8 مايو 2012
دبي (الاتحاد) - نجح النجم الإيفواري يايا توريه في جذب الأنظار طوال رحلته مع مان سيتي التي بدأت في صيف 2010، ومنذ وصوله إلى ملعب الاتحاد معقل سيتي قادماً من البارسا، يحمل النجم الإيفواري على عاتقه مسؤولية بث الثقة في بقية اللاعبين، خاصة أنه من نوعية النجوم الذين يملكون عقلية تحقيق الفوز ومعانقة الألقاب، منذ أن كان لاعباً في صفوف الفريق الكتالوني، وأثبت توريه على مدار الموسمين الماضيين إنه صفقة رابحة للسيتزين على المستويات كافة، سواء من الناحية الفنية أو المعنوية.
فقد توهج في أبريل من عام 2011، وقاد سيتي للفوز بأول لقب بعد غياب دام 35 عاماً عن منصات التتويج، ونجح في قيادة الفرق لقهر المان يونايتد، ثم ستوك سيتي في قبل نهائي، ونهائي كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، ولم يكتف بلعب دور لاعب الوسط المدافع، بل تقمص شخصية المهاجم، وسجل الأهداف الحاسمة التي منحت سيتي لقب طال انتظاره.
وخلال الموسم الحالي واصل توريه تألقه، وكان من بين اللاعبين الأكثر تأثيراً في انتصارات سيتي ببطولة الدوري، وجاء انضمامه إلى صفوف المنتخب الإيفواري في يناير وفبراير الماضيين لخوض نهائيات أمم أفريقيا، ليتزامن مع عثرة سيتي، مما أكد أن مانشيني لا يمكنه أن يستغني عن الدور المحوري لتوريه، وشهدت مباراة نيوكاسل مع سيتي تألقاً لافتاً لتوريه الذي سجل ثنائية الحفاظ على الحلم.
وعقب المباراة، قال النجم الإيفواري: “وضعنا يداً واحدة فقط على اللقب، دائماً كان لدي يقين بأنني أتيت إلى مان سيتي من أجل صناعة التاريخ، لم ننتزع اللقب بعد على الرغم من اقترابنا كثيراً من تحقيق الحلم، سوف أستمر في مساعدة فريقي وزملائي بكل ما أوتيت من قوة، خاصة أن هدفنا واحد، وهو إعادة سيتي إلى دائرة البطولات”.
وتحدث مانشيني عن توريه قائلاً: “إنه لاعب رائع حقاً، وهو يملك عقلية الفوز بالمباريات الكبيرة، وسبق له التتويج بكثير من البطولات مع البارسا، ولا شك في أنه جلب هذه الروح معه حينما انتقل إلى صفوف سيتي، لقد تعاقدنا معه من أجل هذا السبب تحديداً، ونجح في مهمته بامتياز حتى الآن، وبعيداً عن تألقه داخل الملعب، وقدرته على صناعة الفارق لمصلحتنا، فإنه يملك ميزة كبيرة، وهي قدرته على اللعب في أكثر من مركز في الملعب، وهي واحدة من المزايا التي يحلم بها أي مدرب في اللاعب”.
يذكر أن توريه جاء إلى سيتي ليلعب إلى جوار شقيقه كولو، ولكن الأخير ابتعد نسبياً عن التشكيلة الأساسية، نظراً لظروف الإيقاف والإصابات، ويبدو أنه ترك مهمة التألق لشقيقه يايا، الذي خاض مع سيتي 91 مباراة حتى الآن، سجل خلالها 19 هدفاً، من بينها أهداف عدة مؤثرة، خاصة في قبل نهائي ونهائي كأس الاتحاد الانجليزي الموسم الماضي، وأهدافه في الدوري في مرمى ليفربول ونيوكاسل.
ويملك توريه صاحب الـ 28 عاماً، خبرات كروية متنوعة بفضل احترافه في اليونان، وفرنسا، وإسبانيا، ثم قدومه إلى الدوري الانجليزي، وجاء تعاقد سيتي معه بهدف الاستفادة من خبراته، وقدرته الفائقة على لعب دور القائد داخل الملعب، على الرغم من أنه لا يحمل شارة القيادة رسمياً، وسبق لتوريه أن أكد في أكثر من مناسبة أن سيتي يسير على خطى البارسا، في إشارة إلى امتلاك الفريق لعناصر رائعة، يمكنهم كتابة تاريخ كبير لأنفسهم ولفريقهم كما يفعل نجوم البارسا.
وعقب نهاية مباراة نيوكاسل ومان سيتي في الأسبوع قبل الأخير، وقع الاختيار على يايا توريه للحصول على جائزة أفضل لاعب في المباراة، بعد تألقه اللافت، وتسجيله ثنائية فاز بها سيتي، ولكن توريه رفض تسلم الجائزة، لأسباب تتعلق باحترامه للعقيدة الإسلامية، وفضل منحها للاعب آخر، وفي تطور يؤكد احترام الجميع لما فعله توريه، طالبت الصحف البريطانية، وعلى رأسها “دايلي ميل” بمراعاة جنسيات ومعتقدات نجوم “البريميرليج”، وتقديم جوائز لا تصطدم مع معتقدات وأخلاقيات اللاعبين.