الثلاثاء 29 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 45 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حصن الكرك بالأردن شاهد على أحداث غيرت مجرى التاريخ

حصن الكرك بالأردن شاهد على أحداث غيرت مجرى التاريخ
23 مايو 2014 23:17
على ناصية التاريخ، كانت منذ القدم شامخة وشاهدة على أنهار من الدماء أريقت عند أقدامها، دفاعاً عن مصالح تجارية تارة، وسياسية ودينية تارات أخرى، إنها قلعة الكرك، الحصن الأشهر في تاريخ الحروب الصليبية. يعود تاريخ إنشاء هذه القلعة الجاثمة فوق هضبة صخرية في جنوب شرق الأردن إلى القرن التاسع قبل الميلاد، وقد استخدم الأنباط هذه القلعة لإحكام السيطرة على الطرق التجارية التي تربط بين مصر والشام والحجاز، حيث عثر في أساسات القلعة القديمة على قطع من تماثيل نبطية منقوشة. افتتح المسلمون بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح حصن الكرك صلحاً بعد حصار يسير، وكان ذلك ضماناً لتأمين توجه جيوش الفتح الإسلامي نحو مصر، ونظراً لأهمية موقعها الاستراتيجي في حراسة طرق القوافل التجارية، فقد اعتنت مختلف الدول الإسلامية بأمر عمارتها وحاميتها، وقد أقطعت أثناء الحكم الفاطمي للأمير التركي بلتكين في عام 372 هـ. الاستيلاء على الحصن وقبيل اختتام سنوات القرن الخامس الهجري، اجتاحت الجيوش الصليبية منطقة الشام، ولم تستطع الدفاعات الفاطمية الصمود بوجه الهجوم الصليبي الذي ركز هدفه في الاستيلاء على القدس، وبعد إنشاء إمارة بيت المقدس الصليبية، توجهت الجيوش الصليبية للاستيلاء على حصن الكرك في عام 537 هـ، ليشكل نقطة ارتكاز استراتيجية مع حصن الشوبك لتأمين القدس من أي هجوم إسلامي يأتي من مصر أو الشام. وقد اشتهر حصن الكرك بدموية أمير الكرك الصليبي أرناط الذي تطلع إلى تدبير خطة عسكرية لإنزال مراكب حربية في البحر الأحمر لغزو مكة وهدم الكعبة، ثم مهاجمة المدينة النبوية لنبش قبر الرسول صلى الله عليه وسلم. ووقعت من أرناط عدة حوادث مؤسفة، لعل أشهرها هجومه على قوافل الحجاج واستلاب أخت الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي كجارية، ثم قتلها، الأمر الذي أثار حفيظة السلطان الأيوبي. وبعد انتصار صلاح الدين على الجيوش الصليبية في معركة حطين، استولى الأيوبيون على قلعة الكرك في عام 584 هـ ووقع أرناط أسيراً، وقام صلاح الدين بنفسه بإعدامه جزاء وفاقاً على غدره بالتجار والحجاج المسلمين. حصن الغراب وصفت القلعة عبر التاريخ بأنها أحصن قلاع الشام، فيقول عنها ابن فضل الله العمري في المسالك، إنها كالهامة بالنسبة إلى بلاد الحجاز، وقال عنها الرحالة المغربي ابن بطوطة إنها أعجب الحصون وأشهرها، تعرف بحصن الغراب ويحيط بها الوادي من كل الجهات، ولها مدخل واحد قٌدّ في الصخر، وكذلك الدهليز التالي لهذا الباب الحصين. كان سلاطين المماليك يلجأون في أوقات الصراع الداخلي إلى التحصن بالكرك، وصارت كذلك محبساً ومنفى لمن يعزل من الأمراء، وقد أقام بها الملك الناصر محمد بن قلاوون بعد عزل زين الدين كتبغا له من الحكم. وتستخدم قلعة الكرك منذ عام 1980 م كمتحف أثري، يعرض للجمهور بعض المقتنيات من الآثار الإسلامية المملوكية والعثمانية، فضلاً عن الأحجار التي عثر عليها بداخل القلعة، وهي تحمل نقوشاً وكتابات من عصور مختلفة، بدءاً من عهد مملكة مؤاب ودولة الأنباط، ووصولاً للفترتين اليونانية والرومانية البيزنطية. (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض