عدد اليوم
أسماء الحسيني (القاهرة – الخرطوم)
وقعت الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة مالك عقار اتفاق السلام الإطاري، ويشمل بنود الترتيبات الأمنية والسياسية ونظام الحكم.
وجرت مراسم التوقيع بالقصر الرئاسي بمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان بحضور الرئيس سلفاكير ميارديت، ورؤساء فصائل الجبهة الثورية وأعضاء وفود التفاوض السودانية والبعثات المعتمدة في جنوب السودان.
وأكد الطرفان حرصهما على المضي من أجل تحقيق السلام الشامل العادل، وأشاروا إلى أن الإرادة الصلبة للأطراف هي التي قادت إلى التوصل للاتفاق.
ووقع عن الحكومة السودانية الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، وعن الحركة الشعبية الفريق أحمد العمدة بادي رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي، كما وقع الفريق توت قلواك رئيس فريق الوساطة الجنوبية ومستشار الرئيس سلفاكير ميارديت للشؤون الأمنية.
ومن جانبه، قال حميدتي: التوقيع على الاتفاق الإطاري مع الحركة الشعبية جناح عقار يؤكد صلابة العزيمة ومتانة الشراكة بين الأطراف المتفاوضة.
وأكد سعي الحكومة السودانية من خلال منبر جوبا إلى التوصل إلى سلام شامل يغير حياة الناس للأفضل، ويؤسس لعهد خال من العنف والظلم والتهميش، معلناً استعداد الحكومة لدفع استحقاقات السلام، والعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتحقيق غايات السلام.
من جهته عبر رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت عن سعادته بتوقيع الاتفاق، وتمنى أن تصل الأطراف إلى سلام شامل في الأسابيع القادمة، وأوضح أن القيادة في البلدين السودان وجنوب السودان تسعى لإنهاء الحرب فيهما، مشيراً إلى أن ما حدث في أبيي مؤخراً يعبر عن عقلية النظام القديم في السودان، ولن يؤثر في علاقة البلدين.
وأكد سيلفا كير أن القيادة في البلدين تسعى لإسكات البندقية وإنهاء المعاناة التي سببتها الحروب، وفتح المجال واسعاً للتعاون الاقتصادي بين الخرطوم وجوبا عبر تسهيل التبادل التجاري بين البلدين من أجل مصلحة الشعبين.
من جانبه، أكد مالك عقار رئيس الحركة الشعبية التزام الحركة بالاتفاق الذي تم توقيعه، والعمل مع فصائل الجبهة الثورية لتحويله إلى اتفاق سلام شامل قبل تاريخ 14 فبراير القادم. كما أوضح ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية ورئيس وفدها المفاوض أن الاتفاق تضمن موضوعات الأراضي وحق التشريع في منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق وقضايا السلطة والثروة، مشيراً إلى أن أطراف الاتفاق تسعى لبناء سودان جديد يتعايش فيه الجميع، سودان قائم على شراكة استراتيجية بين مجلسي السيادة والوزراء والقوات المسلحة وقوات الدعم السريع وقوى الحرية التغيير.
وأعرب عن استعداد الحركة الشعبية بقيادة عقار للتنسيق مع الجناح الآخر للحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو، كما أعرب عن التطلع إلى بناء اتحاد كونفدرالي مع دولة جنوب السودان.
في الخرطوم، أعلن التلفزيون السوداني أن مجلس السيادة قرر تبعية بنك السودان المركزي لمجلس الوزراء، وذلك بعد أن كشف رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك قبل أيام في حوار تلفزيوني أن البنك المركزي يتبع مجلس السيادة، وهو ما أثار العديد من الانتقادات في الشارع السوداني.
وقالت مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد» إن هذا القرار يخول رئيس الوزراء العزل والتعيين في الوظائف العليا بالبنك، وإعادة ترتيب البنك ومسؤولياته.
إدانة دولية لهجوم أبيي
أدانت منسقة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في السودان جوي يوب الهجوم على قرية في منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، والذي أسفر عن مقتل 32 شخصاً وإصابة 25 آخرين. وكان مجلس السيادة السوداني قد حمل بعثة حفظ السلام المؤقتة في منطقة أبيي المتنازع عليها بين دولتي السودان مسؤولية الأوضاع الأمنية المتردية، وما شهدته المنطقة من أحداث خلال اليومين الماضيين وراح ضحيتها العشرات.
وقال محمد الفكي سليمان المتحدث الرسمي باسم المجلس إن منطقة أبيي تقع تحت مظلة بعثة الأمم المتحدة «يونيسيفا» المنوط بها حفظ الأمن في المنطقة، وأشار إلى أن مجلس السيادة وافق على استقالة رئيس اللجنة الإشرافية على أبيي من جانب السودان أحمد صالح صلوحة.
