25 يوليو 2010 23:58
تراجعت حدة السجال السياسي في لبنان نسبياً في عطلة نهاية الأسبوع على وقع الدعوات التي أطلقها رئيسا الجمهورية العماد ميشال سليمان ومجلس الوزراء سعد الحريري، حول المحكمة الدولية، والتي أرسى خطاب رئيس الحكومة في افتتاح المؤتمر التأسيسي لتيار “المستقبل” قواعد راسخة للتعاطي مع أي قرار ظني قد يصدر عن المحكمة الدولية لا يعترف بالوقائع التي تكشف هوية قتلة والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري دون زيف أو تسييس.
وفي الإطلاله الثانية للأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله خلال ثلاثة أيام، حاول الأخير إشاعة أجواء طمأنينة في نفوس اللبنانيين إلى أن لبنان لن يدخل في أي فتنة طائفية أو مذهبية مهما كان القرار الظني الذي سيصدر عن المحكمة الدولية، مكرراً رفضه المسبق الاعتراف بالمحكمة المذكورة وقراراتها، السياسية الظنية. وطالب بلجنة لبنانية حكومية أو أمنية لملاحقة شهود الزور توصلاً إلى الحقيقة.
وقال نصرالله في احتفال أقيم في ضاحية بيروت الجنوبية عصر أمس تكريماً لأبناء شهداء المقاومة، متطرقاً إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قيل الكثير، ولكن في إطار استمرار ما قلته سابقاً، والهدف هو حماية البلد، وكلنا في لبنان يرغب في كشف حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهي لم تعد قضية عائلة بل قضية وطن وشعب، وعندما نعرف الحقيقة سنطالب بتحقيق العدالة، ويجب أن يتعاون اللبنانيون جميعاً للوصول إلى الحقيقة الحقيقة.
وسأل: هل المسار الذي اتخذته المحكمة الدولية التي كانت تستقي معلوماتها من المخابرات الإسرائيلية كان سليماً، وهل سلوك المحكمة كان يؤدي إلى معرفة الحقيقة كلا، ولدينا أدلة دامغة، والذي يوصل إلى الحقيقة هو تحقيق نزيه وشفاف يبنى على الفرضيات إنما ركبت المحكمة اتهام وذهبوا للتفتيش عن أدلة.وقال: نطالب بالحقيقة ونحن على استعداد للتعاون، ولكن هل سلوك المحكمة يؤكد أنها تسعى إلى كشف الحقيقة. وسأل عن شهود الزور ولماذا لم يلاحقوا، وهل من يطلب معرفة الحقيقة يتصرف هكذا؟
وركز على شهود الزور وطالب بمحاسبتهم ومحاسبة الذين يقفون وراءهم، وقال إن ذلك يساعد في كشف الحقيقة واستشهد بكلام رئيس الحكومة الأسبق الدكتور سليم الحص الذي طالب الحكومة وهيئة الحوار الوطني بمناقشة هذا الموضوع وقال: نحن نؤيده بالكامل، وإذا كان أحدهم يرغب مناقشتنا على قاعدة أن هناك متهمين من “حزب الله” فنحن نرفض الجلوس معه، ونحن نتعاون مع الحكومة وهيئة الحوار، فنحن ضد أي جهة تفبرك ضدنا تهمة، تقوم على اتهام 3 أولاً ثم 20 وبعدها 50 مقاوماً، وهذه معلومات تستدعي إقامة لجنة لبنانية حكومية أو أمنية تستدعي شهود الزور وتحقق معهم لكشف الحقيقة، وهذا ليس شرطاً بمعرفة الحقيقة لتحقيق العدالة، ولكن هذه هي البداية الطبيعية لكشف الحقيقة، ونحن حريصون على إقامة العدالة ولن نسمح بتشويه المقاومة التي قدمت أغلى ما عندها، وسنواصل الطريق. وأعلن نصرالله عن تأجيل خطابه الذي كان مقرراً في 30 الجاري في ذكرى عدوان يوليو إلى يوم الثلاثاء المقبل في 2 أغسطس بناء لطلب رئيس الجمهورية لأنه في 30 الجاري سيكون لبنان منهمكاً بزيارة العاهل السعودي وربما الرئيس السوري إلى بيروت.
المصدر: جودت صبرا