23 يوليو 2010 22:38
سجلت محمية المها العربية في أم الزمول بالمنطقة الغربية من الدولة خلال موسم التكاثر الحالي 22 مولوداً من المها ليصل عدد المها العربية في المحمية إلى 175 رأسا، وفق ما ذكر عبد الناصر الشامسي المدير التنفيذي للرفق بالحيوان والغابات في الهيئة.
وأوضح الشامسي أن الهيئة تستعد في أكتوبر المقبل لإطلاق 98 رأسا من المها في محمية أم الزمول حيث تم اختيار المجموعة التي سيتم إطلاقها في أبريل الماضي من مواقع مختلفة من غابة الوضيحي في الغربية، وجزيرة الأريام ومجموعة من حديقة العين ومن العجبان.
وقال إن المجموعة المنتقاة تم نقلها إلى حظائر في محمية أم الزمول لتهيئتها للإطلاق الذي سيكون في ثلاثة مواقع متمثلة في أبونجيلة الجزء الشمالي من المحمية، وفي حميم الجزء الغربي، ومنطقة المبزر الأصلاب في المنطقة الشرقية من المحمية.
وأفاد الشامسي أن المها التي سيتم إطلاقها موجودة حاليا في حظائر خاصة في المحمية حيث يتم مراقبتها وفحصها بيطرياً وتأهيلها قبل عملية الإطلاق.
وعن سبب تأخير الإطلاق إلى فصل الشتاء، أوضح الشامسي أن القطعان لدى إطلاقها تنطلق لمسافات شاسعة حيث تكون في مرحلة الاستكشاف لتحديد مصادر الغذاء والماء وهو ما يدفع الهيئة لكي يكون الإطلاق خلال فصل الشتاء وبالتالي تقليل نسبة الإرهاق لدى حيوان المها والحيلولة دون نفوقها، وحفزه على الاندماج مع القطيع الموجود حاليا.
وبإطلاق الدفعة الجديدة من المها العربية سيرتفع العدد في المحمية أواخر العام الجاري إلى 273 رأسا من المها.
وأوضح الشامسي أن هذه المجموعة هي الأخيرة التي سيتم إطلاقها في المحمية وذلك لحين دراسة المجموعة الرعوية والطاقة الاستيعابية في المحمية، وبما يتيح المجال أمام الأجيال التي يتم توالدها للتكاثر بشكل طبيعي في المحمية، والتركيز المرحلة المقبلة على العناية بالمواليد التي تولد داخل المحمية والانتشار والتكاثر بشكل طبيعي وبالتالي ضمان تكيفها مع المنطقة أكثر من الآباء والأمهات في الأسر.
وفي سياق متصل، تستعد هيئة البيئة الشهر المقبل لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع توطين المها العربية في وادي رم بالأردن، الذيد يسعى إلى إطلاق 60 رأساً من المها العربية في تلك المنطقة على مدى ثلاثة أعوام بمعدل 20 رأساً كل عام ليصل الأعداد التي تم إطلاقها إلى 40 رأسا. وأوضح أن المجموعة التي سيتم إطلاقها تم تحصينها وإجراء الفحوصات البيطرية لها، وتوجد حاليا في منطقة الحجر البيطري حسب متطلبات النقل للتأكد من خلوها من الأمراض واستصدار التصاريح الخاصة بالنقل. علما أن عملية نقلها للأردن سيتبعه وضعها ضمن مسيجات الإطلاق ما بين شهر إلى شهرين ليستقر القطيع والتثبت من حالته الصحية، ليتم إطلاقها لاحقا في منطقة المحمية.
وقال إن المرحلة المقبلة ستشهد الإعداد لمشاريع توطين المها في العراق وسوريا ووضع مقترحات وتصورات لتنفيذ المشروع في العراق.
ويأتي إطلاق المها العربية في منطقة وادي رم بالأردن في إطار مشروع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يسعى لتوطين المها العربية في دولة الإمارات وفي مناطقها الأخرى، بدءاً بوادي رم الذي يعتبر من أهم المناطق التاريخية للمها العربية، على أن يمتد المشروع في المراحل القادمة ليشمل العراق وسوريا واليمن.
ويهدف المشروع إلى إعادة توطين المها العربية في مجموعات ترعى بشكل حر في بيئات ومناطق انتشارها التاريخية المعروفة، كما أنه يرسخ أي نشاطات أخرى تتعلق بموضوع المها العربية من الناحية البيئية والثقافية والمحافظة على بيئات المها الطبيعية.
يذكر أن مشروع إعادة توطين المها العربية بدأ في العام 2007 بإطلاق أول مجموعة من المها العربية في محمية المها العربية بمنطقة أم الزمول، وقد تم تسجيل العديد من مؤشرات النجاح للمشروع كنسبة الولادات وطريقة انتشار القطيع في المحمية وانخفاض معدلات النفوق.
ويشار إلى أن هيئة البيئة في أبوظبي ومن أجل الحفاظ على محمية المها العربية بما فيها من غابات وحيوانات تعتاش عليها، راعت استخدام معايير الاستدامة البيئية، بما في ذلك الاعتماد على الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء للإنارة، إضافة إلى إنشاء غرف للحراسة وبوابات مزودة بكاميرات مراقبة للمركبات الداخلة والخارجة من المحميات تعمل بالطاقة الشمسية.
ويعود الفضل في نجاح خطط وبرامج الحفاظ على المها العربية إلى الاهتمام الشخصي والخاص للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بهذا الحيوان العربي التراثي الأصيل حيث كان المغفور له من أوائل الذين تنبهوا في بداية الستينيات إلى أن المها العربية أصبح مهددا بالانقراض، فأصدر توجيهاته بأسر ما يمكن منها حيث تم أسر4 منها وأمر بتأسيس أول حديقة للحيوان في العين للحفاظ عليها.
الإمارات تحتضن أكبر مجموعات المها في العالم
تستضيف الإمارات حاليا أكبر مجموعات المها العربية في العالم، بفضل نجاح برامج المحافظة على هذا النوع وإكثاره في الأسر حيث تبلغ أعدادها نحو 4500 رأس، يعيش حوالي 3500- 3700 رأس منها في محميات وحدائق خاصة في إمارة أبوظبي، أهمها صير بني ياس، حديقة الحيوان بالعين، والوثبة والجرف إضافة إلى أعداد أخرى قليلة لدى هواة جمع الحيوانات النادرة. وأسفرت جهود الإكثار عن زيادة أعدادها في الدولة حتى أصبحت دولة الإمارات تمتلك الآن أكبر عدد منها بعد أن كان حيوان المها العربي مهددا بالانقراض بسبب الصيد الجائر وزحف المشاريع الحضرية في الصحارى.
المصدر: أبوظبي