13 مايو 2011 20:05
تحت شعار «بيئتي مدينتي» نظمت إدارة مدرسة الأرقم للتعليم الأساسي بدبي، معرضاً بيئياً حافلاً يعرض مفهوم الثقافة البيئية، وما يمكن أن يقدمه الطلبة من أعمال، تصب في حماية ونشر الوعي البيئي، من خلال مجموعة من النماذج التي جسدت مختلف الأفكارالإبداعية الخلاقة، التي كانت أقرب للتحدي أمام الطلبة وأولياء الأمور، الذين شاركوا في توظيف الكثير من المواد والخامات المستهلكة، تحت بند إعادة التدوير أو التصنيع لتحويل الأغراض عديمة القيمة إلى سلعة أو قطعة ذات فائدة.
شمل المعرض عدة محطات، كانت بمثابة رحلة تثقيفية في عالم البيئة المحيط بنا، إلى جانب عدد من الورش الفنية، التي أظهرت إبداعات الطلبة، وهم يعيدون صياغة هذه الخامات، من القطع المستهلكة إلى نماذج فنية مختلفة، وبعض الأفكار التي يمكن أن يستفاد منها لتكون ذا قيمة خاصة.
وقد أشاد مدير منطقة الشارقة التعليمية سعيد مصبح الكعبي في زيارة له لهذا المعرض، بالمستوى المشرف الذي ظهر به بكل أقسامه، مشيراً إلى أن نجاح العمل، كان حصيلة التعاون والتكاتف بين إدارة المدرسة والمنزل في استثمار جهودهم الذي نلمس آثاره الإيجابية، التي انعكست على المهارات التي يتمتع بها الطلبة، فكلاهما مكمل للآخر، مما ظهر المعرض بهذه الصورة المتكاملة.
مسؤولية كل فرد
وعلقت مديرة المدرسة فاطمة العويس قائلة: الحفاظ على البيئة مسؤولية كل فرد يعيش في هذا المجتمع ، ويتطلع إلى مكان نظيف خال من الملوثات، وما يجره من آثار سلبية مدمرة، فكل فرد لابد وأن يحاول تعزيز مبدأ الحفاظ على البيئة والعمل عليه.
فجاء هذا المعرض تتويجاً لمشاريع الطلبة في فن إعادة التدوير، والتي كانت نتاج برامج وورشات تقدم للطلبة في حصص الاحتياط من قبل بعض أولياء الأمور من الأمهات المبدعات، فظهر الكثير من الأعمال والمنتجات الفنية الرائعة، التي تحولت من قطع لا قيمة لها إلى منتجات ذات قيمة وفائدة، فلا يمكن أن تتعرف على مكوناتها للوهلة الأولى، نظراً لتحولها لمنتجات أخرى بالكامل.
وتتابع العويس: أتاحت لنا هذه التجربة ملامسة رغبة الطلبة وشغفهم في التعامل مع فن إعادة التدوير، فأردنا أن نبرز هذا العمل في إطار معرض يظهر إبدعات الطلبة ومنتوجاتهم التي تناولت الكثير من المواضيع الحياتية، فتارة تنقلنا إلى أعماق البحار لتصور لنا طبيعة الحياة وجمالياتها، وتارة أخرى إلى الحياة البرية.
جملة من الأفكار والمواضيع التي تولدت في ذهن الطالب إنما فتحت له جوانب عدة في كيفية التعامل مع كل مادة أو خامة بطريقة مثالية يتم المحافظة به على البيئة المحيطة، ليكتسب من خلالها الطالب مهارة الصبر وطول البال في التعامل مع المواد المستهلكة، وتتفتح آفاق التفكير في كيفية صنع شيء من لا شيء.
دور المسؤولين
وتؤكد العويس: نحن كمسؤولين يجب ألا ننسي التقدير والتحفيز الذي يجب أن نقدمه لكل من ساهم وأنجز وقدم هذه الأفكار المبدعة التي تتجلى بمختلف الصور والمشاهد التي نراها اليوم ونتحسس جمالية العمل والابتكارات الفنية التي أبدع فيها الطلبة مع أولياء أمورهم، فعملية الحفاظ على البيئة وتعزيز السلوكيات الإيجابية هي مطلب وغاية نسعى إلى تعزيزها في طلابنا.
وتقول لينا العيدروس إحدى المشرفات على المعرض: تم العمل بمشاركة عدد من المتطوعات من أولياء الأمور اللواتي قدمن عدداً من ورش إعادة التدوير للطلبة، وقد أنجزوا الكثير من الأعمال باستعمال خامات متنوعة مثل العلب البلاستكية وعلب المشروبات الغازية، وتنفيذ عدد من المجسمات بأوراق الصحف، إلى جانب عمل مجسم بيئي للحياة البرية والبحرية النظيفة ومجسم آخر يوضح بيئات تعرضت للتلوث من جراء الإهمال وعبث الآخرين وقلة الوعي بالمخاطر التي يمكن أن تسببه هذه الملوثات على الحياة البيئية التي نعد جزءا منها.
وتتابع العيدروس: قامت الطالبات أيضاً بعدد من الورش الفنية فاستعرضن مهاراتهن في عملية التدوير والاستفادة من القطع والمواد المستهلكة كعلب البلاستيك التي حولت إلى علبة رائعة مطعمة بالأحجار الملونة إلى جانب عمل نماذج من الحقائب وبعض الكراسي المصنوعة من قطع الإسفنج وتم تغليفها بقطع قماش قديمة. هذا إلى جانب عمل مشروع حديقة مصغرة، بالاستعانة أيضا بعدد من الأشجار التي اقتلعتها الرياح، فأردنا الاستفادة منها بحيث تم تقطيع أغصانها واستخدامها في بناء أجزاء من الحديقة.
المصدر: دبي