حل المشاكل والمواقف التي تواجهه، وهي مهمة جدا لتنمية ذكاء أطفالنا، باعتبارها الوسيلة الرئيسية التي تمكن الطفل من استكشاف البيئة من حوله، والأسلوب الأمثل لتعزيز قدراته الإبداعية الذاتية، وتطوير ملكاته استكمالا للدور التعليمي للمدرسة''· كما تساعد على التوازن والتوافق الشخصي والاجتماعي له· ولهذا كان الإمام علي بن الحسين يقول: ''وأما حق الصغير فرحمته وتعليمه''· وأوضحت الدكتورة زينب أن تشجيع الأبناء على القراءة يساعد على رفع قدراتهم ومستواهم التعليمي والثقافي لأنها تمكنهم من التواصل مع التطورات وتقوي لديهم الثقة بالنفس من خلال اطلاعاتهم المستمرة والمتجددة على مختلف العلوم، فهي تتيح للطفل التعرف على الكثير من الخبرات التي يعبر عنها الأدب والتاريخ والسير ومختلف المعارف· كما تمكنه من الاتصال بحياة الآخرين وأن يعيشها بخياله ويكتسب مجموعة من القيم والأفكار والسلوكيات المهمة تجعله يستطيع مواجهة العالم من حوله· وتطالب الأسرة المسلمة بأن تبني أبناءها ثقافيا وفكريا، مشيرة إلى أن ذلك يتحقق بأن نبذل العناية لغرس حب القراءة وجعلها عادة محببة أو سلوكا راسخا فى شخصية أطفالنا، وعندما نعودهم القراءة نشجع الإيجابية فيهم والاعتماد على النفس لأن القراءة تنمي لدى الطفل الفضول والاستطلاع والبحث، وتنمي رغبتهم في رؤية أماكن كثيرة يتخيلونها، وتقلل مشاعر الوحدة والملل وتخلق أمامهم نماذج يتمثلون أدوارها، فهي عامل مهم في تكامل شخصية الأطفال وتغير أسلوب حياتهم للأفضل· وتوضح الدكتورة زينب أن الثقافة تنتج شخصية قوية وعقلية راشدة في التفكير والسلوك، تبتعد عن التفكير العاطفي، وتعلي وسائل التفكير العلمي العقلاني، الذي يحلل ويسعى للوصول إلى رأي وقناعة واستقلالية وهذا يساعد في التغلب على مشاكل الواقع المختلفة، والتعرف على الخلافات التي تحدث بين الناس وينمي القدرة على رفض التشدد والتعصب· وعن كيفية غرس حب القراءة والمعرفة لدى الأطفال تقول : ''يجب أن نحرص على أن نقرأ القصص الإسلامية والتاريخية والاجتماعية لأطفالنا منذ الصغر لأنها تتيح لهم استخدام العقل والتفكير· وأن نطلب منهم القراءة ونوفر لهم الكتب التي تناسب أعمارهم ونستخدم أسلوب طرح الأسئلة والتشويق لجذب الطفل وشد انتباهه''· وتشير الى أهمية أن نوفر لهم الموسوعات المصورة التي تتناول العلم بطريقة مبسطة لأنها تزودهم بمعارف ضرورية تساعدهم في التعرف على الحياة والمواد والاختراعات وغيرها من الأمور المهمة، وأن نصطحبهم إلى مجالس العلم والثقافة والمكتبات العامة والنوادي والمعارض الثقافية· وتضيف:''يجب على الأسرة اختيار الكتاب الذي يقدم ثقافة راقية، وأن يكون الكاتب ثقة معروفا بعلمه وأمانته· لأن الثقافة الجيدة تجنب الأبناء خطورة التعرض لما يشوش أفكارهم أو يبث فيهم التطرف والعنف· ولكن من المهم أن يعرفوا الأسس والعناوين الرئيسة فقط لمداخل الفكر السلبي حتى يحصنوا أنفسهم من تياراته ولا يقعوا فيها وعلينا أن نطلعهم من خلال النقاش على هذه الأفكار وخطورتها''· وتنوه إلى ضرورة أن نوجه الأبناء إلى الاهتمام بالكتب النقدية، فينبغي ألا نخاف النقد شريطة أن يكون صادقا وأمينا ولا يسعى إلى التشكيك، والتثبيط وإنما إلى علاج أوجه القصور· وتؤكد أن القراءة النقدية تكون الشخصية المستقلة التي يصعب احتواؤها وتجيد التمييز بين الأشياء، ويصعب غوايتها بفكر العنف، والتطرف، وكافة أشكال الفكر الضال والمنحرف· لافتة الى أن العقلية النقدية لا ترضى بسلبيات الواقع، وتسعى إلى التغلب عليها وعلاجها· وتنبه الى ضرورة تعليم الأبناء ثقافة الانفتاح على الآخر، وعدم التقوقع على الذات والتواصل مع الأدب والفكر والثقافة العالمية، والاطلاع على أفضل ما ينتجه العالم مع مراعاة التزامه بالآداب الإسلامية حتى لا يؤثر سلبا على وجدان الأبناء·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض