24 يوليو 2010 21:41
نجح علماء ومهندسو “بي أيه إي سيستمز” العالمية المتخصصة في تطوير وتوفير ودعم الأنظمة الدفاعية البرية والبحرية والجوية، في ابتكار دروع سائلة مضادة للرصاص وذلك ضمن برنامج يهدف إلى إنتاج دروع المستقبل التي تقي الجنود من القذائف، وتوفر سهولة الحركة في المواقف القتالية.
وتعمل التقنية الجديدة على امتصاص قوة المقذوف وتزيد من كثافة السائل ليصبح أكثر سمكاً، مما يعزز من خصائص امتصاص الطاقة للهياكل المصنوعة من مواد مثل الكيفلر المضاد للرصاص.
وتعتمد أنظمة الدروع المستخدمة حالياً في صناعتها على مادة الخزف لتغطية أكبر مساحة ممكنة من جسم الجندي مما ينتج عنه ضخامة حجم الدرع وثقل وزنها، وهو ما يتسبب في إعاقة حركة الجندي وتصيبه بالإرهاق خاصة في ميادين القتال الصعبة مثل أفغانستان.
وجرى تصميم الدرع السائلة الجديدة من أجل تلبية الحاجة إلى المواد التي يمكنها تزويد الجنود بمستويات حماية إضافية مع التقليل من حجم الدروع، وتغطية مساحة أكبر وتوفير سهولة الحركة والمناورة وإمكانية توافقها مع الأنظمة الأخرى، ومن الممكن دمج التقنية الجديدة في درع الكيفلر العادي لتقديم مستويات عالية من حرية وسهولة الحركة والتقليل من سماكة الدرع بنسبة تصل إلى 45%.
وصرح “ستيوارت بني”، رئيس تطوير أعمال التصميم وتقنيات المواد في “بي أيه إي سيستمز”، بأن تحريك ملعقة في الماء هو خير مثال لتوضيح هذه التقنية الجديدة، حيث نجد مقاومة ضعيفة من الماء للملعقة، لكن على العكس من ذلك فإن الدرع السائلة تقاوم القذيفة بدرجة هائلة حيث تتجمع جزئيات السائل معاً وكلما زادت سرعة التحريك تزيد صلابة السائل ولهذا عندما ترتطم بالدرع قذيفة ما يتماسك السائل بسرعة عالية ويمتص طاقة الصدمة بكفاءة لا نظير لها.
وعند مزج التركيبة الجديدة بمادة الكيفلر فإن انخفاض معدل تدفق السوائل في الدرع الجديدة يقيد حركة ألياف المادة تجاه بعضها البعض، مما ينتج عنه زيادة في المساحة التي تتبدد عليها طاقة الاصطدام، إضافة إلى ضعف احتمالية تشوّه المادة إذا ما قورنت بالدروع العادية، التي عامة ما تنثني للداخل عند تعرضها لطلقات الرصاص لإنقاذ الحياة لكنها تتسبب في معاناة مرتديها بالآلام.
وأظهرت التجارب التي أجريت في مركز التقنية المتقدمة التابع لـ”بي أيه إي سيستمز” في “فيلتون”، أن الدرع السائلة أقل سمكاً بكثير مقارنة بالدرع العادية مع تحملها مستويات مساوية من القوة، وتقدمت الشركة بنموذج تجريبي من الدرع الجديدة إلى وزارة الدفاع البريطانية، وتتطلع في المستقبل إلى إجراء مزيد من التطوير على الدرع السائلة لإنتاج صيغة فائقة الخفّة من المادة ودمج التقنية في أنظمة دروع الأفراد.
ويدرس فريق “بي أيه إي سيستمز” تطبيقات التقنية الجديدة خارج مجال الاستخدامات العسكرية، وفي هذا السياق يقول “ستيوارت” إنه بالإضافة إلى زيادة إمكانات الحماية من المقذوفات في الدروع القتالية، هناك إمكانية لتطوير نسخة أخرى من الدروع تناسب متطلبات قوات الشرطة وطواقم الإسعاف.
المصدر: أبوظبي