منى الحمودي (أبوظبي)
نجح فريق طبي في مستشفى المفرق بقيادة الطبيب الإماراتي مقداد الحمادي في إجراء عملية إعادة زراعة يد لشاب بُترت يده أثناء العمل، باستخدام التقنية الميكروسكوبية.
وتفصيلاً، استعاد الشاب يده التي بترت أثناء عمله في إحدى المنشآت قيد البناء، بفضل التصرف الصائب والسريع، حيث تمكن من الوصول في الوقت المناسب إلى مستشفى المفرق لإجراء جراحة ميكروسكوبية عاجلة لزرع يده.
وأوضح الدكتور مقداد الحمادي، استشاري، رئيس جراحة التجميل والحروق وجراحة اليد في مستشفى المفرق، أن المصاب تعرض لبتر وتهشم في عظام الرسغ وقطع للأربطة والشرايين كافة المغذية لليد والأوردة والأعصاب أثناء عمله واستخدامه لخلاطة الإسمنت.
وأشار إلى أنه في حالة المصاب هذه، ما إن أتى للمستشفى حتى تم تنظيف اليد من الأتربة والإسمنت وغيرها من مواد البناء التي لوثت اليد بشكل كامل، إلى جانب إزالة الأنسجة الحيوية التالفة والتي تضمنت العظام والشرايين والأعصاب، ثم تمت إعادة العظام وإعادة إيصال الشرايين والأوردة باستخدام الجراحة الميكروسكوبية لاستعادة مجرى الدم وتروية اليد. لافتاً إلى أنه أُجريت الجراحة فور وصول المصاب إلى مركز الطوارئ وامتدت فترة إجراؤها إلى 7 ساعات.
وقال «يعتمد نجاح عملية زراعة اليد نفسها مرة أخرى على مدى تلف الأنسجة، والذي يرتبط بوصول المصاب ويده إلى المستشفى في فترة لا تزيد على الست ساعات، وقد تمتد الفرصة في بعض الحالات لما لا يزيد على 24 ساعة من وقت الإصابة».
وشدد الدكتور الحمادي على ضرورة تحويل مثل هذه الحالات لأقرب مركز متخصص يضم خبرات في الجراحات الميكروسكوبية في أقسام جراحة التجميل حتى يتمكنوا من إنقاذ الجزء المبتور، ففي حالة المصاب وصل خلال ساعتين من البتر، وتمت المحافظة على يديه بالطريقة الصحيحة في مكان مبرد وآمن من دون ملامسة الثلج لليد المبتورة مباشرة.
ولفت إلى أن الجراحة الميكروسكوبية (المجهرية) تعتبر من العمليات النادرة على مستوى العالم، وتم تطويرها في مستشفى المفرق وإجراء عدد من هذا النوع للعمليات يوازي عدد العمليات التي يتم إجراؤها عالمياً، حيث يسهم هذا النوع من العمليات في تقليل نسبة البتر عند الحالات المرضية بنسبة 99%، كما بالإمكان إجراء عمليات زراعة أو نقل الأنسجة وتوصيل الأطراف المتضررة.
وعن أسباب التعرض للبتر، ذكر الدكتور مقداد الحمادي وجود أسباب عدة لإصابات بتر اليد، والتي يمكن تجنبها بالوقاية، منها أخذ الإجراءات الوقائية السليمة في ركوب الدراجات وعدم التهور أثناء قيادتها في الأماكن المرتفعة والتلال خلال فترة الشتاء والربيع، وكذلك تمت ملاحظة أن إصابات بتر اليد كانت ناتجة عن عدم الالتزام بالقوانين الوقائية في مواقع العمل والمصانع، وبفضل من الله، فإن جميع الحالات حققت النتائج المرجوة إثر التدخل السريع، والالتزام بالخطة العلاجية التي تشمل الجراحات الترميمية وجلسات العلاج الوظيفي لاستعادة وظائف اليد الطبيعية.
وذكر أن عملية الزراعة هذه تعتبر السابعة التي أجراها في مستشفى المفرق خلال السنوات الأربع الماضية، منها حالتان لمواطنين، حيث تعتبر بتر اليد من الإصابات النادرة حسب الدراسات العالمية للإصابات. وعالمياً تم تنفيذ عمليات جراحية لزراعة الأجزاء المبتورة من الجسم مثل الأصابع واليدين والساعدين والزراعين وأصابع القدم والرجلين والأذنين والإصابات القلعية لفروة الرأس والوجه والشفاه واللسان، مشيراً إلى أن إصلاح الأعصاب والأوعية «الشرايين والأوردة» من الجزء الذي تعرض للبتر، يعد ضرورياً لاستمرار وظيفة الجزء الذي تم زرعه في الجسم.
وأشاد الدكتور مقداد، بالفريق الطبي المساعد من التخدير والتمريض، والدكتورة منى الأطرش في إعطاء الخدمة الطبية العالية لإنجاح العملية.