13 مايو 2011 00:13
وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون امس قمع التظاهرات السلمية في سوريا بأنه دليل ضعف واضح للنظام وليس قوة. وانتقدت بشدة خلال اجتماع لمجلس القطب الشمالي في جرينلاند انتهاكات حقوق الانسان، وقالت “إن عزلة الرئيس السوري بشار الأسد تتزايد ونحمل الحكومة السورية المسؤولية”، مشيرة الى ان الولايات المتحدة والدول الحليفة تبحث سبل زيادة الضغوط على سوريا لاجراء اصلاحات.
وقدم اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي نص قرار يدين الرئيس السوري ويصفه بـ”انه مارق فقد شرعيته عندما مارس اعمال عنف ضد شعبه”، وقال اعضاء المجلس في نص القرار “ان الاسد مسؤول عن انتهاكات حقوق الانسان وفقد شرعيته”.
وطلب القرار الذي يحظى بدعم اعضاء في مجلس الشيوخ من الحزبين الديموقراطي والجمهوري فرض عقوبات اكثر قوة على النظام السوري، وخصوصا عقوبات تستهدف الاسد نفسه، وحض الرئيس باراك اوباما على التعبير عن رأيه مباشرة وشخصيا بشأن الوضع في سوريا، كما ادان ايران لمساعدتها سوريا في حملة العنف والقمع.
وقال السناتور المستقل جو ليبرمان ابرز معدي نص القرار في مؤتمر صحفي “ان الاسد ليس اصلاحيا.. برأيي، انه مارق، مجرم، وزعيم شمولي”، واضاف “ان اعلانا من الرئيس اوباما سيحمل معاني كثيرة بالنسبة الى السوريين”، بينما اكد السناتور الجمهوري ماركو روبيو “انه يتعين على الاسد ان يستقيل منذ الآن، واذا رفض.. آمل شخصيا ان يطيح به الوطنيون والجيش”.
إلى ذلك، رأى محللون ان الولايات المتحدة واذ تزيد من حدة لهجتها ازاء سوريا، الا انها ليست مستعدة حتى الآن للمطالبة بتغيير النظام ادراكا منها لخطورة مثل هذا التصريح.
وقال مسؤول رفيع المستوى لوكالة “فرانس برس” انه يتم التحضير لفرض عقوبات اضافية، وذلك بعد ثمانية اسابيع على بدء التظاهرات، واوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته “اننا نتوخى الحذر ونتجنب كل التعقيدات الممكنة.. الوضع يتدهور ميدانيا ومن المهم ان نبدأ في التعبير عن آرائنا بوضوح”.
وقال الدبلوماسي في ما يتعلق بالمطالبة برحيل الرئيس السوري “لم نصل الى هذه المرحلة بعد.. انه قرار خطير والامر لا يقوم فقط على التفوه بالكلمات بل تحمل عواقبها”. واضاف “تريد واشنطن ان يندرج موقفها ضمن الاسرة الدولية، لاننا لا نريد ان نكون الوحيدين الذين يدلون بتصريحات مماثلة”.
أعلنت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون أمس، أنها لا تستبعد توسيع نطاق العقوبات على سوريا لتشمل الرئيس بشار الأسد. وقالت في مقابلة مع الإذاعة النمساوية “إن الأسد ليس على اللائحة، لكن ذلك لا يعني ان وزراء الخارجية لن يعودوا لبحث هذا الموضوع”.
وكان الاتحاد الاوروبي اعتمد رسمياً الثلاثاء عقوبات ضد 13 مسؤولًا سورياً، بينهم ماهر الأسد الشقيق الأصغر للرئيس السوري وأربعة من عائلة الأسد جمدت أصولهم، ومنعوا من الدخول الى الاتحاد الأوروبي. كما تم فرض حظر على بيع الأسلحة لسوريا.
ولم يدرج اسم الرئيس السوري على اللائحة، لأن الاتحاد الاوروبي استهدف القادة الضالعين مباشرة في قمع المتظاهرين. ورفضت اشتون الفكرة القائلة بأن هذه العقوبات ضعيفة جداً، مؤكدة في الوقت نفسه أنه لم يكن من السهل إقناع كل وزراء الخارجية الـ27 للاتحاد بالذهاب أبعد من ذلك. وقالت “هناك وجهات نظر مختلفة، وهذا الأمر ليس مفاجئاً”.
وطالبت الصين أمس العالم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا بل المساهمة بدور بناء في مساعدتها على العودة إلى السلام والاستقرار.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، جيانج يو، “سوريا دولة مهمة في الشرق الأوسط، نأمل أن تستطيع أن تظل مستقرة، وأن يتمكن كل الأطراف من حل كل الخلافات من خلال الحوار السياسي وتجنب إراقة الدماء”.
وأضافت “نعتقد أيضاً أن العالم الخارجي يجب ألا يتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا لتفادي إضافة عوامل معقدة، ونأمل أن يلعب المجتمع الدولي دوراً بناءً في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط”.
المصدر: عواصم