أبوظبي (الاتحاد)
انطلق برنامج «المنكوس» في موسمه الأول في حلقته التسجيلية الأولى على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، وتم بثّها على قناتي «الإمارات» و«بينونة»، أمس الأول، والتي تليها الثانية الأحد المقبل.
وكانت مفاجأة الحلقة مثول الفنانة الإماراتية زهرة العين أمام اللجنة بعدما حاولت تغيير صوتها لإخفاء هويتها، معتبرةً أنّ البرنامج يبرز التراث الأصيل والجميل، وقابلت لجنة التحكيم المتسابق سالم بن كدح الراشدي من الإمارات، من نجوم شاعر المليون، الذي أجازته بإجماع أعضائها الثلاثة الذين اتفقوا على أنه أبدع وأمتع وأطرب.
التعريف بالموروث
الحلقة الأولى التي حفلت بالتنافس وحملت أحلام وآمال المشاركين بالوصول إلى اللقب الأول، اشتملت على مقابلاتِ لجنة التحكيم مع عشرين متسابقاً، من دول الخليج العربية واليمن، وعكست رؤية البرنامج، ضمن توجهات لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وأهدافها وحرصها المستمر على التعريف بالموروث، وتعزيز دوره في بناء الهُوية، من خلال إبراز فن المنكوس، بصفته واحداً من الفنون الإماراتية التراثية لغناء الشعر النبطي.
وتميزت بمشاهدها التي صوّرت الطبيعة المحلية وخاصةً في الصحراء الموطن الأول لشعراء الإمارات والخليج، ومصدر إلهامهم وساحة شجنهم الذي عدّهُ النقاد الدارسون والباحثون أبرز أسباب إنشاد فن المنكوس. وبعد الفقرة التعريفية بأعضاء لجنة التحكيم الناقد والأكاديمي الدكتور حمود جلوي، عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بكلية التربية الأساسية، من الكويت، والذي ناب عنه في مقابلة المتسابقين إبراهيم الخالدي، والشاعر محمد بن مشيط المري من الإمارات، والشاعر والمنشد شايع فارس العيافي من المملكة العربية السعودية، كان استعراض آراء أعضاء اللجنة في خوضهم هذه التجربة المميزة، حيث استعرضوا الإرث الشعبي في فن المنكوس، وكونه فناً يعكس معاناة البدو في التنقل والترحال، ويترجم مشاعرهم وينطق بلسانهم، وأنه ليس بحراً شعرياً، وإن ارتبط بإيقاعات بحر الطويل من الشعر العربي الفصيح.
التركيز في الأداء
جاء المتسابق الأول بخيت محمد سالم المهري من الإمارات، وقد أجازته اللجنة معتبرةً أنّه متمكّنٌ ولكنه يحتاج إلى التركيز في الأداء ومخارج الحروف، أما الثاني محمد عبدالرحمن الدوسري من السعودية فقد أجازته اللجنة بقول المري إن صوته طيب وأداءه كذلك.
ولم يحالف الحظ الثالث رائد عبيد الحربي من السعودية، فلم تجزه اللجنة، بينما حلّ الرابع حسين آل لبيد من السعودية متمكناً قوياً أمام لجنة التحكيم التي أشادت بصوته وأدائه، أما الخامس بخيت عبدالله المرر من الإمارات، فقد أشاد به أعضاء اللجنة طالبين أن يستزيدهم من إنشاده مع عزفه على الربابة.
واستطاع السادس الوليد عبدالله اليامي من السعودية أن يحوز فرصةً استثنائية من اللجنة، حيث فتحت له باب الإجازة، أما السابع عمر سعيد دايش من السعودية فرفضته اللجنة ولكنها فتحت الباب لتقابله، بينما كان بخيت ناصر الدوسري «الثامن» من السعودية أيضاً، ممتلكاً قدرات الإنشاد التي نالت الإعجاب.
وحلّ التاسع خليفة عمر بخيت المنصوري من الإمارات، حاملاً رسالة قيمية عالية، من خلال تدريبه ابنيه على أداء المنكوس كفن تراثي عريق، وتعليمهم ألحانه وإيقاعاته.
وكان المتسابق يوسف مبارك الذروة من الكويت الذي أشاد بفضل أبوظبي عاصمة الثقافة والإعلام على الشعر الفصيح والنبطي، وصولاً إلى فن المنكوس، مجازاً بإجماع اللجنة، وفيما رفضت اللجنة حمد محمد العازمي من الكويت، ومبارك هادي القادري من اليمن، أجازت هادي بن جابر المري من السعودية.
الارتباك
أما طلال عايش المطيري من السعودية، فغلبه الارتباك بدايةً، إلا أنه نال رضا اللجنة التي أجمعت على أن صوته ممتاز وأداءه طيب، بينما كانت مقابلة اللجنة مع صالح الزهيري من السعودية إشادةً بمنجزه في الساحة الشعرية وتصفيقاً لأدائه المنكوس. كما ارتبك العديد من المتسابقين وتهيّبوا من الوقوف في انتظار قرار لجنة التحكيم أثناء الإنشاد، فكان أن أعطتهم اللجنة فرصة إعادة الإنشاد أمامها بعد فتح الباب، ومنهم المتسابق مشاري علي سالم المري من الكويت، ورفضت اللجنة سلطان آل دغمان من السعودية لافتقاره مقومات المنافسة في البرنامج، وإخلاله بشرط النفس الواحد في المنكوس، وأجازت نهيان مبارك طالب المنصوري وراكان عايض طالب المنصوري مع إشادتها بإبداع الصوت.
من تجربة الأداء إلى الحلقات المباشرة
يخوض المشاركون في البرنامج غمار هذه المسابقة التراثية عبر مراحل عدة، بدءاً من مرحلة تجارب الأداء، وصولاً إلى الحلقات المباشرة، وتختتم بفوز مشاركٍ واحد، ليكون بطل الموسم في أداء لحن المنكوس، حيث يهدف برنامج «فن المنكوس» إلى إعادة إحياء فن المنكوس الأصيل، ومد جسور التواصل بين الجيل القديم وجيل الشباب بتعريفهم بالمنكوس، وألحانه، كما يهدف إلى إطلاق برنامج يحظى بجماهيرية واسعة خلال جميع مواسمه، وذلك لتميُز عدد من الشعراء الإماراتيين والخليجيين بكتابته، وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، فضلاً عن التوافق مع هدف البرنامج في الحفاظ على التراث، إذ عرف عدد من الإماراتيين بهذا الفن، ومنهم الشاعرة الراحلة عوشة بنت خليفة السويدي «فتاة العرب»، والشاعر أحمد بن علي الكندي.