11 مايو 2012
أفتى فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الحداد، كبير المفتين، مدير إدارة الإفتاء بدبي، بجواز إفطار لاعبي المنتخب الأولمبي من الإفطار في أيام المباريات التي يخوضونها بدورة الألعاب الأولمبية بلندن يوليو المقبل، والتي تتزامن مع الشهر الفضيل، وذلك بعد جلسة جمعته بمسئولي اتحاد الكرة والجهاز الإداري للمنتخب.
واعتبر الدكتور الحداد بناء على الوصف الدقيق لبرنامج مشاركات المنتخب وكثرة سفرهم وترحالهم بين عدة مدن بريطانية خلال الدور التمهيدي للبطولة وعدم معرفتهم مسبقا ما إذا كانوا سيستمرون في البطولة أم يعودون في حالة الخروج المبكر؟، أن اللاعبين يقومون مقام المسافر الدائم، وبالتالي يحق لهم استخدام الرخصة المتعلقة بالمسافر في أيام رمضان من حيث الإفطار تجنبا للإرهاق والمشقة، على أن يعوضوا ما فاتهم بعد انقضاء الشهر الكريم مباشرة.
وكانت “الاتحاد” قد طرحت قضية تزامن الأولمبياد مع رمضان، ورفض اللاعبين أنفسهم الإقدام على الإفطار من تلقاء أنفسهم دون فتوى شرعية تضبط ذلك، لاسيما أن فتاوى قد صدرت من مصر والمغرب بالإضافة لتركيا أباحت الإفطار للاعبين بدعوى أنهم يمثلون أوطانهم وأنهم في بلد غريب ويقيمون لفترات قصيرة ترتبط بفترة المنافسات نفسها وبالتالي لا يمكن تحديد مدة الإقامة بشكل قاطع.
ولمعرفة رأي الشرع والدين في إباحة الإفطار للاعبين خلال مباريات البطولة قال الدكتور الحداد: “لو أن اللاعبين يتنقلون بين المدن البريطانية كل يومين وثلاثة لإجراء المباريات، كما سمعنا أخيرا، وبين كل مدينة وأخرى مسافة قصر، فإن سفرهم لم ينقطع، ما لم يقيموا في مدينة واحدة أربعة أيام فأكثر، فلهم أن يترخصوا برخصة السفر عندئذ ما داموا كذلك، وكذلك إذا لم يكونوا عالمين مدة بقائهم، بسبب الخروج من التصفيات، وعدم التأهل للمباريات النهائية، فهم في توجس المغادرة دائما، وبذلك لا يزالون مسافرين ما داموا كذلك، وهم أدرى بأنفسهم والله رقيب على كل واحد من عباده المكلفين”.
وكانت فتوى سابقة قد حملت رفضا صريحا لتبييت نية الإفطار لدى اللاعبين يوم المباراة ووجهت بأن يدخل اللاعبون أرض الملعب وهم صائمون، ولكن اذا ما أعياهم اللعب وأجهدهم الجوع والعطش فلا حرج عليهم من الإفطار وقتها بالماء أو ما شابه.
وعن حالة لاعبي الأولمبي وفق ما ألم به من معلومات وتفاصيل تتعلق بالمشاركات والتنقلات الخاصة بالمنتخب قال: “المسافر هو الذي يضرب في الأرض سفرا، ولم ينو الإقامة في البلد الذي وصل إليه، فإن دخل بلدا ونوى الإقامة فيها أربعة أيام فأكثر انقطع سفره بنية الإقامة منذ وصوله وأصبح مقيما، عند جمهور أهل العلم، وقال أبو حنيفة رحمه الله تعالى خمسة عشر يوما، وهذا أقصى ما يسمى فيه مسافرا، مع نية الإقامة، واللاعبون يعرفون أنهم سيقيمون نحو شهر، مدة الدورة، فدخلوا مقيمين، وليسوا مترددين لا يعرفون متى ستنقضي المهمة؛ اليوم أو غدا أو بعد غد.. وهكذا فيجوز لهم الفطر ما داموا مترددين عند الجمهور خلافا للشافعية.
وفيما يتعلق بالرأي القائل أن اللاعبين يؤدون واجبا وطنيا في دولة غير مسلمة ومواعيد الافطار تختلف عن مواعيد المباريات الرسمية قال: “ما يقال بأن اللعب واجب وطني يبيح الفطر كلام غير مؤصل ولا مدلل، فإن اللعب أكثر ما يقال فيه إنه لهو مباح إن لم يؤد إلى ترك الصلوات وانتهاك الحرمات، والمباح لا ينقلب واجبا قط، على أن الواجب العيني أو الكفائي لا يكون سببا لترك الفرائض قطعا، وإنما إن اضطُر فاعل الواجب إلى الفطر ففطر، وإن لم يضطر إليه فعليه الصيام؛ لأن صيام رمضان عزيمة وواجب مضيق لا يتسع لغيره، وإنما خفف فيه الشارع لأصحاب الأعذار المتقدم ذكرهم حصرا؛ أخذا بمبدئه العام في رفع الحرج عند الاضطرار، فكيف يكون مبيحا للفطر وهو لعب”.
المصدر: دبي