أحمد السعداوي (أبوظبي)
أعلنت أمس في أبوظبي، نتائج انتخابات الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب العرب خلال المؤتمر الذي تشهده العاصمة الإماراتية وتنتهي فعالياته مساء اليوم، وأسفرت النتائج عن إعلان حبيب الصايغ بالإجماع أميناً عاماً لاتحاد الأدباء والكتاب العرب لفترة جديدة تستمر 4 سنوات، واختيار ثلاثة نواب للأمين العام وهم: سعيد الصقلاوي، رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، دكتور نضال الصالح، رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا، يوسف شقرا، رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين.
تمكين الشباب
وعقب إعلان النتائج قال حبيب الصايغ، إن المرحلة المقبلة من عمل اتحاد الأدباء والكتاب العرب يمكن أن يطلق عليها «مرحلة تمكين شباب الكتاب»، كما جرى تعديل النظام الأساسي لاتحاد الأدباء والكتاب ليكون للفائز حق تولي المنصب 4 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، بعد أن كانت 3 سنوات في الدورات السابقة. وتم وضع عدة تعديلات خلال هذه الدورة تهدف إلى تحقيق الشراكة الحقيقية في العمل بين جميع رؤساء الاتحادات والمساعدين والأمين العام للمكاتب النوعية، بما يزيد من فعالية عمل الاتحاد على أرض الواقع.
فيما قال صلاح الدين الحمادي، رئيس اتحاد الكتاب التونسيين، إن المؤتمر السابع والعشرين الذي عقد في أبوظبي تتوزع أشغاله على 3 جلسات، حيث انتهت الجلسة الأولى صباح أمس، وجرى فيها اعتماد النظام الأساسي الجديد الذي تم التوصل إليه سابقاً في المؤتمر الذي عقد بالقاهرة، ثم جرى تجديد الثقة في الشاعر حبيب الصايغ لشغل منصب الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب. كما جرى انتخاب 3 نواب للأمين العام وهم الدكتور نضال صالح من سوريا، يوسف شقرا من الجزائر، سعيد الصقلاوي من سلطنة عمان، بدلاً من نائب واحد كما كان الحال سابقاً. ثم وقع تحديد مكان وتاريخ المؤتمر القادم الذي سينعقد بعد 4 سنوات في تونس بشهر يناير 2023. ثم تم وضع جدول لمجلس الاتحاد الذي ينعقد مرة كل 6 أشهر في بلد، حيث يكون الاجتماع القادم في منتصف 2019 بالقاهرة، وفي شهر ديسمبر هذا العام في البحرين، ثم الاجتماع التالي في بيروت وأبوظبي احتياطي، وديسمبر 2020 في نواكشوط، يونيو 2021 في الأردن، ديسمبر نفس العام بسوريا، ثم بغداد منتصف 2022، يعقب ذلك المؤتمر العام في تونس.
وأوضح الحمادي، أن أعمال الجلسة جرت في جو من التآلف والانسجام، حيث جرت الانتخابات بإجماع الحضور، وكل الوفود ثمنت جهود دولة الإمارات واستضافتها هذا المؤتمر وغيره من اجتماعات المكاتب الدائمة، وما تقدمه من إضافة ورعاية لأنشطة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ومكاتبه المختصة.
نص الهوية
إلى ذلك شهد اليوم الثاني للمؤتمر العام، الجلسة الثانية من ندوة «ثقافة التسامح وبناء الهوية بين الأنا والآخر» أدارها الدكتور نضال الصالح، رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا، وتحدث في البداية عن المفاهيم والمفردات المتعلقة بموضوع الندوة، وأهمية اختيار المفردات التي تعكس الموضوعات وتؤطرها في نطاقها الصحيح، مفسحاً المجال بعدها للدكتورة سلوى عثمان من السودان، لتقدم مداخلتها بعنوان «نص الهوية وهوية النص.. تطبيقاً على الشعر السوداني»، تتناول فيها علاقة الثقافة بالهوية، حيث تعرضت فيها لاهتمام شعراء السودان في القرن العشرين بالتعبير عن الهوية عبر استخدام مفردات سودانية خاصة، ما أدى إلى ظهور ما يعرف بالأدب السودانَوي، الذي يعبر عن هوية الشعب السوداني، ووجوب إدخال هذا النوع من الأدب إلى مناهج التدريس.
كما أشارت إلى مقالات صحفية تدافع عن هذا النوع من الأدب الذي يعزز الهوية، وكذلك نماذج لأصحاب هذه الاتجاهات الشعرية، ومنهم محمد المهدي المجذوب الذي يعد في طليعة شعراء هذا الاتجاه الذي سار عليه كثيرون لاحقاً، ومنهم محمد المكي إبراهيم.
الدكتور عبد الحكيم الشبرمي، أستاذ الدراسات العربية بجامعة الملك عبد العزيز في المملكة العربية السعودية، قدم مداخلة بعنوان «لغتنا هويتنا»، أكد فيها أن اللغة لا بد وأن تتواءم مع متطلبات الحضارة وأن تكون دائمة التفاعل والتأثير عبر العصور وإلا تحكم على نفسها بالفناء، وهذا كله يعتمد على أهلها ونصيبهم من التفاعل مع الحياة الذي ينعكس سلباً أو إيجاباً، ما ينعكس على اللغة.
ونوه الشبرمي إلى التحديات التي تواجهها اللغة في عصر العولمة، ما يستدعي الاعتزاز بلغتنا وخلودها مصداقاً لقوله تعالى: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، وهو ما أكده أحد علماء اللغويات بأن استمرار اللغة العربية 17 قرناً يعد أقوى دليل على متانة هذه اللغة، لأنه من الطبيعي أن تبقى أي لغة على الأكثر 4 قرون ثم تبدأ في التغيير. كما أن هناك من العلماء من قال بأنه لن يبقى في العالم سوى 4 لغات وهي العربية، الإنجليزية، الصينية، الإسبانية. وهذا بناء على دراسات قام بها ومؤشرات علمية مستمدة من الواقع.
ودعا إلى الاعتزاز بلغتنا ضد الانهزامية وجعلها سبيلاً للنهضة بالأمة، وأن تصبح اللغة السائدة في التثقيف والتعليم والاقتصاد والسياسة وغيرها من مجالات الحياة، وما نحتاجه من لغات أجنبية نأخذ منه في حدود العلم الذي نحتاج إليه فقط، على أن تكون اللغة العربية هي السائدة في كل أساليب الحياة في مجتمعنا.
أما الدكتور أبو بكر علي الهاشمي، من ليبيا، فقدم ورقة بحثية عن «التنازع بين مفهومي الثقافة والحضارة» أكد من خلالها أن هذين المفهومين وجهان لعملة واحدة، وأنهما يكملان بعضهما البعض على عكس ما قد يعتقده بعض المثقفين بأن هناك تنازعاً بينهما، ورأى الهاشمي أن الثقافة هي مرآة عاكسة للحضارات، باعتبار الحضارة هي الجانب المادي، بينما الثقافة هي الجانب المعنوي، ولا يمكن أن تقوم أي حضارة دون الثقافة.