13 مايو 2012
حركة غير اعتيادية في متنزه خليفة في أبوظبي، فهناك أكثر من 350 مشاركا تابعوا حركات اليوجا بكل تركيز وانتباه، شارك البعض عازما على الفوز، في حين ساهم البعض الآخر صدفة من خلال الزيارة للحديقة، حيث تعرف على الفعالية وعرف أن الباب مفتوح لكل من يرغب في التجربة، ولم يقتصر الحدث على العاصمة فقط، بل شارك في حديقة زعبيل في دبي 1500 شخص، أما حديقة المطار بالشارقة فعرفت انخراط أكثر من 500 شخص، وعمان حوالي 500 شخص أيضا، إذ اختارت منظمة فن الحياة تنظيم الحدث الذي عرف تتويج أصغر مشارك وعمره 8 سنوات من أبوظبي بالشهادة الذهبية، إذ استكمل 108 حركات في نفس التوقيت، وكان ذلك خلال مهرجان” يوجاثون” الذي نظمته منظمة فن الحياة في متنزه خليفة أول أمس الجمعة تحت عنوان” مهرجان اليوجاثون” واستغرق ساعة و20 دقيقة.
لكبيرة التونسي (أبوظبي) - أعربت مواهب الشيباني الرئيسة التنفيذية لمنظمة فن الحياة في الشرق الأوسط والخليج عن بالغ سعادتها بالمشاركة الواسعة التي عرفها هذا المهرجان الذي انطلق في مدن عدة في نفس التوقيت، موضحة أن الهدف من ذلك هو رفع الوعي بالصحة العامة، وتعليم الناس فوائد اليوجا التي تساعد على التركيز والانضباط وصفاء الذهن، بالإضافة لدورها الفعال في الحفاظ وتحسين الصحة العامة. وأضافت الشيباني “هذا الحدث الفريد من نوعه سوف يشجع الجميع لتعلم تمارين اليوجا وحركاته، وهناك بالفعل أناس رفعوا التحدي إذ أكملوا أربع وخمسين مرة “مئة وثماني حركة” وكان عددهم في أبوظبي 125 مشاركا، بينهم طفل عمره 8 سنوات، منحت لهم شهادات ذهبية، كما منحت عدة شهادات للمشاركين الآخرين، ومنها: “شهادة ذهبية” لمن أكمل 108 حركة.
و”شهادة روح المشاركة” لكل من شارك، و”شهادة تقدير” للمؤسسات والشركات المشاركة في الحدث، أما عن الشهادة الذهبية فمنحت في دبي 300 شخص من الذين أكملوا الحركات، و200 شخص في الشارقة، و200 شخص في عمان”.
وأوضحت الشيباني أن الحدث أطلقته منظمة فن الحياة بمناسبة يوم الصحة العالمي في أبريل هذا العام، مؤكدة أنها مبادرة رياضية روحية وفكرية، مجانية تهدف إلى تحسين أداء الأفراد وانخراطهم في عالم الصحة الجيدة، إلى ذلك فتحت المنظمة باب التسجيل مجانا، كما عملت على تخصيص مدربين محترفين في منطقة الخليج والشرق الأوسط في المدارس الهندية، والمتنزهات، والكليات، والمؤسسات والمكاتب، والاستادات الرياضية، والنوادي وأماكن أخرى للتدريب على حركات اليوجا، ليتوج هذا المجهود بهذا الحدث، حيث أقيم المهرجان بعد أن تم تدريب العديد من الأفراد والمؤسسات بالمجان، في أماكن مختلفة، منها كورنيش أبوظبي، حيث خصص مدربون لتعليم وإتقان حركات اليوجا، وإكساب الجسم لياقة عالية للتمكن من الفوز”.
توحد الجسد والروح
وأضافت الشيباني، التي توجهت بالشكر لبلدية أبوظبي ممثلة في إدارة خدمات المجتمع وذلك بتوفير المكان لإقامة الحدث، قائلة: “استمرت التدريبات مدة طويلة، حيث استطاع البعض من الذين أبدوا رغبة كبيرة في الاستمرار معنا طوال مدة التدريب حيث كانوا ملتزمين بالحضور في نفس التوقيت، وذلك لإتقان 108 حركة بـ54 جولة، من الحركات الاثنتي عشرة، إذ تعلموا ذلك مجاناً من منظمة فن الحياة، واستمررنا في التداريب المجانية من 7 أبريل إلى إل 10 مايو من أجل إتقان 12 حركة متسلسلة من حركات اليوجا.
كما قمنا بتدريبات مجانية للمدارس والمؤسسات والشركات بالمجان، 3 مرات في الأسبوع، نعلم خلالها 12 حركة، إلى ذلك قالت أن الهدف هو رفع الوعي بالرياضة حيث أطلقنا المبادرة بمناسبة اليوم العالمي للصحة وهو 7 أبريل، فقررنا خلق هذا المهرجان خاصة أن اليوجا تعني التوحد بين الجسد والفكر والروح، ومن خلال حركات اليوجا البسيطة نركز على التنفس مع كل حركة، وبالتالي فهي تخلص الشخص من التوتر والقلق، كما أن اليوجا تعمل على تحسين القوام، وتعطي مرونة وتوازن، وصفاء ذهني، وتقوي التركيز وتشحذ الرؤيا والحاسة السادسة، وتحرق السعرات الزائدة في الجسم وتشذبه، وتمنح الشباب والنضارة من خلال تجديد خلايا الجسم، وتعتبر أفضل بديل للكافيين والمنبهات الأخرى، كما أنها تهدىء من نشاط العقل وتساعد على تحسين النوم”.
فوائد لا تحصى
ووجهت الشيباني، الرئيسة التنفيذية لمنظمة فن الحياة في الشرق الأوسط والخليج، دعوة للجميع للمشاركة في اليوجا وممارستها على مدار أيام حياته، لإضافة الحيوية إلى سنوات عمره إلى ذلك قالت” كل من يمارس اليوجا يشعر براحة نفسية كبيرة، وكل ما نتمناه أن يستمر معنا هؤلاء الناس الذين تعرفوا على اليوجا وفوائدها الجسدية والروحية أيضا، والكل يعرف فوائد اليوجا التي لا تعد ولا تحصى، فهي وسيلة للتمتع بصحة أفضل جسديا وعقليا، ومع صدور إحصائية الأمم المتحدة المتعلقة بالسمنة وتصدر منطقة الشرق الأوسط والخليج لقائمة البدانة في العالم، انصب التركيز الآن على رفع الوعي بدور اليوجا في تحقيق اللياقة البدنية لأي فرد، وحسب إحصائية منظمة الصحة الدولية تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة بعد الكويت في المنطقة، المرتبة الثانية في قائمة الدول الأكثر بدانة في العالم، وأن 60 في المائة تقريبا من الإماراتيين يعانون من زيادة الوزن”.
وأضافت” لهذا السبب، تعهد المئات من المتطوعين من مؤسسة فن الحياة للعمل من أجل تحقيق حياة وصحة أفضل، من خلال تقريب اليوجا لأكبر عدد من الناس، وكان ذلك بداية لإطلاق حملة اليوجا من أجل الصحة على صعيد المنطقة مجانا للجميع، وتركز العمل على تدريب جميع الأشخاص، أفرادا ومؤسسات في المنطقة، على سلسلة من اثنتي عشرة حركة من حركات اليوجا”، وعن كون الحدث سيصبح تقليدا سنويا، قالت الشيباني إن ذلك يرجع لتحمس الناس ورغبتهم في استكمال التمارين، وأضافت أن تقارير ما بعد الحدث ستعطيهم كل التفاصيل التي يمكن أن يبنى عليها أي قرار مستقبلي.
تركيز عال
ومن جهتها قالت هناء زكريا، متطوعة في منظمة فن الحياة، أنها مستمتعة بما تقدمه من خدمات في سبيل التعرف على هذه الرياضة، وأضافت في نفس السياق “اليوجا تساعد على التركيز، لذا استهدفنا مجموعة من المدارس، بحيث دربنا 70 طالبة من مدرسة الوردية في أبوظبي، ودربنا مجموعة كبيرة أخرى من مدرسة النهضة الوطنية بنين، وسندرب الاثنين المقبل 45 طالباً من مدرسة المنهل، موضحة أن اليوجا لها فوائد مهمة جدا بحيث تزود الجسم بالطاقة والحيوية. وأضافت أن سبب تنظيم الحدث في الهواء الطلق، ليشعر الإنسان براحة نفسية كبيرة وهو يستنشق الهواء، كما أن رؤيته للأفق ولون السماء يدفعانه للاستمرار في الحركات، مؤكدة أن البيئة التي تمارس فيها اليوجا مهمة جدا في إعطاء نتائج جيدة. موضحة أن الناس الذين خاضوا التدريبات على كورنيش أبوظبي أو في الشركات والمؤسسات استطاعوا استكمال كل الجولات ومنحت لهم إثر ذلك شهادات ذهبية، كما لاحظت رغبة الصغار في ممارسة اليوجا من خلال انخراطهم في المهرجان في متنزه خليفة.
الجسم والعقل
قالت سواني جومري مدربة يوجا، إن هذه الرياضة تعلم التوازن وتمارين للأفراد الذين ستصبح لهم القدرة على التوحيد بين الجسم والعقل والنفس، وأضافت: “يصبح للمرء قدرة على التركيز، وخاصة بالنسبة للطلبة وصغار السن، فما يقومون به على مدار 8 ساعات من تمارين يختزلونه في 4 ساعات، بحيث تعلم التركيز والانضباط، إذ أدرب الأطفال واليافعين والكبار، ويعتبر مردودها عاليا جدا، لأنها تعطي صفاء ذهن وتوازن.
كما أن الجسد يصبح نظيفا، وهي تساعد من يريد الإقلاع عن بعض العادات السيئة، كمن يجلس ساعات طوال أما الألعاب الإلكترونية أو التلفزيون، أو تناول المشروبات الغازية، أو التدخين، كما أنها تساعد على المرونة وتقبل أفكار الآخرين، وفوائدها كبيرة جدا، وأظن أن كل من تدرب معنا سوف يستمر بعدما تعرف عليها وعلى فوائدها عن قرب.