26 يوليو 2010 21:19
تطورت العباءة مع مرور الوقت، على مستوى التصاميم والقصات والتطريز والأقمشة والاكسسوارات والألوان، نجحت أيضاً في تخطي حدود المنطقة العربية، لتصبح زياً عالمياً تتباهى بارتدائه السيدة الغربية كما العربية، نظراً لما تضيفه على إطلالتها من أنوثة طاغية وأناقة لافتة وسحر دافئ لا يخلو من الغموض في بعض الأحيان، ومن الوقار والهيبة في أحيان أخرى.
تحتل العباءة في شهر رمضان المبارك، مكانة متميزة في أناقة المرأة العربية عامة والمرأة الخليجية على وجه التحديد، فهي من ناحية تمثّل بالنسبة إليها الثوب المثالي الذي يتماشى مع العادات والتقاليد العربية الأصيلة، ولأن العباءة استطاعت من ناحية أخرى أن تقتحم عالم التصاميم الراقية، مستفيدة من صيحات الموضة العالمية، وفرضت نفسها وبقوة كزيّ أنيق وراقٍ يجمع بين الحداثة والأصالة في آن معا.
أفكار شرقية
بالرغم من أن المصممين الأجانب، وتحت شعار المزج بين الحضارات، عرفوا كيف يستفيدون و”يستوحون” من التراث الشرقي ويدخلونه في تصاميمهم، إلاّ أن هذه التصاميم ظلت تفتقد إلى الخلق والإبداع والروح الشرقية الحقيقية، ويعود السبب في ذلك إلى مسألة جوهرية وأساسية، هي أن العباءات التي تحمل تواقيع المصممين العرب، ترتكز على أفكار تنبع من عمق تراثهم وحضارتهم، فيما تقتصر تجارب المصممين الأجانب على قشور الحضارة الشرقية.
وتأتي “دار أصيلة” في مقدمة دور الأزياء المتخصصة في تصميم العباءة الشرقية ولقد نجحت منذ تأسيسها قبل نحو 20 عاماً، باستقطاب نخبة سيدات المجتمع الراقي، حتى أنها أصبحت “عنواناً” للمرأة التي تبحث عن التميّز في إطلالتها وخصوصاً “الرمضانية” منها.
وفي مجموعتها الأخيرة “شغف” حرصت “دار أصيلة” على تصميم عباءات تناسب كل مناسبات المرأة في رمضان. فهناك العباءة الفخمة، الغنية بالتطريز والاكسسوارات والمصنوعة من “الفوال” و”الكريب” لتناسب إطلالتها في السهرات الكبرى، والعباءة الفضفاضة الخاصة بالسهرات المنزلية، والمصنوعة من القطن والبروكار والكتان النجفي الصيفي، لتتماشى مع أجواء البيت المريحة.
بالنسبة لألوان المجموعة فجاءت مطبّعة وزاهية في معظمها، لتعكس أجواء الصيف الفرحة، وهي تتنوع بين الأخضر والزهري والأصفر والبنفسجي والتركواز والفوشيا، دون إغفال للأبيض “سيّد الألوان” في موسم الصيف الحار.
قماش الإيكات
يتواجد “الإيكات” بوفرة في “شغف أصيلة”، وهو نوع من الأقمشة التي تستورد من آسيا الوسطى، والتي تحاك يدوياً على آلة “النول”. واللافت أن هذا النوع من الأقمشة، الذي تحول إلى “موضة” في بيوت الأزياء العالمية بعد أن اكتشف المصممون الأجانب “سطوة” السحر والجاذبية التي أضفاها على تصاميمهم، إلاّ أنه لم يغب يوماً عن “دار أصيلة” التي ترتكز عليه بشكل أساسي في تصميم العباءات والجاكيتات الشرقية، والتي حرصت في مجموعتها الأخيرة على منحه حلّة جديدة وعصرية، أضفت على العباءات الكثير من الرقيّ والفخامة.
ولأن التطريز يشكل عنصراً أساسياً في جمال العباءة وأناقتها، عدا عن كونه يمنحها نوعاً من الفرادة نادراً ما نجدها في التصاميم الأخرى، جاءت المجموعة الأخيرة في “دار أصيلة” غنية بتطاريزها، التي تنوّعت بين “الطرق المعدني البعلبكي” و” الورود الملونة” و”الصرما” القديمة، بالإضافة إلى تطريز الإبرة بخيوط الحرير الملونة، ما أضفى على العباءات روحاً مفعمة بالحيوية والفرح والجرأة والصخب في بعض الأحيان.
أما بالنسبة للموديلات في “شغف” فهي غنية ومتنوعة لترضي كل الأذواق والأعمار، فبعض العباءات صممت على شكل فراشة، من خلال التركيز على قصّات الأكمام الواسعة والنقوش الملونة، وبعضها الآخر كان فضفاضاً وأكثر انسيابية مع شكل الجسم وحركته، كما بدا لافتاً مراعاة آخر صيحات الموضة في الموديلات من خلال اعتماد قصة “الشروال” في بعض العباءات.
المصدر: بيروت