باسل الخطيب، وكالات (بغداد، أربيل)
حثت الأمم المتحدة الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان على الإسراع في حل الملفات العالقة بينهما لإعادة الأيزيديين لقراهم وإعمار المدن المنكوبة، وأعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت عن أسفها للإخفاق الحاليّ في تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة، وشدّدت على أن «الاستقرار أمر حاسم لهذا المجتمع المنكوب من أجل عودة أفراده إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم». وأحيا العراقيون ودول أخرى، أمس، الذكرى الخامسة لهجوم تنظيم داعش الإرهابي على قرى الأيزيديين، في وقتٍ لا يزال فيه 2908 أزيديين مختطفين من قبل التنظيم الإرهابي أغلبهم من الأطفال والنساء.
من جانبه دعا برهم صالح، رئيس جمهورية العراق، أمس، البرلمان إلى إقرار قانون الناجيات الأيزيديات، وفيما ناشد الرئاسة الكردستانية الأمم المتحدة الاعتراف بـ«الإبادة الجماعية» للأيزيديين، كما طالبت إدارة سنجار بتشكيل محكمة دولية مختصة لمحاكمة القادة العسكريين و«الدواعش» الذين تسببوا بتك المجزرة.
وقال صالح، في بيان، بمناسبة الذكرى الخامسة لجريمة إبادة الأيزيديين في قضاء سنجار، إن المجازر التي ارتكبها تنظيم «داعش» الإرهابي ضد الأيزيديين «صفحة مؤلمة وحزينة عبرت عن النهج والفكر الإجرامي التكفيري لهذا التنظيم وعقيدته الدموية»، مشيراً إلى أنه ينتظر من رئاسة وأعضاء مجلس النواب «الإسراع بالمصادقة على مشروع قانون الناجيات الأيزيديات الذي أرسل منذ 28 مارس 2019، بعد أن أعدته وأنجزته رئاسة الجمهورية لضمان حقوق الناجيات المشروعة وأنصافهن وتعويضهن مادياً ومعنوياً».
ودعا الرئيس العراقي، المجتمع الدولي إلى «تكثيف الجهود لمعرفة مصير المختطفين الأيزيديين لدى تنظيم داعش الإرهابي ومحاسبته عن الجرائم التي ارتكبها في العراق، وفي المقدمة منها تلك التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2379 لسنة 2017، وبما يضمن عدم تكرار تلك المجازر».
بدوره، ناشد نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، في تغريده على حسابه بموقع «تويتر»، الأممَ المتحدة، أن تعترف بما حدث للأكراد الأيزيديين كـ«إبادة جماعية لسدِّ الطريق أمام تكرار ممارسات مماثلة».
في غضون ذلك، طالب قائممقام سنجار محما خليل، في بيان، بضرورة «تشكل محكمة دولية مختصة بفاجعة الإبادة الأيزيدية، لمحاكمة القادة العسكريين والدواعش المسؤولين عن هذه المجزرة»، مشدداً على أهمية «إعطاء الفرصة لأهالي سنجار تقديم الدعاوى بحق المتسببين بالمجزرة».
وحث خليل، البرلمان العراقي، على «تشريع قانون يعتبر من خلاله الثالث أغسطس من كل عام يوم إبادة جماعية بحق المكون الأيزيدي وأن يكون عطلة رسمية في عموم البلاد».
بالسياق، دعا مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، الحكومتين الاتحادية والكردستانية لإعداد «خريطة طريق» مشتركة تهدف لإعادة قضاء سنجار إلى أهله، وإعمار بنيته التحتية التي لا تزال متداعية منذ نحو 5 سنوات.
وصوّت برلمان كردستان، أمس، على مقترح قرار تسمية «الثالث من أغسطس» بيوم «الإبادة الجماعية» للأزيديين بحسب أحكام المواد (90، 91، 93، 96، 97) من نظامه الداخلي.
وحلت أمس السبت، الذكرى الخامسة للهجوم الذي شنه تنظيم «داعش» الإرهابي على قضاء سنجار والمناطق المحيطة به في محافظة نينوى، وارتكابه مجزرة بشعة بحق الأيزيديين، ما أدى إلى مقتل واختطاف وسبي ونزوح مئات الآلاف منهم عن مناطقهم، وحتى الآن لا يستطيع معظمهم العودة إليها.
وكان عدد الأيزيديين في العراق وكردستان يبلغ 550 ألف نسمة قبل عام 2014، غادر منهم مئة ألف إلى الخارج بعد هجوم «داعش»، فيما نزح 360 ألفاً إلى إقليم كردستان أو سوريا.
وفي مدينة شتوتغارت بجنوب ألمانيا، أقيم احتفال كبير بالمناسبة، وقال رئيس المجلس المركزي للجالية الأيزيدية في ألمانيا، عرفان أورتاج: «نحي اليوم ذكرى إبادة جماعية للأيزيديين مستمرة لحد هذا اليوم»، حسب تعبيره. فيما قالت وزيرة الدولة الألمانية تيريزا شوبير: «إننا نحتفل بيوم الحزن، ولكن بيوم النجاة والمسؤولية أيضاً». وطالب رئيس المجلس المركزي للجالية الأيزيدية في ألمانيا بالمساهمة في إعادة بناء قرى وبلدات الأيزيديين.
وفي الناحية الأمنية، ألقت قوات أمنية مشتركة من شرطة ديالى القبض على 13 مطلوباً بعمليات أمنية نفذت في 4 مدن في المحافظة، وقال مصدر أمني، إن «قوات أمنية مشتركة من شرطة ديالى وبعمليات أمنية نفذت في مدن بعقوبة، أسفرت عن القبض على عشرة مطلوبين بقضايا جنائية مختلفة وثلاثة مطلوبين بتهمة الإرهاب». وأضاف أن «المقبوض عليهم جرى نقلهم إلى مراكز أمنية لاستكمال التحقيقات معهم».
في السياق، أفاد مصدر أمني أمس، بأن جندياً قتل وجرح آخر نتيجة مهاجمتهما من قبل قناص «داعشي» في ناحية جلولاء التابعة لقضاء خانقين بمحافظة ديالى.
وقال المصدر، إن قناصاً من تنظيم داعش «قتل جندياً عراقياً وجرح آخر في منطقة أم الحنطة التابعة لناحية جلولاء التابعة لقضاء خانقين المتنازع عليه»، مشيراً إلى أن القوات الأمنية في المنطقة «ردت على القناص قبل أن يلوذ بالفرار إلى جهة مجهولة». وكشف مصدر حكومي في ديالى، عن تفاصيل عملية «كلاجو» على الحدود مع محافظة السليمانية.
وقال المصدر، إن «قوة خاصة من مكافحة الإرهاب قادمة من السليمانية نفذت عملية نوعية في منطقة كلاجو قرب الحدود الفاصلة مع ديالى واعتقلت 3 من أفراد خلية داعشية متورطة بالهجوم المسلح الذي استهدف سيطرة للأسايش قبل يومين في أطراف كلاجو والتي أسفرت عن مقتل وإصابة 7 من أفرادها».