الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

"المغامرة" تحقق طموحات "التنين الذهبي" !

"المغامرة" تحقق طموحات "التنين الذهبي" !
22 يناير 2019 00:01

وليد فاروق (دبي)

جاء تأهل منتخب فيتنام إلى دور الثمانية لبطولة كأس آسيا بـ«مغامرة» كروية من جهازه الفني بقيادة الكوري الجنوبي بارك هانج، كانت سبباً في «نكبة» كروية كبيرة في فيتنام أعقبها صحوة أخرى بدأت آثارها الإيجابية تظهر على مدار العامين الماضيين.
وكانت فيتنام قد عاشت على وقع صدمة كبيرة في عام 2014، شكلت نقطة تحول لاحقاً، وذلك بعدما عاقب الاتحاد الفيتنامي لكرة القدم 9 لاعبين بالإيقاف مدى الحياة، بسبب التلاعب في نتيجة مباراة آسيوية، وذلك ضمن محاولات فريق فيساي، لاستعادة ثقة الجماهير وإعادة بناء سمعته التي تضررت بفعل فضائح رشاوى، حيث تعرض لاعبوه قبل ذلك لعقوبة سجن وصلت إلى 30 شهراً، لتلاعبهم في نتيجة مباراة ضد كيلانتان الماليزي في كأس الاتحاد الآسيوي.
الجهاز الفني للمنتخب فيتنام الملقب بـ«التنين الذهبي» خاض مباراة الأردن بنوع من «المغامرة»، استناداً إلى علمه الجيد بقدرات منافسه وماذا سيفعل أمامه وكيف سيوقف مصادر قوته، ويجعلها تحت الحصار والمراقبة، ومحاولة حسم نتيجة اللقاء في الشوط الثاني، وفي أقل تقدير الخروج بنتيجة التعادل من أجل اللجوء إلى ركلات الترجيح التي وضح أنها نالت حظاً كبيراً من اهتمام الجهاز الفني واللاعبين وحارسهم العملاق دانج فان لام المحترف بالدوري التايلاندي، الذي نجح باقتدار في التصدي لأكثر من فرصة خطرة خلال اللقاء، ولركلة ترجيحية كانت حاسمة في تأهل منتخب بلاده، علاوة على ركلة أخرى وقفت لها العارضة بالمرصاد.
المدرب الكوري بارك هانج نفسه أكد قبل مباراة الأردن أنه يعلم جيداً مصادر الخطورة في منافسه، الذي يعتمد بشكل كبير على استغلال الكرات الثابتة، سواء من ركنيات أو من ركلات حرة، في إحراز الأهداف، وهو ما حدث بالفعل، لذا كان حرص معظم لاعبي فيتنام على عدم ارتكاب أخطاء مؤثرة على حدود منطقة الجزاء، ولكن من إحدى هذه الركلات أحرز منتخب الأردن هدفه الوحيد.
في الوقت نفسه، راهن بارك هانج على الاندفاع الهجومي لمنتخب الأردن طمعاً في منافسه، خاصة مع تصريحه قبل المباراة أن فريقه مجهد للغاية، ويعاني بدنياً نتيجة كثرة وتوالي المباريات، برغم أن المنتخب الأردني مر بالظروف نفسها، لكنها كانت خدعة مقصودة. وألقى بارك هانج بـ «الطُعم» لمنافسه البلجيكي فيتال بوركلمانز، من خلال تعليمات واضحة للاعبيه بالتراجع من خلال الشوط الأول، واللعب بخمسة مدافعين في الخط الخلفي وأمامهم 4 في وسط الملعب، مع وجود مهاجم متأخر وحيد، برغم أن طريقته المعتادة هي 4-5-1، ولكن التعديل الجديد منحه فرصة إجهاد لاعبي الأردن طوال الشوط الأول في غزوات هجومية مجهدة من دون تأثير إيجابي على المرمى، وعندما كرر «النشامى» الأسلوب نفسه في الشوط الثاني فوجئ بتحول رهيب من قبل لاعبي فيتنام من الدفاع إلى الهجوم، أسفر عن إحرازهم هدفاً واحداً، وتصدى عامر شفيع لأكثر من 3 فرص أخرى شبه محققة. وحتى في ركلات الترجيح كان واضحاً تركيز جميع لاعبي فيتنام، حيث اتسمت تسديداتهم بالهدوء والتصويب في إحدى الزوايا، علاوة على قراءة حارس مرماهم لطريقة تسديد منافسه، وعلى العكس اتسمت تسديدات لاعبي الأردن بالقوة المبالغ فيها، والتي كان نتيجتها إهدار ركلتي جزاء، وضياع فرصة التأهل إلى دور الثمانية.

لاعبو فيتنام: طموحنا مستمر ولن نغادر الإمارات الآن
اتفق لاعبو منتخب فيتنام على أن التأهل إلى دور الثمانية لبطولة كأس آسيا «الإمارات 2019» على حساب المنتخب الأردني نتيجة طيبة، لكنها لا تمثل قمة طموح لمنتخب بلادهم الذي يتطلع إلى أكثر من ذلك، والوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في هذه البطولة القارية، خاصة أنهم يملكون لاعبين على أعلى مستوى، ويكتسبون الخبرة، مباراة بعد الأخرى، وهناك تطور واضح على أداء الفريق ككل.
وعبر دوان فان هاو، لاعب وسط منتخب فيتنام، عن بالغ سعادته بتحقيق الفوز على منتخب الأردن والتأهل إلى دور الثمانية، مؤكداً في نفس الوقت أن جميع اللاعبون كانت لديهم ثقة في حسم اللقاء لمصلحتهم، خاصة مع مرور الوقت ونجاح الفريق في فرض سيطرته على مجريات اللقاء، علاوة على تدريبهم الجيد على تسديد ركلات الترجيح قبل المباراة باعتبار أن التعادل، الذي تكرر مرتين بين المنتخبين خلال مشوار التصفيات، كان من بين السيناريوهات واردة الحدوث في هذه المباراة، وهو ما حدث بالفعل، لذلك كانت ركلات الترجيح من بين الحلول التي حاول الفريق التركيز عليها.
وأكد دوان فاو هاو أن الطموح لدى لاعبي منتخب فيتنام في أعلى مستوى له، ولديهم رغبة في مواصلة المشوار وبلوغ أبعد نقطة ممكنة، ونشر على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وقال: «سأعود إلى فيتنام.. سأعود، ولكن ليس اليوم».
نفس الرسالة أكد عليها حارس دانج فان لام، الذي كان أحد أبرز نجوم اللقاء، ونجح في التصدي لعدد من الفرص الخطرة، علاوة على ركلتي جزاء، واحدة تصدى لها والأخرى ارتطمت بالعارضة، حيث قال: «ركلات الترجيح تحتاج إلى تركيز وثقة كبيرين، أعتقد أنني كنت في قمة تركيزي خلال تسديد ركلات الترجيح، وهو ما ساعدني على التصدي لإحدى التسديدات ومساعدة فريقي على التأهل».
وتابع: «حضرنا للبطولة بعد فوزنا مباشرة بكأس الآسيان، ومن دون الحصول على راحة، ونحن في قمة جاهزيتنا الفنية والبدنية، وأعتقد أن أجواء المباريات هنا تساعدنا على المضي قدماً نحو الأمام أكثر فأكثر، ربما سنرحل في مرحلة ما، لكن المؤكد أننا لن نرحل من دور الـ16».
أما لونج ترونج، اللاعب البديل، الذي شارك في الشوط الثاني، فقد أكد أن فوز منتخب بلاده على الأردن كان رائعاً، وأن السعادة تغمر جميع لاعبي الفريق، وأضاف: «الفوز على الأردن والتأهل إلى ربع النهائي سيمنح اللاعبين ثقة ومعنويات كبيرة، لمواصلة اللعب بنفس الروح والعزيمة، وبكل تأكيد لا يهمنا من سنواجه في الدور التالي، ولكن يهمنا فقط اللعب بنفس أسلوب لقاء الأردن».
واعتبر ترونج أن التأهل إلى هذا الدور ليس بإنجاز، خاصة أن منتخب فيتنام سبق له الوصول إلى هذا الدور، مؤكداً أنهم يخططون إلى ما هو أفضل من ذلك وتحقيق نتائج طيبة.
وقال: «من الممكن أن يشارك نفس الفريق بالبطولة المقبلة خلال عام 2023، لأن العناصر معظمها شابة، وتمتلك الكثير الذي ستقدمه للكرة الفيتنامية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©