12 مايو 2011 23:06
محمد البادع (نيويورك) - تحولت حديقة سنترال بارك بمدينة نيويورك الأميركية إلى ساحة إماراتية، فنحن لا نكاد نشعر بالغربة فيها، فكل من يأتي إليها يتحدث عن الإمارات، وعن ماراثون زايد السنوي الذي يقام غداً، تخليدا لذكرى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وسلسلة أعماله الخيرية التي قام بها على امتداد مسيرة حياته، ويخصص ريع الماراثون لصالح المستشفى التخصصي لأبحاث وعلاج الكلى “هيلثي كيدني فاونديش”.
وبتوجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفرت اللجنة المنظمة للسبـاق برئاسـة الفريق الركن (م) محمد هلال الكعبي بالتعاون مع سفارة الإمارات في واشنطن، كل الضمانات المطلوبة لنجاح السباق، وذلك من خلال مباشرة الاستعدادات التي قامت بها شركة «رود رنر» المشرفة على تنظيمه، والتنسيق معها على صعيد زيادة أعداد المشاركين من عام إلى آخر وزيادة الفعاليات المصاحبة له، حتى يحقق السباق كل الأهداف التي أقيم من أجلها، إلى جانب الترويج والدعاية الطيبة للدولة.
وقد بدأت الجماهير، التوافد على الحديقة، إما لأنهم ممن سيشاركون في السباق ويتطلعون إلى معاينة مساراته على الطبيعة، وإما أنهم سمعوا عنه، ويرغبون في مشاهدة المكان الذي يعد من معالم نيويورك، وبات يرتبط بمناسبة سنوية رياضية خيرية، لها صداها لدى أطياف المجتمع الأميركي كافة.
ومن المقرر أن تقوم اللجنة المنظمة للسباق اليوم، بزيارة بعض المدارس في نيويورك والمؤسسة الوطنية الطبية ووحدة غسيل الكلي للأطفال، بجانب زيادة دور الرعاية الطبية، وذلك سعياً إلى استثمار هذا التفاعل وتعزيزه من خلال بعض الأنشطة المصاحبة التي تساهم في الترويج للدولة.
وقبل 24 ساعة من الحدث، تشير الأرقام إلى أن سباق هذا العام، سيحطم الرقم القياسي للمشاركة البالغ 13 ألفاً و800 مشارك، والذي شهده ماراثون العام الماضي، حيث لا زالت طلبات المشاركة تتوالى على اللجنة المنظمة، بالرغم من ارتفاع مقابل الاشتراك في هذا التوقيت، إذ إن رسم الاشتراك في الأيام الماضية تحدد بـ 35 دولاراً، واليوم ترتفع قيمة المشاركة إلى 45 دولاراً، وتعود المبالغ التي يتم تحصيلها لحساب “هيلثي كيدني فاونديش”، بإشراف ومتابعة سفارة الدولة، التي تبذل جهداً كبيراً سنوياً لإنجاح يوم الإمارات في أميركا.
ومن الأنباء السارة التي كانت في انتظار البعثة لدى وصولها إعلان الشركة المنظمة للسباق «رود رنر» أن الإقبال على المشاركة في السباق بلغ ذروته قبل أربعة أيام من موعده وأنها اضطرت إلى إغلاق باب المشاركة عبر الإنترنت.
كل شيء هنا، يؤكد أن الإمارات كسبت الرهان، حين اختارت الماراثون ليحمل رسالتها الإنسانية، مغلفة بالرياضة ليس إلى الشعب الأميركي وحده، وإنما إلى العالم، بعد أن أعلن الكثير من الأبطال مشاركتهم في الماراثون.
وكانت بعثة الإمارات قد وصلت نيويورك بعد رحلة مباشرة استغرقت 13 ساعة من أبوظبي، وكان في الاستقبال وفد مشترك من سفارة الإمارات ومن البعثة الدائمة للإمارات في الأمم المتحدة، وقد سهلا إجراءات الدخول بعيدا عن ازدحام الطوابير، وانتهت إجراءات الأمن والجوازات في وقت قياسي.
وتجدر الإشارة إلى أن البعثة اكتملت أمس بوصول كل من الفريق الركن (م) محمد هلال الكعبي رئيس لجنة الرياضة للجميع رئيس اللجنة المنظمة، والعقيد الركن طيار محمد علي عامر نائب رئيس الوفد، وتضم بقية البعثة كلاً من: اللواء (م) مصطفى الرئيسي وأمل أبو شلاخ (نادي ضباط القوات المسلحة) وناصر خميس عامر من مجلس أبوظبي الرياضي وفتح الله عبدالله المدير الفني، وصالح علي سلطان المدرب، و4 عدائين، هم: علي خليفة الوحشي، ومبارك المنهالي، وعلي القايدي، وفهد عبدالعزيز البريكي، إلى جانب أعضاء الوفد الإعلامي.
كما ضمت البعثة للمرة الأولى وفدا من لجنة الرياضة النسائية برئاسة نورة خليفة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام، ومعها كل من فاطمة سالم العامري وفاطمة سالم الظاهري، وكنة كايد الظاهري، ونادية خليفة الشامسي، وصفية محمد السعدي.
7 سنوات من «عطاء الخير»
نيويورك (الاتحاد) - تأتي النسخة الجديدة من ماراثون زايد، لتذكر كل من ارتبطوا بهذا الحدث، بتاريخه، حيث أقيم السباق للمرة الأولى في عام 2005، وكانت الفكرة والمبادرة بتوجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث رأى سموه بنظرته البعيدة أن يكون الوفاء للمغفور له في اتجاه معاناته من مرض الكلى قبل وفاته، فكان القرار بأن يذهب ريع السباق بأكمله لمؤسسة هيلثي كيدني في نيويورك، المتخصصة في علاج مرضى الكلى وفي إجراء الأبحاث الطبية التي تستهدف علاج الحالات المرضية المستعصية في العالم.
ولأن خير البر عاجله، فقد عهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمهمة التنفيذ إلى الفريق الركن (م) محمد هلال الكعبي رئيس مجلس إدارة نادي ضباط القوات المسلحة رئيس اتحاد ألعاب القوى حينذاك، فقام من جانبه بتشكيل اللجنة المنظمة وفي أقل من شهرين كان التنفيذ الفعلي لينطلق السباق الأول في حديقة سنترال بارك يوم الثاني عشر من شهر مايو.
ومن أهم عوامل نجاح تنظيم هذا السباق الذي بلغ الآن دورته السابعة، أن إدارته تتم باحترافية عالية سواء من قبل اللجنة المنظمة التي يعرف كل عضو فيها دوره جيدا، أو من خلال شركة «رود رانر» التي عهد إليها بتنظيمه والإشراف عليه، فهي شركة شهيرة ومتخصصة في تنظيم السباقات الجماهيرية على مدار العام في الولايات المتحدة، وهي التي تنظم ماراثون نيويورك الشهير سنويا، وهي تمتاز بالدقة العالية في عمليات التسجيل والتحكيم، ويساعدها على ذلك استخدامها لأفضل التقنيات في احتساب النتائج، وذلك من خلال تثبيت شريحة إلكترونية في حذاء المشارك تصدر ذبذبات تلتقطها الأقمار الاصطناعية أولا بأول كلما قطع مرحلة من مراحل السباق.
الوفد النسائي في «جوجنهايم»
نيويورك (الاتحاد) - ضمن برنامج الرحلة، نظمت إدارة البعثة أمس زيارة إلى إحدى مدارس نيويورك للترويج للسباق، كما زارت مقر الأمم المتحدة، واليوم من المقرر أن تزور المستشفى التابع لمؤسسة هيلثي كيدني التي يذهب لها ريع السباق، وعلى عادتها كل عام، تقيم سفارة الإمارات حفل استقبال بفندق “فور سيزون” على شرف البعثة في المساء. وكان الوفد النسائي المرافق للبعثة قد بادر أمس الأول بزيارة مقر الأمم المتحدة، واستمع خلال الزيارة إلى محاضرة عن حقوق الإنسان، كما زار مقر البعثة الدائمة للإمارات في المنظمة الدولية، حيث كان في استقبالهم السفير أحمد الجرمن، وحمد الزعابي السكرتير الأول ومريم الشامسي الملحق الدبلوماسي، كما زار الوفد متحف الحضارات «جوجنهايم» الذي تم التعاون معه لإنشاء متحف مناظر في جزيرة السعديات في أبوظبي.
وفي لفتة طيبة، قام الوفد الذي كانت على رأسه نورة السويدي وضم كلاً من فاطمة العامري وفاطمة الظاهري وأمل بو شلاخ بتقديم الدروع التذكارية باسم اللجنة المنظمة للسفير ومسؤول المتحف.
صالح سلطان: المشاركة رمزية بأفضل العدائين
نيويورك (الاتحاد) - قال صالح سلطان مدرب العدائين الذين سيمثلون الإمارات في السباق، إن التدريب جرى في اليومين الماضيين على فترتين في حديقة سنترال بارك، وجرى على نفس المسار الذي سيقطعه المشاركون.
وبسؤاله عن سبب تقليص العدد إلى 4 عدائين هذه المرة، قال إن مشاركة لاعبي الإمارات تحمل الصفة الرمزية، والهدف منها التواجد والاحتكاك بالنجوم المحترفين الذين يشاركون في السباق كل عام، وأكد أن اللاعبين المختارين هم أفضل المرشحين،
وأشار إلى أن علي الوحشي هو صاحب أفضل رقم إماراتي في السباق
(32,05 دقيقة) وسيسعى لنسخه مع زملائه.